مهندس بتقدير «جيد جدًا» يبيع الفول والطعمية بالعريش: «جهزت اخواتي البنات»

كتب: حسين ابراهيم

مهندس بتقدير «جيد جدًا» يبيع الفول والطعمية بالعريش: «جهزت اخواتي البنات»

مهندس بتقدير «جيد جدًا» يبيع الفول والطعمية بالعريش: «جهزت اخواتي البنات»

اتجه شاب من مدينة العريش إلى بيع الفول والطعمية، وذلك بعد تعذر حصوله على وظيفة حكومية أو خاصة، برغم حصوله على بكالوريوس هندسة معماري، من كلية الهندسة بالعريش عام 2014، يقول الشاب الطموح محمود رشاد محمود الشريف، أحد أبناء مدينة العريش لـ«الوطن»: «حصلت على بكالوريوس الهندسة قسم معماري من هندسة العريش عام 2014، ثم سافرت إلى القاهرة وتقدمت في عدة مسابقات، أملاً في الحصول على وظيفة، وانتظرت 5 سنوات هناك وأنا أتنقل من عمل لعمل في انتظار الوظيفة، ولم يحالفني الحظ يوما». 

محدش يعرف الخير فين.. لكن ربنا عارف كويس

وتابع محمود الشريف الحاصل على بكالوريوس الهندسة: «بعد أن تراكمت الديون في القاهرة بسبب المصاريف الشخصية، برغم أنني كنت أعيش حد الكفاف، تم طردي من الشقة لعدم تمكني من سداد الديون ومتأخرات الإيجار، ففكرت في العودة إلى العريش مرة أخرى لكي أبتعد عن شبح الديون الذي يطاردني في كل مكان، ولكن الحمد لله، من ٣ سنين فقط كنت مديون لطوب الأرض حرفيًا، غير كمّ مهول من الديون اللي قبل الوقت ده».

ويضيف: «رجعت البيت في العريش حرفيًا مش معايا ولا قرش عشان آخد بالي من الصدمة الأكبر، فضاقت الدنيا في وجهي، عندى اتنين اخوات بنات مخطوبين والمفروض يتجهزوا مع بعض لكن ربنا مابيسيبش حد».

ضاقت واستحكمت حلقاتها

قال الشاب الحاصل على بكالوريوس الهندسة، والذي كان عاطلاً عن العمل: «حينما اسودّت الدنيا في وجهي، جاءتنى فكرة، لماذا لا أقوم بتنظيف مطعم أبي الصغير، والذي أنشأه والدي منذ السبعينات، وتطويره ودهانه، وتعلم الطبخ وعمل الفول والطعمية، وأقف فيه، خصوصًا أن والدي كبير في السن وقد تجاوز 65 عامًا، وعنده مسؤوليات إخواتى البنات وأخي الصغير، فعرضت الفكرة على والدي، والذى رحب بالفكرة، وبدأت بالفعل في دهان وتطوير المحل، وما هي إلا سنوات قليلة فقط، حتى تمكنت بفضل الله وفضل والدي أن أسدد كامل ديوني، وأجهز البنتين إخواتى اللتين تزوجتا بالفعل، وها أنا أستعد لكي أتزوج بعد البدء في تجهيز شقتي».

رسالة محمود للشباب

واختتم محمود حديثه برسالة لجميع الشباب: «حينما لا تجد نفسك في مكان اذهب إلى مكان آخر، ولا تجعل الدنيا تأخذك إلى المتاهات، فأنا حاصل على بكالوريوس الهندسة بتقدير عام جيد جدًا، وأقوم بتحضير الماجستير، إلا أنني وجدت نفسي في بيع الفول والطعمية، وأقوم بعمل الحمصية والمسقعة والسلطات وغيرها من المأكولات الشعبية، وما استفدت منه من شهادتي كيف صممت وطورت محل والدي الصغير ليكون مطعمًا مشهورًا، وأيضًا فادتني الدراسة في أن أكون ملمًا بأمور الحياة وأن أرمي الهموم على الله فهو صاحب الرزق وهو المدبر، برغم عتبي الشديد على المسؤولين في عدم حصولي على وظيفة حكومية تقديرًا لتعبي وشهادتي».


مواضيع متعلقة