«حياة كريمة».. مشروع القرن

كتب: إمام أحمد

«حياة كريمة».. مشروع القرن

«حياة كريمة».. مشروع القرن

لم يكن أحد ليحلم أن الدولة التى خرجت لتوها من ثورتين متتاليتين، تبعتهما موجة إرهاب غير مسبوقة، ستصل أيديها إلى هناك، على أطراف المحافظات وأظهر المدن البعيدة وتوابع القرى التى لم يزرها زائر من قبل.

لم يكن أحد ليحلم أن الدولة التى حاولت الجماعات الإرهابية استنزاف قواها، وسعت مجموعات الفوضى لخنق عنقها فى الاقتصاد قبل السياسة، ستكون بكل هذا الطموح الكبير لتطرق كل باب، وتمر من كل شارع، من أسوان إلى الإسكندرية.

لكن الحلم -الذى كان بعيد المنال- صاغه الشباب فى صورة مبادرة، وتبناه الرئيس فى صورة مشروع قومى، تحت عنوان «حياة كريمة»، ووراء الكلمتين ملحمة تنمية غير مسبوقة على جميع القطاعات.

 

بداية مشوار حياة كريمة بتوجيه رئاسي في 2019

بداية مشوار الألف ميل كانت بتوجيه رئاسى فى الثانى من يناير 2019، عندما كتب الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، على حسابه الرسمى، فى مستهل عام ميلادى جديد: «تأملت العام الماضى باحثاً عن البطل الحقيقى لأمتنا، فوجدت أن المواطن المصرى هو البطل الحقيقى.. فهو الذى خاض معركتى البقاء والبناء ببسالة وقدم التضحيات متجرداً وتحمّل كُلفة الإصلاحات الاقتصادية من أجل تحقيق مستقبل أفضل للأجيال القادمة.. ولذلك فإننى أوجه الدعوة لمؤسسات وأجهزة الدولة بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدنى لتوحيد الجهود بينهما والتنسيق المُشترك لاستنهاض عزيمة أمتنا العريقة شباباً وشيوخاً.. رجالاً ونساءً.. وبرعايتى المباشرة.. لإطلاق مبادرة وطنية على مستوى الدولة لتوفير حياة كريمة للفئات المجتمعية الأكثر احتياجاً».

التوجيه الذى ختمه الرئيس بشعار «تحيا مصر»، سارعت باستقباله كتائب عمل من شباب البرنامج الرئاسى، بالتعاون مع الوزارات والأجهزة المعنية ومنظمات المجتمع المدنى، لبحثه ودراسته ووضع الأهداف ومحاور العمل والخطط التنفيذية، ولم تمضِ سوى ستة أشهر، لتدخل «حياة كريمة» مرحلة جديدة، مع إعلانها مشروعاً قومياً على هامش المؤتمر الوطنى السابع للشباب فى 30 يوليو 2019، ثم إنشاء مؤسسة حياة كريمة فى 22 أكتوبر من العام نفسه، من شباب متطوع يقدم نموذجاً فريداً يحتذى به فى العمل التطوعى.

الأمم المتحدة أدرجتها ضمن «منصة الشراكات» للتنمية.. و«الشباب العربى» اختارها الأفضل

أصداء نجاح «حياة كريمة» لم تقتصر على الداخل فحسب، بل وصلت إلى كبرى المؤسسات الدولية، وفى مقدمتها الأمانة العامة لمنظمة الأمم المتحدة التى أدرجت مبادرة «حياة كريمة»، فى 25 فبراير 2021، ضمن سجل منصة «الشراكات من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة» التابعة للمنظمة، لاستيفائها المعايير الدولية. ليس هذا فحسب، فمنظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» أشادت أيضاً بالمبادرة، مؤكدة أن كل طفل فى قرى «حياة كريمة» يحظى بأفضل بداية ممكنة لحياته والحماية التى يحتاجها للمضى قدماً إلى الأمام. وعلى المستوى الإقليمى، اختار مجلس الشباب العربى للتنمية المتكاملة، فى اليوم العالمى للشباب، مشروع «حياة كريمة» كأفضل مبادرة تنموية بالوطن العربى، وذلك بمشاركة شباب وشابات من ٢١ دولة عربية. لكن الأهم من الشهادات الدولية هو شهادات الناس أنفسهم، الذين انتظروا طويلاً نحو قرن مضى من يفتح لهم أبواب الحياة الكريمة، حتى فُتحت اليوم.

 

 


مواضيع متعلقة