10 سنوات من حياة «أم فارس» متطوعة لخدمة طلاب «الصفا والمروة».. «حياة كريمة» غيّرتنا

كتب: سمر صالح

10 سنوات من حياة «أم فارس» متطوعة لخدمة طلاب «الصفا والمروة».. «حياة كريمة» غيّرتنا

10 سنوات من حياة «أم فارس» متطوعة لخدمة طلاب «الصفا والمروة».. «حياة كريمة» غيّرتنا

بمجرد الوصول إلى بوابة مدرسة الصفا والمروة للتعليم الأساسي التابعة لمركز وادي النطرون بمحافظة البحيرة، يهرول الطلاب ناحيتها، تستقبلهم بابتسامة اعتادوا عليها، حفظت أسمائهم وحفظوا ملامحها جيدا، قضت بينهم سنوات طفولتهم واعتبرت كل واحد منهم ابنا لها، ترعاه منذ وصوله وحتى مغادرة المدرسة في نهاية يوم دارسي طويل.

قبل نحو 10 سنوات، تطوّعت «أم فارس»، للعمل حارسة للمدرسة، وإحدى عاملات النظافة بها، منذ أن كان ابنها الوحيد يدرس في مرحلة التعليم الابتدائي، يعتبرها عدد كبير من الطلاب أمهم الثانية، وتعمل على مساعدتهم دوما، وحين وصل قطار مبادرة حياة كريمة إلى المدرسة لتطويرها، استمرت بالعمل فيها كمتطوعة دون تقاضي راتب أساسي، وطوال الوقت لا تتأخر عن خدمة المدرسة.

الاختلاف الجذري الذي شهدته المدرسة، قبل وصول حياة كريمة إليها، روت «أم فارس» تفاصيله، حيث كانت متهالكة الجدران وفصولها غير مجهزة بالأدوات التعليمية الحديثة: «كنت بخاف وأنا بنضف الحيطان السقف يقع منه جزء، لأن الحيطان كانت متهالكة»، بحسب وصفها.

يوم أم فارس يبدأ من السادسة صباحا

تبدأ «أم فارس» وهي الأم الثانية لطلاب مدرسة الصفا والمروة للتعليم الأساسي، يومها منذ السادسة صباحا «باجي أكنس وأنضف المدرسة والحمامات والساحة، قبل ما الطلاب ييجوا، وكل حاجة اختلفت تماما عن الأول»، وبحسب وصفها، فبعد تدخل حياة كريمة، أصبح الطلاب يجلسون على مقاعد سليمة داخل فصول واسعة مجهزة بالأدوات التعليمية، عكس السابق، حيث كانت المقاعد متهالكة والفصول لا تضم سبورات ذكية أو لوحات إيضاح كما هو الحال الآن.

حارسة مدرسة متطوعة وأم ثانية للطلاب

لا تقتصر علاقة «أم فارس» في المدرسة على كونها حارستها فقط، فابنها الوحيد درس فيها المرحلة الابتدائية فيه، وعانى من كثافة الفصل وصعوبة الاستيعاب، إلا أنّ الحال تغير كثيرا الآن مع أبناء إخوتها الطلاب في المدرسة حاليا: «ولاد إخواتي بيتعلموا في المدرسة، والفصول عددها أقل بكتير عن زمان، العيال بتتعلم صح ومرتاحين، أنا بقالي سنين في المدرسة وشايفة الفرق بنفسي»، بحسب تعبيرها.

أعمال تطوير حياة كريمة للمدرسة

أعمال التطوير فى مدرسة «الصفا والمروة»، التابعة لإدارة وادي النطرون، شملت إضافة مبنى جديد يحتوى على 6 فصول مقسمة بين رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية، وكلها مجهزة بأدوات تعليمية حديثة، إلى جانب تطوير المبنى القديم وتزويد الفصول بوسائل تعليمية حديثة، منها السبورة الذكية، وتزويد المعامل بالوسائل التعليمية الحديثة لمساعدة المعلم على الشرح ومساعدة الطلاب على الفهم الجيد: «أنا بادخل أنضف كل حتة في المدرسة من سنين، وشايفة الفرق بنفسي، وولاد إخواتي في المدرسة شايفين الفرق بعنينا».

«أنا حابة وجودي هنا في المدرسة حتى لو تطوع عشان ليا فيها سنين ذكريات، ودلوقتي فرحانة إني بقيت جزء من مبادرة حياة كريمة».. بهذه الكلمات اختتمت حارسة المدرسة المتطوعة حديثها، معتبرة نفسها جزءا من الصرح التعليمي، وأما ثانية للطلاب عبر الأجيال.


مواضيع متعلقة