فستان زفاف أسود
- المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل
- بيونج يانج
- روسيا اليوم
- على الهواء
- كوريا الشمالية
- المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل
- بيونج يانج
- روسيا اليوم
- على الهواء
- كوريا الشمالية
فى الأسبوع الأخير من شهر يناير الماضى، نشرت وسائل الإعلام الخليجية خبراً مفاده أن الفنانة السعودية «شمس الأسطورة» عادت إلى زوجها الإعلامى السعودى تركى القرنى، بعد طلاقهما فى وقت سابق، مضيفة أن الفنانة السعودية شاركت على وسائل التواصل الاجتماعى مقطع فيديو من حفل زفافها الذى أقيم فى مدينة جدة. وظهرت الفنانة «شمس» خلال الفيديو، وهى ترتدى فستاناً باللون الأسود، وتتحدى زوجها تركى القرنى، بعد أن اتفقت على الدخول معه فى سباق ركض داخل القاعة. وخلعت الفنانة حذاءها، ثم التقطت بعض الصور مع صديقتها، وعدَّت من الواحد إلى الثلاثة وانطلقت سريعاً، لكنها سقطت على الأرض فى نهاية السباق، ولم يتضح ما إذا كانت قد تعرضت للإصابة أم لا. وجدير بالذكر أن الزوجين قد عادا إلى استئناف حياتهما الزوجية معاً، بعد أن استجاب طليقها لمطلبها بالعودة إليه، وأبدى رغبته فى تصحيح مسار علاقتهما والعودة إلى بعضهما البعض، بعد فترة وجيزة من وقوع الطلاق.
ولعل ما يثير الانتباه فى هذا الشأن هو أن العودة إلى الحياة الزوجية قد تمت بعد فترة وجيزة من وقوع الطلاق. ويدفعنا ذلك للاعتقاد بأن الطلاق قد تم بصورة حضارية، ودونما أدنى تجريح أو إساءة من أحد الزوجين للآخر، تطبيقاً للآية القرآنية الكريمة: «فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ». واتباع النهج القرآنى الوارد فى هذه الآية هو بداية العودة إلى استئناف الحياة الزوجية، بعد أن تهدأ النفوس وتنقشع الغمة بين الزوجين. وربما تكون العلاقة بين الزوجين أقوى مما كانت عليه فى السابق، بعد استيعاب الدروس من تجربة الطلاق. فالطلاق ليس نهاية المطاف، سواء بين الطليقين نفسيهما، أو بين كل واحد منهما وشريك جديد فى الحياة الزوجية. ومن الأفضل لمن انفصلا بالطلاق أن يحافظا على علاقة الود، وعدم الانجرار إلى طريق المشاحنات وتبادل الإساءات، ولاسيما على وسائل التواصل الاجتماعى، كما يحدث غالباً فى الوقت الراهن. والحفاظ على علاقة الود أدعى فى حالة وجود أولاد، مراعاة لمشاعرهم، وحرصاً على توفير نوع من الاستقرار الأسرى لهم.
وإذا كانت الفنانة «شمس الأسطورة» قد اختارت أن تلبس فستان زفاف أسود، ففى رأيى أنها تستحق أن ترتدى فستان زفاف أبيض. وفى المقابل، ثمة حالات هى التى تستحق أن يكون فيها فستان الزفاف أسود، ولو كان الزواج لأول مرة. فعلى سبيل المثال، فى شهر فبراير 2018م، وفى محافظة البحيرة، هزت جريمة قتل مركز إيتاى البارود، بعدما أقدمت عروس على قتل زوجها بطريق السم، وذلك بعد خمسة أيام فقط من حفل الزفاف. والغريب أن الزواج قد تم بعد فترة خطبة دامت لمدة قاربت العام ونصف العام، وبررت الزوجة جريمتها بأنها لا تحب زوجها ولا تريده وأن أهلها أجبروها على الزواج منه. وخلال الأيام الخمسة للزواج، حاولت الزوجة أن تبعد زوجها عنها والتهرب منه بشتى الطرق، كى لا يمارس حقه الشرعى معها، والعودة إلى حبيبها السابق والزواج منه، وقد كان الأولى بها أن ترفض الاقتران بشخص لا تحبه وألا تخضع لإجبار أهلها، بدلاً من الانتظار حتى إتمام الزواج وارتكاب فعلتها الشنيعة. والأولى بالأسرة أيضاً أن تمارس سياسة الحوار والشورى بدلاً من الإجبار والقهر، وحتى لا ترى بنتها فى غياهب السجن وتدمير حياتها بشكل كامل.
وفى محافظة الغربية المجاورة، شهد شهر أغسطس 2020م جريمة بشعة، بعدما أقدمت عروس على قتل عريسها فى ليلة الزفاف، لتتحول ليلة العمر إلى كابوس مفزع راح ضحيته العريس، وسُجنت بسببه العروس. والغريب أن هذا الزواج قد حدث أيضاً بعد فترة خطوبة دامت لمدة عام ونصف العام، لم تكن ثمة خلافات تذكر بين الطرفين خلالها. وبعد انتهاء حفل الزفاف، جلس الزوجان معاً فى ساعة مصارحة، حيث علمت الزوجة أن عريسها متهم فى قضية اغتصاب دون أن تعلم ذلك طيلة فترة الخطبة. دقائق معدودة وصارت العروس فى حالة هياج تام، محاولة فتح باب الشقة والذهاب إلى منزل والدها. وإزاء ذلك، حاول الزوج تهدئة زوجته كى لا يسمع أحد شجارهما فى يوم الزفاف ويفتضح أمرهما، لكن إصرار العروس دفعها للتشابك مع زوجها لرفضها بدء حياتها مع شخص متهم بواقعة اغتصاب. وتسبب الشجار فى نشوب مشادة حادة بين العريسين، قامت على أثرها العروس بتسديد طعنات إلى صدر زوجها مستخدمة قطعة زجاج، ما أسفر عن وفاته على الفور متأثراً بجراحه.
وأخيراً، وخلال الأسبوع الماضى، تداول مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعى فيديو لعريس فى مدينة الإسماعيلية يقوم بالاعتداء على عروسه أثناء خروجها من محل الكوافير مرتدية فستان الزفاف. والغريب أيضاً ما قيل إن الزوجين أبناء عمومة وبينهما قصة حب عمرها 13 عاماً. وقد أحسن أحد أصدقائى بالقول إن هذا الفيديو لم يكسر بخاطر عروسه فقط، وإنما كسر خاطر مصر كلها.
إن هذه الوقائع وغيرها كثير تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن ثمة خللاً كبيراً فى نظام الزواج فى بلادنا، وأن البداية تكمن فى تغيير الثقافة المجتمعية الحاكمة للزواج لدى العديد من الأسر المصرية.