خبير مصرفي: حرمان أوروبا من الطاقة أولى تبعات خروج روسيا من «سويفت»

كتب: منى صلاح

خبير مصرفي: حرمان أوروبا من الطاقة أولى تبعات خروج روسيا من «سويفت»

خبير مصرفي: حرمان أوروبا من الطاقة أولى تبعات خروج روسيا من «سويفت»

بعد استبعاد روسيا من نظام سويفت، كنوع من العقوبات الاقتصادية الدولية، ردا على غزوها لجارتها أوكرانيا، فجر الخميس الماضي، يتساءل العديد عن تلك العقوبة التي يجرى تشبيهها بالنظام النووي الاقتصادي، وتضم 11 ألف بنك ومؤسسة مالية، في محاولة للوقوف على مدى تأثيرها على الاقتصاد العالمي.

وفي هذا الصدد، قال الخبير المصرفي والاقتصادي ماجد فهمي، ورئيس مجلس إدارة بنك التنمية الصناعية السابق، إنَّ فرض عقوبات اقتصادية ومالية على روسيا في إطار حربها على أوكرانيا، له العديد من التبعات على النظام المصرفي والاقتصادي للعالم، فالبنك المركزي الروسي لديه احتياطي يقدر بحوالي 650 مليار دولار، فيما يضم «سويفت» أكثر من 200 دولة تستخدمه لعمل تحويلات يومية لا تقل قيمتها عن 400 مليار دولار.

وأضاف «فهمي» في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أنَّ التلويح بإخراج روسيا من «سويفت» النظام العالمي لتحويل الأموال بسهولة بين الدول وبعضها أو بين المؤسسات العالمية، يعني عدم دخول أو خروج أموال لسداد المعاملات المختلفة لموسكو، مثل دفع التزاماتها على وارداتها من السلع والبضائع، أو تلقي تحويلات الأموال المدفوعة أو المورده مقابل صادراتها.

توقف إمدادات سلع غذائية رئيسية 

فيما تشكك من خروج روسيا فعليا من ذلك النظام المالي العالمي المستحدث عام 1973 من قبل البنوك الأمريكية والأوروبية لسداد التزاماتهم، فخروجها يعني حرمان أوروبا من 25% من استهلاكها للنفط القادم من شركات روسية، وكذلك حرمانها من 40% لاستهلاكها للغاز الطبيعي، ناهيك عن توقف إمدادات سلع غذائية رئيسية كالقمح والذرة والفول عن الكثير من دول العالم، وبالتالي موجات جديدة من ارتفاع الأسعار تعمق من أزمة التضخم العالمي.

أوروبا تحاول نزع الفتيل

أشار «فهمي» إلى تلميحات أوروبا باستثناء صفقات الغاز والنفط من العقوبات الاقتصادية، أو حتى محاولتها أن تجرى على مؤسسات روسية بعينها، مشككا من أن تُفرض تلك العقوبة التي وصفت بأنها «النظام النووي الاقتصادي»، على الطريقة الأمريكية التي تؤذي روسيا وسط مصالح روسية أوروبية عميقة.

وأضاف الخبير المصرفي، أنَّ تصريحات موسكو التي جاءت ردا على بدء إعلان العقوبات الاقتصادية عليها، تؤكد أنها لن تقف مكتوفة الأيدي، إذ كشفت عن دراستها اتخاذ إجراءات من شأنها الرد بنفس القوة، والقدر على تلك العقوبات، ناهيك عن فرض النظام العالمي فعليا عقوبات على «سوفيت» خلال 2014، والتي لم تكن ذات تأثير.

ارتباك النظام المالي العالمي

وتابع، أنَّ دخول لاعبين دوليين في المشهد مثل الصين الحليف التقليدي لروسيا والتي لم تعلن بعد موقفها من العقوبات الاقتصادية الموقعة على موسكو، موضحا أنَّ التهديد بخروج روسيا من سويفت لم يُفعل بعد على أرض الواقع، كما يمتلك البنك المركزي الروسي احتياطي كبير ما يوازي 650 مليار دولار أمريكي، ما يعني أنَّ فرض عقوبات اقتصادية عليها سيتسبب في ارتباك للنظام المالي العالمي.

تفاقم الأوضاع ليست في صالح الجميع

أكد «فهمي»، على أنَّه لدى روسيا مؤسسات وأجهزة قادرة على توقع ردود الأفعال الدولية، وقياس تأثيرها الداخلي قبل اتخاذ أية خطوة، فهي بالطبع لم تفاجأ بـ العقوبات الاقتصادية، ولديها يقين بأن تفاقم الأوضاع ليست في صالح الجميع، بل سيمتد التأثير إلى أوروبا والولايات المتحدة والكثير من دول العالم، متوقعا قيام الدب الروسي بالرد على العقوبات، بعمل تحالفات مع قوى دولية مثل الصين، وبالتالي مزيد من التطورات الخاصة بالتوترات الجيوسياسية.


مواضيع متعلقة