مدارس البترول في مصر.. الوجه المنافس للثانوية العامة وسوق العمل

كتب: كريم روماني

مدارس البترول في مصر.. الوجه المنافس للثانوية العامة وسوق العمل

مدارس البترول في مصر.. الوجه المنافس للثانوية العامة وسوق العمل

ليس كل التعليم «ثانوية عامة» فالمنافذ التي تؤدي إلى كليات القمة بحسب ما يطلق عليها أولياء الأمور كثيرة ومتشعبة وبعيدة تماماً عن «بعبع الثانوية»، فالجامعات التكنولوجية وكليات الهندسة فتحت أبوابها لتعليم جديد وهو ما يسمى بمدارس البترول، التي تقبل الطلاب الحاصلين على الشهادة الإعدادية بمجموع لا يقل عن 230 درجة في الفصلين الدراسيين الأول والثاني.

تستعد مدارس البترول في محافظة القاهرة، لتخريج أول دفعة من طلابها ليستقبلهم سوق العمل، والتي حرصت كثيراً على تأهيلهم له سواء بالدراسة النظرية أو التدريبات العملية المستمرة بداية من السنة الأولى حتى سنة الدبلوم في شركات متخصصة.

تتبع مدارس البترول مصلحة الكفاءة الإنتاجية والتدريب المهني بوزارة الصناعة والتجارة، فهذه المصلحة عمرها أكثر من 70 عاما، فيقول الدكتور عبيدة أبو الورد، مدير عام مدارس البترول بمحافظة القاهرة، إن المصلحة حرصت على إنشاء تخصصات دقيقة مطلوبة في سوق العمل منها برادة المعادن واللحام، وتطورت المنظومة إلى أن أصبحت هناك مدارس متخصصة تقبل الآن الحاصلين على الشهادة الإعدادية.

أماكن وتخصصات مدارس البترول في القاهرة 

يوجد في محافظة القاهرة، أربع مدارس للبترول، مدرسة الطيران على طريق كرداسة وسيتم افتتاح قسم صناعة محركات الطائرات بها العام المقبل، ومدرسة الشروق للتليفزيون والسينما في المعادي وبها فروع فني معمل تحاليل وفني كيميائي وتدرس كل أنواع التحاليل والكيمياء حتى يتمكن الطالب من العمل في معامل التحاليل البشرية ومصانع الأدوية ومعامل التحاليل الخاصة بشركات البترول، والفرع الثالث على طريق المنصورية وبه تخصص البترول وفني كيميائي وهندسة شبكات وحاسب آلي من صيانة وبرمجة، والفرع الرابع هو مدرسة البترول في حدائق الأهرام.

يؤكد الدكتور عبيدة أبو الورد، أنه لا توجد أي فروع لمدارس البترول في محافظة السويس، وأن المدرسة الأم في محافظة الإسكندرية التي تشمل مدرستين للبترول.

نظام الدراسة بمدارس البترول

يختلف نظام الدراسة بمدارس البترول عن أي مدرسة أخرى، وفق ما أكده «أبوالورد» في حديثه لـ«الوطن»، فالدراسة بها ثلاث سنوات بنظام يسمى «التلمذة الصناعية»، تنقسم إلى ثلاثة أيام نظري في السنة الأولى ويومين عملي، وفي السنة الثانية يومين نظري وثلاثة عملي، وفي السنة الرابعة يوم واحد فقط دراسة نظرية وأربعة أيام عملي في شركات البترول، لأن الأساس في هذه المدارس هو التدريب وإكساب الطالب المهارات التي تؤهله لسوق العمل ويمكن للطالب الالتحاق بكلية الهندسة أو الجامعات التكنولوجية بعد اجتياز معادلة لمدة شهرين.

لم يقتصر تخصصات هذه النوعية من المدارس على البترول فقط، بل تشمل الملاحة البحرية في محافظة الإسكندرية وهي تخرج «ملاح مدني تحت التمرين»، وتخصص ميكانيكا السيارات وفني معمل كيميائي والحاسب الآلي وهندسة الشبكات، أما عن تخصص البترول فيتخرج منه فني بترول وبتروكيماوات للعمل مساعد مهندس في شركات البترول، فيقول «أبوالورد»: «شركات البترول أشادت بهذا التخصص لأنه لعمل على سد الفجوة بين المهندس والعامل في حقول البترول». 

