مستعينا بـ«حديث السفينة».. المفتي يضع ميثاقا للتعامل مع السوشيال ميديا

مستعينا بـ«حديث السفينة».. المفتي يضع ميثاقا للتعامل مع السوشيال ميديا
- شوقي علام
- التكافل الاجتماعي
- دار الافتاء
- مفتي الجمهورية
- مواقع التواصل الاجتماعي
- حديث السفينة
- حديث الرسول
- شوقي علام
- التكافل الاجتماعي
- دار الافتاء
- مفتي الجمهورية
- مواقع التواصل الاجتماعي
- حديث السفينة
- حديث الرسول
قال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، إنَّ حديث النبيِّ محمد صلى الله عليه وسلم، عن السَّفينة الواحدة، يُعدُّ ميثاقًا لأخلاق التعامل، ورمزًا للنجاة في كل شئون الحياة وتعاملاتها، ومنها التَّعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي.
وأضاف المفتي، في بيان، أن الحديث يعطي تصوُّرًا صادقًا لحال المجتمع، وحال أفراده، راسمًا أُطُرَ العلاقة الناظمة بين مكونات المجتمع، وَفق مبادئ المسئولية والمساواة؛ إجاء في الحديث: «مَثَلُ القَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللهِ وَالوَاقِعِ فِيهَا، كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاَهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ المَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا، فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا، وَنَجَوْا جَمِيعًا».
وأوضح علام، أنَّ النبيَّ قد بيَّن أن إقدام هؤلاء على تحقيق ما أرادوا، سيترتَّب عليه -ضرورةً- إحدى نتيجتين؛ فإمَّا أن يترك القائمون على الأمر هؤلاء وشأنهم، تحت دعوى حريتهم في نصيبهم يفعلون ما يشاءون فيه، فحينئذٍ لا ينتظرون جميعًا إلا الهلاك المحقَّق، وإمَّا أن يقوموا بواجبهم في الحيلولة بينهم وبين وقوع ما يسعون إليه، فحينئذٍ ينجو الجميع.
حديث السفينة يؤسس لمبدأ الضبط الاجتماعي
لفت المفتي، النظر إلى أنَّ حديث السفينة، فيه تأسيس لمبدأ الضبط الاجتماعي؛ لأنه إذا غاب تحوَّل المجتمع إلى العشوائية والتخبُّط، وهو يرسِّخ كذلك لمبدأ المسئولية المشتركة عند الفرد في شتَّى شئونه ومراحله، بما يُعْلي من قيمة المسئولية الفردية، ويؤكِّد أنها أساس للمسئولية الجماعية، وهذا الضبط الاجتماعي يتمثل في سن وتشريع وتطبيق القوانين المنظمة والضابطة لأي أمر، منها استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
مساوئ تناقل الأخبار الكاذبة
شدد مفتي الجمهورية، على أن عدم تناقل الأخبار الكاذبة والشائعات، من أهم وسائل الأخذ على يد الظالم أو المسيء، ويكون ذلك بعدم تأييده على الإساءة والظلم، وهو ركن من أركان العلاج، وهذا ينطبق على حالات عدم التفاعل مع المحتوى البذيء أو المحرِّض والمفرِّق على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأكَّد أنَّ مرحلة علاج الأخلاق المذمومة، التي تتمثل في الردع يسبقها مرحلة الوقاية وتتم عن طريق تهذيب الأخلاق، التي تبدأ من المراحل الأولى في التربية داخل الأسرة، والتي تتكامل بمراحل الإيمان والإحسان ومراقبة الله عزَّ وجلَّ، وأعلاها مرتبة الإحسان، التي ذكرها المصطفى في حديث سيدنا جبريل معه.
واختتم المفتي، الإحسان من حيث استقرارُه في القلب هو ما ينظِّم مسألة الأخلاق ويراقبها ليرقِّيها، كما أن طريق الإنسان في المحافظة على حياة ضميره، وطهارة فطرته يحصل من خلال مراقبة الله تعالى في جميع الأحوال، والأقوال، والأفعال، والحركات، والسكنات، وهي خير مدخل ووسيلة، للوقاية من الوقوع في مساوئ الأخلاق.