ملامح السياسة الاقتصادية الأمريكية الجديدة

محسن عادل

محسن عادل

كاتب صحفي

«العقد الجديد» هو الاسم الذى اقترحه الرئيس الأمريكى الراحل فرانكلين روزفلت لسياساته الاقتصادية التى غيّرت وجه الولايات المتحدة، بينما اختار الرئيس الراحل ليندون جونسون اسم «المجتمع العظيم»، وأطلق الرئيس الأسبق بيل كلينتون اسم «القرن الأمريكى» على البحبوحة التى عاشتها البلاد. أما الرئيس باراك أوباما، فاختار اسم «الأسس الجديدة» عنواناً لسياساته الاقتصادية التى يبدو أنه سيكون من الرؤساء المحظوظين الذين قُيِّض لهم الاستمتاع بثمرة جهودهم قبل خروجهم من الحكم. وتقوم سياسة «أوباما» الاقتصادية على أربعة أساسات، تتصدرها سياسة «استقلال الطاقة»، وهى تتضمن تمويل الحكومة بحوثاً ومشاريع لإنتاج الطاقة البديلة. وقال «أوباما» فى خطاب فى جامعة «نورث ويسترن»: «ضاعفنا إنتاج الطاقة من الريح ثلاث مرات، وإنتاج الطاقة الشمسية 10 مرات، وهذه الكمية تكفى لتشغيل ولايتى إيلينوى وويسكونسن». ويتزامن إنتاج الطاقة البديلة مع التقدم التقنى الذى سمح بزيادة ضخمة فى إنتاج الطاقة الصخرية. وأكد «أوباما» أن سياسته كانت تقضى بخفض استيراد الطاقة 50٪ بحلول عام 2020، لكن هذا الهدف سيتحقق هذه السنة. ويتمثل الأساس الثانى فى تحفيز الصناعة التى انتعشت نتيجة ازدهار قطاع الطاقة. وأوضح «أوباما» أنه منذ تسلَّم السلطة، أضافت الصناعة 700 ألف وظيفة، بوتيرة مضاعفة لأى قطاع آخر، والاستمرار فى هذا النمو يتعلق بالأساس الثالث لسياسته الاقتصادية، وهو إصلاح القطاع التربوى وتطويره، الذى يعتبر كثيرون أنه كان سبب تفوق الولايات المتحدة خلال القرن الماضى. وفى التربية، قال الرئيس: إن طلبة المرحلتين الابتدائية والمتوسطة حققوا نتائج قياسية فى اختبارات «الرياضيات والقراءة» العام الماضى، ونسبة متخرجى الثانويات وصلت إلى 80٪، والحكومة الفيدرالية قدمت منحاً لـ700 كلية محلية للدراسات العليا. ويتضمن الأساس الرابع والأخير جعل الولايات المتحدة أكثر تنافسية، عبر خفض الفاتورة الصحية فى البلد. وفى هذا السياق، قال «أوباما»: إن «مكتب موازنة الكونجرس» غير الحزبى خفّض فى تقرير توقعاته لفاتورة الرعاية الصحية للمتقاعدين بحلول عام 2020 بمقدار 188 بليون دولار. ولفت إلى أن نمو تكاليف القطاع تراجعت إلى مستوياتها الدنيا، وربع من لم يتمتعوا بتأمين صحى فى الماضى حصلوا عليه اليوم، ووفر التأمين الصحى ما معدله 1800 دولار للمستهلك الواحد وربّ عمله، ما يخفض كلفة العمل للشركات والمصانع ويسمح لمن يرغب بإنشاء عمل خاص أو شركة أن «يحقق أحلامه» من دون القلق على من يسدد فاتورته الصحية.