«السيسى» وانفتاح ديمقراطى جرىء

مجدى علام

مجدى علام

كاتب صحفي

انتخابات نقابات الزراعيين والمهندسين والوفد نقطة تحول ديمقراطية ملموسة تشير إلى مرحلة سياسية تشهد انفتاحاً غير مسبوق، رد الفعل فى الشارع إعجاب كبير

وإضافة للرئيس.. تعليمات من الرئيس بعدم التدخل واضحة بشكل جلى وأحدثت حركة جديدة فى الشارع السياسى.

أعلنت اللجنة القضائية المشرفة على انتخابات رئاسة حزب الوفد ٢٠٢٢ فوز د. عبدالسند يمامة برئاسة حزب الوفد لفترة انتخابية تمتد لعام ٢٠٢٦، وحصل المستشار بهاء الدين أبوشقة على ١٥٤٨ صوتاً انتخابياً ود. عبدالسند يمامة على ١٦٦٨ صوتاً انتخابياً، بالمقر الرئيسى لحزب الوفد فى الدقى بالجيزة، تحت إشراف قضائى كامل، مع تطبيق الإجراءات الاحترازية.

حيث عبر كثيرون بأن يتقدموا بالأصالة عن أنفسهم وبالنيابة عن اللجنة العامة لحزب الوفد بتهنئة د. عبدالسند يمامة بمناسبة فوزه بانتخابات رئاسة حزب الوفد.

وأعلن عبدالسند أنه يتقدم بالشكر والتقدير لمعالى المستشار بهاء الدين أبوشقة الرئيس السابق للحزب، على ما قدمه للحزب خلال فترة رئاسته، ونقول إنه لا يوجد بين أبناء البيت الواحد فائز أو خاسر بل جميعنا فائزون، فلقد ضرب أبناء حزب الوفد أروع الأمثلة فى الديمقراطية، ونقول إننا جميعاً مع مؤسسة حزب الوفد العريق بيت الأمة ولسنا مع أشخاص، فالكيان باقٍ والأشخاص إلى زوال.

وحيث تقدمت قيادات الأحزاب، ومنهم ناجى الشهابى، للدكتور عبدالسند يمامة بالتهنئة بفوزه برئاسة حزب الوفد الجديد بعد منافسة قوية مع المستشار بهاء أبوشقة، وأوضحوا أن فوز د. عبدالسند يمامة برئاسة حزب الوفد لن تكون بداية جديدة لحزب الوفد العريق، ولكنها ستكون بداية جديدة لحياة حزبية وسياسية مصرية جديدة فاعلة، بعد أن سادها الخمول والكسل وعدم القدرة على الحركة والتأثير فى السنوات العشر الأخيرة، وأعرب الجميع عن ثقته فى قدرة د. عبدالسند يمامة فى قيادة حزب الوفد ليعود حزباً قائداً فى الحياة الحزبية والسياسية المصرية، وتوقعوا أن تكون الانتخابات البرلمانية المقبلة 2025 مختلفة تماماً عن انتخابات الفصلين التشريعيين الأول والثانى، وأن تكون للأحزاب فيها دور مؤثر فاعل وليس مفعولاً بها مما يغير تركيبة البرلمان القادم، انتخاب «يمامة» يعد أهم متغير فى حياتنا الحزبية والسياسية، ويؤكد أن الأمل موجود فى حياة حزبية وسياسية تعمل لصالح الوطن والشعب.

وفى الواقع، فإن تصرفات الدولة المصرية التى تتماشى مع توجيهات الرئيس السيسى بعدم التدخل الحكومى على الإطلاق وبأى شكل فى أى نوع من أنواع التنافس والمنافسة لأى كيان جماهيرى سواء النقابات المهنية التى يبلغ مقدارها 15 مليون مهنى أو النقابات العمالية التى يبلغ عددها رقماً مشابهاً، فإن تنافس هذه الكتل الجماهيرية يضيف إلى تنافس مرشحى مجلس الشعب والشورى رقماً مماثلاً يكاد يشير فى مجمله إلى أن 50% من الشعب المصرى قد شاركوا فى انتخابات حرة، خاصة إذا أضفنا إليها الانتخابات الشرسة التى جرت فى النوادى الرياضية والاجتماعية على مدار محافظات الجمهورية كلها، وكذلك انتخابات الجمعيات العمومية لمراكز الشباب المدن ومراكز شباب القرى، بما يقرب من 4000 مركز شباب يضم الحد الأدنى 200 عضو جمعية عمومية، وفى الحد الأقصى والجمعيات الزراعية ما يزيد عن على 50 ألفاً مثل ناديَى الأهلى والزمالك واتحاد الطلاب يضيف كتلة ديمقراطية فعلاً لا تقل فى مجملها عن 50 مليون مصرى، فشكراً سيادة الرئيس السيسى على سعة صدرك لما حدث من تصرفات البعض وكياسة إدارتك فى التنبيه الحازم بعدم التدخل الحكومى، لتبقى مصر تكاد تكون الوحيدة فى العالم العربى التى تسمح بهذا.

والحقيقة أنه مهما طال الزمن منذ الحرية الليبرالية قبل ثورة يوليو وسطوة الأحزاب على الشارع السياسى كانت فترة ذهبية على الديمقراطية المصرية رغم سلبياتها وارتباطها بالطبقة الرأسمالية أكثر من الطبقة العمالية، وهو الأمر الذى انتهى بالرئيس عبدالناصر إلى إلغاء الأحزاب بزعم فسادها، وهو فى الحقيقية كان يعلم أنها ممثلة بقيادات رأسمالية وليس اشتراكية وطبقة باشاوات وليس طبقة عمال، وكان قرار الرئيس عبدالناصر واضحاً هو إلغاء دور الطبقة الرأسمالية ومصادرة أموالها وأملاكها وإلغاء ملكيتها للأراضى حتى نزلت إلى ملكية عشر أفدنة بدلاً من ألف فدان، وإلغاء هيبتها بإلغاء لقب الباشاوات الذى يقابل (لقب السير فى المجتمع الإنجليزى أو لقب اللورد فى المجتمع الفرنسى)، وتم إلغاء دورها السياسى بالجيش أو محكمة الشعب، وظلت مصر بلا ديمقراطية حقيقية حتى إعلان الرئيس السادات عودة الديمقراطية من مقر مصطفى كامل، مستعيداً أيام المجد القديم، وسمح بعودة الأحزاب التى حققت دوراً مبهراً كما كان مع استجوابات عنيفة للحكومة، أشهرها استجوابات رئيس حزب العمل ورئيس حزب الوفد، حتى انقلب السادات عليهم وأمر النائب آدم السكندرى بتكسير سرادق سراج الدين فى الإسكندرية، بعد أن شاهد بنفسه أن أهالى الشرقية فى قريتى الغار مركز الزقازيق قد حملوا سيارة سراج الدين فوق رؤوسهم، فكان أن انقلب الرئيس السادات نفسه على الديمقراطية التى سمح بها، رحمه الله رحمة واسعة.

وختاماً.. خالص التهنئة لأصدقائى وأقاربى من قيادات الوفد، ومنهم الزملاء ياسر الهضيبى والنائب الشاب ياسر قورة والنائب ابن عائلتى هانى أباظة.