رحلة طالب مصري فرّ من الحرب في أوكرانيا.. 10 ساعات حتى رومانيا «فيديو»

رحلة طالب مصري فرّ من الحرب في أوكرانيا.. 10 ساعات حتى رومانيا «فيديو»
- الطلاب المصريين
- الأزمة الروسية الأوكرانية
- الغزو الروسي
- رومانيا
- الطلاب المصريين
- الأزمة الروسية الأوكرانية
- الغزو الروسي
- رومانيا
صباح يوم الجمعة الماضية كان مصطفى عطا الله، الطالب في السنة النهائية بكلية الهندسة في جامعة أوديسا الأوكرانية يستعد لأداء الصلاة واستذكار دروسه، إلاّ أنّ ثمة شيء لم يكن في الحسبان، فأصوات أزيز الطائرات الحربية كان قاب قوسين أو أدنى من المبنى الذي يقطن فيه، دقائق قليلة تبعتها أصوات صواريخ وانفجارات وقصف عنيف اختلطت بالأذان واهتزت على إثره البناية السكنية، ليسرع «عطا الله» إلى هاتفه المحمول قبل أن يكتشف أنّ حرباً باتت واقعاً بين الجارتين الروسية والأوكرانية.
قصف عنيف وقرار المغادرة
مع اشتداد القصف الروسي على المدينة أدرك «عطا الله»أنّه لا بد من المغادرة ولكن كيف وإلى أين، فالمطارات مغلقة والحكومة الأوكرانية عطلت المجال الجوي إلى إشعار آخر.. «الوطن» رافقت مصطفى عطا الله في رحلة الفرار من أوكرانيا نحو الحدود الرومانية وساعات الخطر التي عايشها وصولاً إلى السفارة المصرية في العاصمة بوخارست.
في البداية خرج «عطا الله» صاحب الـ23 عاماً من البناية رفقة 3 من أصدقائه يحمل كلاً منهم حقيبة صغيرة تحوي جوازات سفرهم وأوراقهم الرسمية وقليل من الملابس متخفين من كل ما ثقل وزنه في سبيل الحصول على مقعد داخل إحدى الحافلات التي انتشرت في شوارع المدينة واكتظت بالمواطنين والمقيمين الذين ازدحمت بهم الشوارع أملاً في النجاة بأرواحهم من جحيم الحرب.
4 ساعات كاملة من العاشرة صباحاً وحتى الثانية ظهراً قضاها «عطا الله» ورفاقه في الشارع غير الآمن بحثاً عن سيارة أجرة لنقلهم إلى الحدود الرومانية: «حاولنا ندور على أي مكان فاضي في الاتوبيسات مالقيناش خالص، الأولوية كانت للنساء والأطفال اللي كانوا في حالة هلع وصدمة»، بشق الأنفس تمكن «عطا الله» ورفاقه من إقناع إحدى سيارات الأجرة بنقلهم إلى الحدود الرومانية مقابل 200 دولار: «وإحنا خارجين من المدينة كانت مدرعات الجيش الروسي وعليها العلم السوفيتي بدأت تدخل وتم الاجتياح البري، كنا مستعدين ندفع كل اللي معانا بس نخرج من أوديسا، الموت كان في كل مكان».
رحلة الموت من أوكرانيا إلى رومانيا
10 ساعات استغرقتها رحلة الموت من مدينة أوديسا الأوكرانية وصولاً إلى الحدود الرومانية: «لما وصلنا الحدود كانت الساعة 2 ونص بليل والسلطات الرومانية قالتلنا مش هينفع نديكوا تأشيرة وبالتالي هندخل البلد بالباسبور بس، وده سهل علينا كتير»، عقب طبع الأختام الرسمية على جوازات سفر اللاجئين حصل «عطا الله» ورفاقه على تذكرة لركوب السفينة للعبور إلى الجانب الآخر والدخول إلى رومانيا: «الجو كان تلج ودرجة الحرارة 3 تحت الصفر وماكنش معانا هدوم كفاية».
استقبال ومتطوعون
بمجرد وصول الطالب العشريني صباح يوم السبت إلى الأراضي الرومانية كان متطوعون من جنسيات مختلفة في انتظارهم ووفروا لهم مشروبات ساخنة وأطعمة وفواكه متنوعة: «كان في خيم عشان نريح فيها والأكل والمياه وكل حاجة كانت مجانية، وبمجرد ما بقى في عدد ركبنا الباصات اللي رايحة العاصمة بوخارست».
5 ساعات ونصف كانت تفصل «عطا الله» عن مبنى السفارة المصرية في قلب العاصمة الرومانية، وبمجرد دخول المدينة كانت السفارة المصرية قد جهزت لأبناء الجالية المصرية وحدات سكنية للإقامة بها لحين الحصول على تذكرة طيران والعودة إلى مصر: «حالياً إحنا مستنين نلاقي حجز طيران عشان نرجع بلدنا، إحنا شوفنا الموت في كل دقيقة في طريق خروجنا من أوكرانيا، كنت المفروض اتخرج السنة دي وماعرفش مصير دراستي هيبقى إيه».