المحراث الفرعوني ينافس الجرار بالفيوم.. يرجع إلى 2000 سنة قبل الميلاد

كتب: أسماء أبو السعود

المحراث الفرعوني ينافس الجرار بالفيوم.. يرجع إلى 2000 سنة قبل الميلاد

المحراث الفرعوني ينافس الجرار بالفيوم.. يرجع إلى 2000 سنة قبل الميلاد

على الرغم من أنّ المحراث الفرعوني القديم، الذي يرجع تاريخه إلى 2000 سنة قبل الميلاد، واندثر إلى حد كبير، بعدما اعتمد المزارعون على استخدام الجرارات الحديثة في حرث الأراضي الزراعية، إلا أنّ «خالد جبيلي» لا يزال حريصاً على استخدام المحراث القديم، مؤكداً أنّه الأفضل، فهو يزيد من إنتاج الغلال، ويقلل من ظهور الحشائش في الأرض الزراعية.

استخدام المحراث القديم بواسطة أبقار مدربة

تحدث «الحاج خالد جبيلي» لـ«الوطن» قائلاً إنّه يمتلك «محراث بلدي قديم» مكون من عدة قطع خشبية وقطعة حديدية، لتقليب وتسوية التربة، وذلك من خلال الأبقار المدربة على جرها في خطوط معينة، لتنتهي من حرث الأرض الزراعية، حيث يستخدم المحراث في حرث الأرض ليفتح التربة، تمهيداً لوضع البذور، علاوةً على أنّه يساعد في تقليب التربة، ودفن بواقي جذور النباتات السابقة التي تم زراعتها من قبل، والتي تُساعد في تغذية التربة.

موجود في متحف «المتروبوليتان»

وعن تصميم المحراث البلدي، يكشف «الحاج خالد» أنّ الوحيد القادر على تصنيع المحراث البلدي هم صناع «التوابيت»، أي السواقي القديمة، موضحاً أنّه يتبع نفس تصميم المحراث المصري القديم، الذي يوجد أحد التصميمات منه في متحف «المتروبوليتان» بنيويورك.

مكونات المحراث الفرعوني

ويتكون المحراث الفرعوني من عمود خشبي، يوضع على الحيوانات يسمى «الضنت»، وعمود خشبي آخر يسمى «جباين المحراث»، ويرتكز عليه «سلاح» المحراث المصنوع من المعدن، مُشيراً إلى أنّه يتم استخدام المحراث بواسطة أبقار مدربة من الصغر على الحرث، تسمى «المواشي الحارتة».

أعاد إحياء الفراعنة القدماء

ولفت «الحاج خالد» إلى أنّه يحافظ على المحراث البلدي الخاص به، بعدما هجره باقي المزارعين مستخدمين الآلات الحديثة لسهولتها، مشيراً إلى أنه قرر أنّ يعيد إحياء تراث أجداده الفراعنة، ثم بدأ في تدريب الأبقار على السير في خطوط الأرض.

تدريب الأبقار على الحرث

وأضاف أنّه يعلم أبناءه طرق استخدام المحراث البلدي حتى يتمكنوا من تقليم وحرث الأرض، موضحاً أنّ الأبقار الحارتة يتم تدريبها وترويضها منذ صغرها لمدة نصف ساعة يومياً، حتى تعتاد على السير، حيث يبدأ بـ6 خطوط، حتى تتعرف الأبقار على السير في الأرض، وأداء مهمتها في حرث الأرض بإشارة المزارع لها.

المحراث البلدي أفضل من الجرار

وأكدّ أنّ المحراث البلدي يكون أفضل في حرث الأراضي الزراعية من الجرار الحديث، خصوصاً في موسم الفول الحراتي، نظراً لكونه يجعل الأرض تنتج حبوباً وفيرة، سواء بعد الري أو العزيق، كما أنّه ينقي الأرض من الحشائش، وبالتالي يوفر الكثير من العمالة، موضحاً أنّ جيرانه أُعجبوا كثيراً بالمحراث البلدي، لذلك كانوا يطلبوه منه، فأصبح يساعد كل من يحتاج إلى استخدامه.

النقوش الفرعونية جسدته على الجدران

تجدر الإشارة إلى أنّ النقوش الفرعونية في مختلف المعابد بالصعيد، توضح أساليب الزراعة المصرية القديمة، واستخدام الفراعنة القدماء للمحراث البلدي، كما أنّ المحاريث والسواقي أبرز الأشياء التي يتقن صناعتها النجار المصري القديم.


مواضيع متعلقة