«التعليم حياة» إنشاء مدارس جديدة وتخفيض كثافة التلاميذ وفصول لمحو الأمية.. وتأهيل كوادر تعليمية

كتب: سمر صالح

«التعليم حياة» إنشاء مدارس جديدة وتخفيض كثافة التلاميذ وفصول لمحو الأمية.. وتأهيل كوادر تعليمية

«التعليم حياة» إنشاء مدارس جديدة وتخفيض كثافة التلاميذ وفصول لمحو الأمية.. وتأهيل كوادر تعليمية

«التعليم حياة» تحت هذا الشعار انطلقت مبادرة حياة كريمة فى كافة القرى المستهدفة، فى محاولة جادة لتحسين مستوى التعليم وتوفير السبل لتقديم خدمة تعليمية أفضل للطلاب، بما يسهم فى رفع مستوى مهاراتهم وقدراتهم. ويعتبر التعليم أحد المحاور الرئيسية على أجندة عمل حياة كريمة، بالتعاون مع مختلف الجهات المعنية وعلى رأسها وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، وعدد من منظمات المجتمع المدنى المهتمة بالتعليم، وتنوعت الخدمات فى هذا المحور بين أنواع عديدة من التدخلات كان أبرزها بناء مدارس وفصول وحضانات جديدة، إضافة إلى تطوير ورفع كفاءة الأبنية التعليمية القائمة، وتقديم محاضرات محو أمية للكبار.

تدخلات «حياة كريمة» التعليمية فى القرى المستهدفة أحدثت طفرة كبيرة فى مستوى الخدمة التعليمية التى يحصل عليها الأطفال من البنين والفتيات، كما عززت رغبة الأسر فى استكمال تعليم أبنائهم، بعد التطوير وتوفير مدارس قريبة.

منذ أن أعطت القيادة السياسية إشارة انطلاق مبادرة «حياة كريمة» لتطوير الريف، لم يغب التعليم عن مشروعاتها، بل كان تطوير المدارس القائمة وتوسعة الفصول وبناء مدارس جديدة بالمناطق الريفية المحرومة على قائمة أولويات المبادرة من أجل أجيال واعية مستنيرة.

انطلق قطار «حياة كريمة» حاملاً معه الأمل لإنهاء معاناة قطاع كبير من المصريين فى قرى الريف، حيث تشمل خطة البنية التعليمية، وفقاً للموقع الرسمى للمبادرة الرئاسية، عملية بناء ورفع كفاءة المدارس والحضانات وتجهيزها وتوفير الكوادر التعليمية، إلى جانب إنشاء فصول محو الأمية بالقرى والنجوع فى الريف المصرى، للقضاء على الأمية بين كبار السن من الأهالى.

وبحسب بيان عن رئاسة مجلس الوزراء، فى يوليو الماضى، تتضمن خطة «حياة كريمة» فى مجال التعليم بناء 4556 فصلاً لخفض معدلات كثافة الفصول، إلى جانب 2231 فصلاً لإنهاء مشكلات تعدد الفترات الدراسية، و349 فصلاً لخدمة المناطق المحرومة من الخدمات التعليمية، و2838 فصلاً لزيادة نسبة استيعاب رياض الأطفال، و3646 فصلاً ضمن إحلال المدارس غير الصالحة، و796 لزيادة انتشار فصول التربية الخاصة واللغات والتعليم الفنى.

كما تستهدف المبادرة الرئاسية، لأول مرة، بناء مناهج تعليمية لما قبل رياض الأطفال، وتمصير فكرة الفراغات الذكية، وإنشاء 4 آلاف فصل ذكى، من أجل تطوير العملية التعليمية لتواكب التطور الحديث وتخريج أجيال مؤهلة لسوق العمل.

وتُعتبر المبادرة فرصة جادة لحل أزمة الكثافة الطلابية التى يعانى منها الريف المصرى على مدار السنوات الماضية، ومن ثم تقليل عدد الطلاب وازدياد فرص الاستيعاب داخل الفصول، كما أن تلك المبادرة ستُحدث نهضة ونقلة تاريخية فى الحياة بالريف المصرى، تسهم فى توفير الخدمات للمواطنين فى الصعيد والوجه البحرى، وإخراج أجيال قادرة على بناء مصر الجديدة والحديثة بأساليب متطورة ومنتجة، وتعكس اهتمام الدولة بحقوق الإنسان بشكل كامل، كما تشمل الحصول على حياة آدمية وكريمة بتوفير سكن لائق وتقديم كافة الخدمات.