التدريب العملي الذي توفره هذه المدارس له أولوية خاصة في برامجها التعليمية، فيتم توفير أتوبيسات لنقل الطلاب من المدرسة إلى الشركة المستهدف التدريب بها وتكون أولى المحاضرات العملية في احتياطات الأمن والسلامة وكيفية التعامل مع كل الآلات الموجودة في حقول البترول.

شروط الالتحاق بمدارس البترول

شروط الالتحاق بهذه المدارس تتمثل في ألا يقل مجموع الطالب في الشهادة الإعدادية عن 230 درجة ثم يتم عقد امتحان شفهي وتحريري في مادتي اللغة العربية والإنجليزية بهدف الوقوف على مستوى الطالب في المادتين والقبول يتم بحصوله على الحد الأدنى في الامتحانين، ثم عمل مقابلة شخصية للطالب وولي أمره للتأكد من رغبته الحقيقية في الالتحاق بالمدرسة، بحسب ما رواه «أبوالورد»: «ممكن يكون الطالب يحاول دخول المدرسة لتنفيذ رغبة والديه فقط، وهو ما يؤثر عليه بالسلب فيما بعد لكن الفرصة الحقيقية هي للطالب الذي يرغب هذا النوع من التعليم».

تقبل مدارس البترول الطلاب الحاصلين على الشهادة الإعدادية من جميع المدارس سواء الخاصة أو الحكومية أو الدولية أو التجريبية فضلاً عن التعليم الأزهري، ولا تقبل، طلاب الإعدادية المهنية أي الدمج، فيقول مدير عام مدارس البترول، إن شروط القبول تفرز الطلاب الذين يمكنهم العمل في الميداني بكفاءة عالية.

مصروفات مدارس البترول 

وعن مصروفات مدارس البترول، أوضح الدكتور عبيدة أبو الورد، أن المصروفات تصل إلى 9600 جنيه لتخصص البترول وتتراوح من 8000 إلى 8500 جنيه للتخصصات الأخرى، ويتم تسديدها على أربعة دفعات بشكل منتظم، مؤكداً أن إدارة المدارس تراعي الوضع الاقتصادي للأسرة «طالما طالب مميز ومتفوق بنراعيه في المصروفات الدراسية»، لافتاً إلى أن نسبة الزيادة السنوية 10% ولا يتم تطبيقها كل عام.

يدرس الطلاب المواد النظرية مثل اللغة العربية والإنجليزية والرياضيات بجانب مواد التخصص، وفق مناهج تم وضعها من قبل مجموعة من مهندسي البترول وإدارة المناهج في مصلحة الكفاءة الإنتاجية بوزارة الصناعة والتجارة، ويتم تطوير هذه المناهج بصفة مستمرة لإضافة أحدث المستجدات في جميع التخصصات، منوهاً لوجود لجنة متخصصة تعمل على تطوير المناهج كل أربعة أعوام.

يتقدم لمدارس البترول سنوياً ما يقرب من 10000 طالب وطالبة ويتم قبول حوالي 600 طالب، بحسب مدير عام المدارس، موضحاً أن الاختبارات وموافاة كافة الشروط هي المعيار الأساسي لقبول الطلاب، مؤكداً أن العدد القليل في هذه المدارس يجعل معيار التنافسية عليها مرتفعا، مشيراً إلى أنها لا تلتزم بالبعد الجغرافي وتقبل الطلاب من شتى المحافظات.

خطط مدارس البترول للعام الدراسي المقبل 

تستعد مدارس البترول لاستقبال العام الدراسي الجديد 2022-2023 بمجموعة من التخصصات الجديدة أبرزها تخصص السينما والإعلام وتخصص صياغة الذهب والمجوهرات، فيبرر الدكتور عبيدة أبو الورد، إنشاء تخصص السينما والإعلام لتخريج طلاب مؤهلين للعمل خلف الكاميرا في حقول البترول، مشيراً إلى أن المدارس تؤهل الطالب لسوق العمل ولا توفر له فرصة العمل: «لكن عندنا شركات بتطلب طلابا متميزين في التدريب وبيشتغلوا فيها بعد التخرج نحن نعلم الصيد ولا نعطي سمك ليصطاده الطالب».

 

 


مواضيع متعلقة