مؤتمر دولى: السمنة وارتفاع ضغط الدم والسكر أهم أسباب أمراض القلب

يعانى عدد كبير من المصريين أمراض القلب، التى قد يتم اكتشاف بعضها فى بعض الأحيان بالصدفة، ما يؤدى إلى إصابة المرضى بمضاعفات عديدة، بل إنه أحياناً ما تؤدى بعض أمراض القلب إلى الوفاة إن لم يتم علاجها فى الحال؛ فقد وصل عدد المرضى الذين يتوفون نتيجة الإصابة بأمراض القلب، بما فى ذلك أمراض الشرايين التاجية ومرض ارتفاع ضغط الدم، إلى ما يقرب من 300 ألف حالة سنوياً، أى أن أمراض القلب تتسبب فى وفاة حوالى 60% من المصريين، وفقاً لتقرير أصدرته منظمة الصحة العالمية عام 2013؛ لهذا يحرص دائماً أطباء القلب على محاولة رفع التوعية بأمراض القلب، فضلاً عن محاولة إيجاد علاجات حديثة لعلاجها بأفضل نتائج ممكنة. من هنا جاءت أهمية تنظيم الهيئة العامة للتأمين الصحى المؤتمر الطبى الدولى الأول لطب وجراحة القلب، بالتعاون مع جمعية القلب المصرية. يقول الدكتور محمد على غريب، استشارى أمراض القلب رئيس قسم القلب والقسطرة بمستشفى التأمين الصحى: إن أمراض الشرايين التاجية باتت وباء يجتاح مصر والعديد من الدول النامية، وترجع إلى عوامل عدة، منها: سوء العادات الغذائية، وارتفاع نسبة الدهون الثلاثية، والتدخين، وارتفاع نسبة الكوليسترول فى الدم، والسمنة، والكسل والخمول البدنى، والإصابة بمرض السكر، الذى يعد من أهم عوامل الإصابة بأمراض الشرايين التاجية. ويضيف «غريب» لـ«الوطن» أن أكثر أعراض ضيق الشرايين التاجية شيوعاً هى الشعور بآلام فى الصدر، عند القيام بأى مجهود بدنى، وعادة ما تكون الآلام وكأنه يوجد ضغط على الصدر، والشعور بعدم الراحة عند منطقة الصدر، وأحياناً ما يمتد الألم إلى بعض المناطق الأخرى كمنطقة الأكتاف والرقبة والفك. من جانبها، تنصح الدكتورة سامية القاضى، أستاذة أمراض القلب بمعهد القلب القومى، بضرورة التخلص من السمنة قدر الإمكان، وتقليل نسبة الدهون فى الدم عن طريق عدم الإفراط فى تناول الوجبات الجاهزة، المليئة بالسعرات الحرارية المرتفعة؛ لأن ارتفاع نسبة الدهون يمثل أحد أهم عوامل الخطورة الرئيسية للإصابة بقصور الشرايين التاجية. وأضافت «القاضى» لـ«الوطن» أن ارتفاع مستوى الدهون له تأثير سلبى على الشرايين، مسبباً ضيقاً فى أهم شرايين القلب، مشيرة إلى أن السمنة لها ضرر كبير على صحة القلب، خاصة سمنة البطن، التى أصبحت منتشرة بشدة فى مصر. ونصحت «القاضى» بضرورة محاولة إنقاص الوزن، والتخلص من السمنة، وعدم تناول المأكولات الضارة، والإكثار من استخدام الزيوت النباتية، كزيت الزيتون وزيت الذرة، والخل، والزنجبيل؛ لأنها تقلل من نسب الكوليسترول فى الدم، وعدم الإفراط فى تناول الدسم الحيوانى، واللحم البقرى، والاستاكوزا، والكبدة، والمخ، والجمبرى؛ لأن تلك المأكولات تتسبب فى ارتفاع نسبة الكوليسترول فى الدم. وعن أحدث علاجات أمراض اللقب، يقول الدكتور باسم ظريف، استشارى القلب وقسطرة الشرايين التاجية بمعهد القلب القومى، لـ«الوطن»: إن القسطرة القلبية الآن أصبحت تلعب دوراً كبيراً فى علاج أمراض القلب، خاصة أمراض الشرايين التاجية، مضيفاً أن ضيق الجذع الرئيسى الأيسر للشريان التاجى المغذى للقلب بنسبة حوالى 75% يعد مرضاً خطيراً، لكنه للأسف لا يحظى باهتمام شديد، كما أنه مرض مجهول لدى العديد من المرضى. وأوضح «ظريف» أن الجراحة كانت منذ سنوات هى الحل الأمثل والوحيد لتوسيع ضيق الشرايين وإقامة وصلات شريانية، ولكن الآن الطرق العلاجية تطورت بشكل مذهل، ما ساعد فى زيادة نسب الشفاء وارتفاع نسب نجاح العلاج، فقد أمكن الآن بفضل التكنولوجيا الحديثة إجراء منظار الموجات الصوتية لتصوير الشرايين من الداخل لتحسين نجاح وزرع الدعامات لهذا الشريان. وأكد «ظريف» أن القيام بالقسطرة العلاجية مع تركيب الدعامة لتوسيع هذا الشريان الرئيسى يعد بديلاً أفضل بكثير من الجراحة؛ لأن القسطرة تجنب المريض مضاعفات الجراحة، فضلاً عن قصر مدة فترة النقاهة مقارنة بالعمليات الجراحية. وقدم الأطباء نصائح وإرشادات عامة للوقاية من أمراض القلب؛ حيث نصحوا بضرورة الإكثار من تناول الخضراوات والفواكه؛ لأنها مضادة للأكسدة وعدم الإفراط فى تناول السكر والملح والمأكولات الدسمة والامتناع عن التدخين، والتحكم فى مستوى السكر فى الدم للمرضى المصابين به، والتحكم فى مستوى ضغط الدم للمرضى المصابين بارتفاع ضغط الدم، وممارسة الرياضة بانتظام، وإجراء الفحوصات الدورية، خاصة لمن لديهم عوامل وراثية للإصابة بأمراض القلب، إضافة إلى ضرورة قياس ضغط الدم بانتظام وإجراء تحليل سكر بصفة مستمرة، مع محاولة الابتعاد قدر الإمكان عن التوتر والعصبية.