مشايخ السلفية فى اختبار «خطباء المكافأة».. وغياب «برهامى» و«مخيون»

مشايخ السلفية فى اختبار «خطباء المكافأة».. وغياب «برهامى» و«مخيون»
غاب قيادات الدعوة السلفية أمس، عن حضور اختبار وزارة الأوقاف للحصول على تصريح خطباء المكافأة، وأبرز المتغيبين الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، والدكتور يونس مخيون، رئيس حزب النور السلفى، والدكتور محمد إبراهيم منصور، والدكتور سيد العفانى، فيما خضع عدد من شباب السلفيين للاختبار فى مسجد النور.
وأشار مصدر بالوزارة إلى أن الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، هو من وضع أسئلة الامتحان التحريرى بنفسه، حيث تناول الاختبار سؤالين فى القرآن الكريم، إضافة إلى 11 مسألة فقهية وهى عن «الحكم الشرعى للصلاة فى المساجد التى بها أضرحة، وفوائد البنوك، وحكم النقاب، والاستثمار فى البورصة، والفرق بين السهم والسند، وطواف المستحضاة، وتارك الصلاة، والإشهاد على الطلاق»، وكذلك سؤالين فى الثقافة العامة مثل «ماذا تعرف عما يسميه الفقهاء بلبن الغيلة؟ وما علاقته بالصحة الإنجابية؟، وماذا تعرف عن أحوال المسلمين فى مالى وبورما ونيجيريا والنيجر؟».[SecondImage]
وقال الشيخ محمد عبدالرازق، رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف، إن الوزارة استبعدت غير المستوفين للشروط من بين المتقدمين، وكان إجمالى من تنطبق عليهم شروط الاختبار 560، ولم يتجاوز عدد الحضور 300. وأضاف «عبدالرازق» لـ«الوطن»: الدكتور ياسر برهامى والدكتور يونس مخيون، وكل قيادات الدعوة السلفية غابوا عن حضور الامتحان، فيما التزم عدد من الشباب بالحضور، مؤكداً أن الوزارة أتاحت الفرصة أمام الجميع، ومن المستبعد أن تعيد الوزارة الاختبارات مرة أخرى، مشيراً إلى أن الأسئلة تفرز أصحاب الفكر الأزهرى الوسطى الحقيقى من أصحاب الأهواء والتيارات المتشدّدة، وبالتالى فالوزارة لن تسمح بمنح تصاريح خطابة، لأى متشدد أو منتمٍ إلى تيار دينى يسعى لاستغلال المساجد لأغراض سياسية ودعاية انتخابية.
وأوضح أن هناك لجنة من أساتذة جامعة الأزهر هى التى تتولى تصحيح أوراق الإجابة، وأن النتيجة ستعلن فى غضون أيام، لافتاً إلى أن دخول الامتحان مشروط بإحضار بطاقة رقم قومى سارية، وصورة من المؤهل الأزهرى الأعلى مع الأصل أو مستخرج رسمى منه للاطلاع عليه، وصورتين شخصيتين لمن لم يسبق له تقديم ملف للوزارة أو المديرية التابع لها، على ألا يُسمح بالدخول بعد بدء الامتحان، مشيراً إلى أن اللجنة منعت دخول عدد من غير المسجلين فى كشوف الاختبارات ممن لا تنطبق عليهم الشروط من غير حملة مؤهلات عليا أزهرية.
من جهته، قال الشيخ علاء شعلان، رئيس التفتيش العام بـ«الأوقاف» إن العينات العشوائية للإجابات توضح خضوع عدد من المنتمين إلى التيار السلفى للاختبار، حيث تكشف أسئلة الفقه ذلك، ففى إجابة حكم الصلاة فى المساجد التى بها أضرحة، توجد إجابات تحرّم الصلاة فيها، إضافة إلى بعض الإجابات التى تشير إلى أن النقاب عبادة وليس عادة، علاوة على أن البعض حرّم فوائد البنوك والاستثمار فى البورصة.
وقال مصدر لـ«الوطن» إن الأسئلة فى منتهى الذكاء وتفضح هوية المنتمين إلى تيارات دينية من سلفيين وغيرهم، ومدى اتساق فكرهم مع الأزهر ووزارة الأوقاف من عدمه، موضحاً أن أسئلة الفقه مفخخة وتوضح هل المتقدمون للاختبار وسطيون معتدلون أم متشددون متطرفون فى الفكر، وهل يعملون فقه الواقع أم ما زالوا متحجرين دون رؤية، لافتاً إلى أن أجوبة مشايخ السلفية تدينهم فى كلتا الحالتين سواء أجابوا وفق نموذج الأجوبة الخاص بالوزارة أو وفق ما يعتقدون، وبالتالى استشعروا الحرج وقرروا عدم حضور الامتحان حتى لا يكون دليلاً على إدانتهم، سواء بتمسّكهم بآرائهم المتشدّدة أو تراجعهم عنها، حيال القضايا الفقهية المختلفة.[FirstQuote]
من جهتهم، أبدى عدد من المتقدمين لتصاريح الخطابة بنظام المكافأة اندهاشهم من مستوى الامتحان، مؤكدين أن الأسئلة لا تهدف إلى الكشف عن المستوى العلمى الحقيقى للممتحن بقدر ما تكشف عن انتماءات وأهواء الممتحنين، خصوصاً أسئلة الفقه، لافتين إلى أن الاختبار لا يتضمن أسئلة فى السيرة أو الحديث.
وقال الدكتور عبدالله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إنه جرى التركيز فى أسئلة الامتحانات على القضايا التى فيها شطط فى الفهم وتبرز توجّه المتقدم للامتحان، سواء كان يميل إلى التشدد أو الوسطية، مثل مسألة الصلاة فى مساجد الأضرحة، ومعظم الأسئلة فيها حكمة وذكاء وتكشف عن مدى وسطية الملتحق بالامتحان ومدى علمه وفهمه للأدلة الشرعية، والقضايا المستحدثة وموقف الشرع منها، وهى أسئلة نطلق عليها السهل الممتنع وتتطلب إظهار مهارات فى الإجابة، وليس حفظ أجوبة وكتابتها.[ThirdImage]
وأضاف «النجار» أن وزارة الأوقاف تسعى بكل قوة للمحافظة على وسطية المنابر والخطاب الدينى، وبالتالى من حقها اختبار من يرى فى نفسه حق الحصول على تصاريح خطابة لاعتلاء منبر رسول الله، وذلك لضبط الخطاب الدعوى بعيداً عن التطرّف والشطط. ولفت إلى أن غياب كبار مشايخ السلفية أمثال «مخيون وبرهامى» يعنى تكبرهم على الامتحان، ومن يتكبر على دخول امتحان يكون صغيراً فى نظر العلم وأهله، مؤكداً أن الامتحان وُضع بمعايير موضوعية تفرز العقل الموضوعى الذى يعرض القضية عرضاً وسطياً، مشيراً إلى أن الاختبار بمثابة بالونة اختبار لكشف الهوية الفكرية للمتقدمين، حفاظاً على الدعوة والدعاة.