محمود درويش، مدير إدارة وادى النطرون التعليمية، بمحافظة البحيرة، أكد فى بداية حديثه لـ«الوطن»، أن مبادرة حياة كريمة أحدثت فارقاً كبيراً فى قطاع التعليم بمحافظتهم وكافة محافظات الجمهورية، خاصة فى الريف الذى كان يعانى من نقص فى الخدمات التعليمية ونقص فى الكوادر المؤهلة. وأشار إلى أعمال التطوير التى شهدتها مدرسة الصفا والمروة التابعة لإدارة وادى النطرون التعليمية، ضمن أعمال المبادرة، بأن المدرسة كانت مبنى واحداً فقط ويعانى من كثافة الطلاب فى الفصول، حتى تدخلت المبادرة الرئاسية وبدأت بالتخطيط لتوسعة المدرسة بإضافة مبنى «ملحق إضافى» لتقليل الكثافة.

أعمال مبادرة حياة كريمة فى مدرسة الصفا والمروة شملت، بحسب قول مدير الإدارة التعليمية لـ«الوطن» توسيع المدرسة ببناء مبنى ملحق بسعة 12 فصلاً، مع تطوير الأدوات التعليمية داخل الفصول كالسبورات الذكية والمقاعد المجددة للطلاب: «كان بيقعد حوالى 4 طلاب فى الديسك الواحد دلوقتى 2 بس، والكثافة قلت، واستيعاب المناهج أفضل»، بحسب تعبيره. كما شملت أعمال التطوير من جانب مبادرة حياة كريمة دهانات جدران المدرسة من داخل الفصول ومن الخارج: «تم تطوير المبنى القديم كمان عشان نضمن خدمة تعليمية أفضل للطلاب»، بحسب قول «درويش».

وفى إطار توجيهات الرئيس السيسى وقع الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم، وآية عمر رئيس مجلس أمناء مؤسسة حياة كريمة، بروتوكول تعاون بحضور عدد من قيادات الوزارة ومؤسسة حياة كريمة فى يناير الماضى، يهدف إلى وضع خطة لاكتشاف ورعاية الموهوبين داخل المدارس فى قرى المحافظات المستهدفة، وتشكيل فريق عمل لرعاية فصول الموهوبين مدرب ومؤهل بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمى ووزارة التعليم العالى ممثلة فى الجامعات والأكاديمية الوطنية للتأهيل والتدريب، حيث إن الوزارة تهدف أيضاً إلى إكساب المعلمين استراتيجيات التعامل مع المواهب فى ضوء مناهج وزارة التربية والتعليم، وتعميق فهم معلمى الطلبة الموهوبين بالأخص بأنشطة المبادرة.

وبمقتضى البروتوكول فإن دور مؤسسة «حياة كريمة» يتمثل فى دعم وإنشاء مراكز للموهوبين داخل مدارس قرى المبادرة الرئاسية، والتنسيق وتوحيد الجهود مع وضع أطُر للتعاون فيما بين الجهات الشريكة، وكذلك توفير التمويل الكامل لمحافظات المرحلة الأولى ووضع خطة تمويلية لباقى مراحل المبادرة بدعم من رجال الأعمال والمؤسسات الخاصة، إضافة إلى عقد بروتوكول تعاون مع الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب، للقيام بدورها فى تدريب وتأهيل الكوادر البشرية التى ستتولى الإشراف على فصول حياة كريمة لرعاية المواهب.

وقبل انطلاق المبادرة، عانت كافة قرى الريف المصرى من كثافة الفصول وفقر الأدوات التعليمية، إلى جانب المشقة التى يعانيها الطلاب صباح كل يوم فى قطع مسافات بعيدة من البيت إلى المدرسة، فضلاً عن الطرق غير الممهدة جيداً للسير بها، بما يعرّض حياة البعض منهم للخطر نتيجة عبور طريق سريع ممهد لتفادى السير فى الشوارع الغارقة بمياه الصرف. وانطلقت أعمال البناء والحفر لتدشين مدارس جديدة بالقرب من التجمعات السكنية تستوعب الكثافة فى المناطق الريفية بكافة محافظات الجمهورية، وزالت المعاناة السابقة.

عمر البربرى، مدير مدرسة سنبو الصناعية بنات بإدارة زفتى التعليمية فى محافظة الغربية، أشار إلى التطوير الذى أحدثته مبادرة حياة كريمة فى المدرسة من خلال تجديد المقاعد ودهانات الجدران، وأهمها تطوير شبكة الكهرباء بما يساهم فى تزويد المعامل بأدوات حديثة للشرح العملى للطالبات، خاصة أنها مدرسة صناعية تعتمد على الشرح العملى.

وأشاد «البربرى» بالجهود التى أحدثتها مبادرة حياة كريمة فى تطوير مدارس مركز زفتى كافة: «أنا كمدير مدرسة كان المدرسين دايماً يشتكوا من نقص الخدمات التعليمية، دلوقتى كل حاجة بقت متاحة والعملية التعليمية بقت أسهل».


مواضيع متعلقة