العائدون من أوكرانيا.. طلاب الطب يناشدون استكمال دراستهم في مصر

العائدون من أوكرانيا.. طلاب الطب يناشدون استكمال دراستهم في مصر
- اوكرانيا
- روسيا
- جامعات اوكرانيا
- الطلاب العائدين من اوكرانيا
- اوكرانيا
- روسيا
- جامعات اوكرانيا
- الطلاب العائدين من اوكرانيا
عقب رحلة طويلة، دامت خمس ساعات تقريبا، جلس «أحمد حامد»، أمام أمتعته التي فر بها من أوكرانيا، تاركًا خلفه مسكنه الذي استأجره للمعيشة طوال سنوات دراسته للطب هناك، يفكر في مصير مجهول ينتظره، يراوده سؤال واحد: «إزاي هكمل دراستي في أوكرانيا في ظروف الحرب وإزاي أكمل دراسة طب خاص في مصر ومصاريفه غالية عليا جدا»، دون أن يعلم ما عليه أن يفعل مستقبلا.
في العام الماضي، وعقب ظهور نتيجة الثانوية العامة، نجح «أحمد محمود»، بمجموع 80%، اتخذ قرارا بدراسة الطب في أوكرانيا، حيث تشتهر دراسة الطب في تلك الدولة بانخفاض التكلفة مقارنة بتكاليف دراسة الطب البشري في الجامعات الخاصة المصرية: «كان نفسي أدرس طب بشري ومقدرتش أدرس في جامعة خاصة في مصر عشان المصاريف غالية عليا»، ومن هنا بدأ رحلة البحث عن جامعة معتمدة من المجلس الأعلى للجامعات في أوكرانيا لاستكمال دراسته الجامعية بها، بحسب روايته لـ«الوطن».
أحمد: كنت بدرس الطب في جامعة أوكرانية معتمدة بالأعلى للجامعات المصري
«كرازن خاركوف الوطنية»، الجامعة التي وقع اختيار ابن مدينة المنصورة عليها لدراسة الطب البشري بها، فهي بحسب تعبيره: «أول اسم في قائمة الجامعات المعتمدة في أوكرانيا» فاطمأن لاختياره، وانتهى من إعداد أوراقه المطلوبة وغادر حدود بلده إلى القارة العجوز وتحديدا أوكرانيا، وبدأ دراسته الجامعية هناك دون صعوبات أو عراقيل اعترضت طريقه، بحسب روايته.
أربعة أشهر فقط مضت على دراسة «أحمد»، في الجامعة الأوكرانية حتى اندلعت الحرب هناك، واضطر إلى مغادرة البلد لينجو بنفسه: «أنا رجعت بلدي عشان لو كنت كملت في أوكرانيا هعرض حياتي للخطر، أنا وطلاب كتير زيي بنناشد الدولة ترجّعنا نكمل دراسة طب في الجامعات الحكومية» مستندا إلى ما حدث مع الطلاب المصريين في أوكرانيا عام 2014 حين شهدت بعض المدن هناك قصفا عنيفا وعادوا للدراسة بجامعات حكومية بموجب قرار من المجلس الأعلى للجامعات المصرية.
«عنان» عادت مع طائرة إجلاء الطلاب المصريين من أوكرانيا
«عنان عزت»، طالبة الطب بجامعة «دينبرو» الأوكرانية، في السنة الخامسة، وواحدة من الطلاب المصريين العائدين من أوكرانيا على متن طائرة الإجلاء المصرية، سافرت بعد حصولها على شهادة الثانوية العامة لدراسة الطب في أوكرانيا بعد أن عجزت عن دراسة الطب البشري بجامعة خاصة مصرية لارتفاع تكلفة الدراسة: «أنا كنت علمي وكان نفسي أدرس طب بشري واخترت أوكرانيا لأن الدراسة فيها سعرها أقل»، بحسب روايتها لـ«الوطن».
واستقرت «عنان» مع أسرتها في محافظة الإسكندرية، بعد عودتها من أوكرانيا، ولم يشغل بالها طيلة الأيام الماضية سوى مصيرها الدراسي: «خايفة تضيع عليا السنة وعايزة أكمل دراسة أخر سنة ليا في الطب في أي جامعة حكومية بمصر، مش هقدر على مصاريف الطب الخاص»، لافتة إلى أن الجامعات الأوكرانية أرجأت الدراسة حتى منتصف مارس لحين وضوح الأمور هناك: «مصيرنا مش باين لحد دلوقتي».
«عمر»: عايز أكمل دراستي في مصر
لم يختلف مطلب «عمر إبراهيم»، طالب الفرقة الأولى بكلية الطب جامعة «رازن خاركوف»، الوطنية عن مطلب زميليه السابقين، فلم تكن الحرب في حسبانه، وعاد إلى محافظته «الدقهلية»، وسط أهله خوفا من تعرض حياته للخطر: «خلصت الترم الأول وقبل ما يبدأ الترم التاني قامت الحرب ومش عارف هعمل إيه»، مناشدا المسؤولين السماح لهم باستكمال دراسة الطب في الجامعات الحكومية.
«أنا مش عايز أرجع أوكرانيا أنا عايز أكمل طب في أي جامعة حكومية لأن الجامعات الخاصة والأهلية غالية عليا جدا».. هكذا اختتم الطالب المصري العائد من أوكرانيا حديثه لـ«الوطن»، مؤكدا رغبته في استكمال دراسته بمصر خوفا من الأوضاع غير المستقرة هناك.