مدرسة «الاعتماد والجودة» بلا سور وسقفها من البوص.. لا تندهش

كتب: إسراء حامد

مدرسة «الاعتماد والجودة» بلا سور وسقفها من البوص.. لا تندهش

مدرسة «الاعتماد والجودة» بلا سور وسقفها من البوص.. لا تندهش

«على مقاعد متهالكة يجلسون كأنهم خُشُبٌ مُسَنّدة، فوقهم سقف من البوص، وحولهم جدران مشققة، وفناء ضيق معد لرعاية الماشية يتوسطه علم مصر، يصطفون أمامه فى طابور صباح لا يخلو من ضحية كلب ضال أو حشرة سامة، أو حادث طريق، فالمدرسة بلا سور».. هكذا حال مدرسة «يحيى بحرى الابتدائية» فى ديروط بأسيوط، ومع ذلك لا تندهش إذا عرفت أن المدرسة حصلت على شهادة الاعتماد والجودة العام الماضى. «بعد أيام من مقتل تلميذ صدمته دراجة بخارية أثناء أدائه تحية العلم أثناء طابور الصباح، منع والده بقية أشقائه من الحضور طيلة العام الدراسى؛ خوفاً عليهم من المصير نفسه».. قالتها «نجاة»، المعلمة بالمدرسة، مضيفة: «المدرسة مليانة تعابين وحشرات قاتلة، مش عارفين ندّى العيال الحصص، مرة طلع علينا ديب جوه الفصل، لأن المدرسة مفيهاش باب ولا سور.. منها للشارع». قبل أن ينصرف الصغير من منزله، يحاول ابتكار الحيل المختلفة، يجد ضيقاً فى التوجه إلى المدرسة: «والنبى يا ماما مش عايز أروح، أغيب النهارده، طب عينيا واجعانى، بطنى كمان»، تفهمه الأم على الفور بعد أن خاضت تجارب عديدة فى محاولة ترغيبه بالمدرسة التى تعانى من إهمال جسيم، بحسب دعاء رمضان، والدة التلميذ مروان: «ابنى فى سنة رابعة ابتدائى، كل يوم حد من أصحابه يلدغه عقرب أو يعضه كلب أو يدخل الفصل ما يلاقيش مكان يقعد فيه، يكمل اليوم على الأرض». «بالله عليكم ده منظر مدرسة، مقامة عام 1975 ومن تاريخه لم تجدد».. قالها وليد الشافعى، أحد أولياء الأمور متعجباً من حصول المدرسة على الاعتماد والجودة رغم كونها «خرابة».