«أوبك +» تبحث مستقبل الطاقة في العالم: الحفاظ على كوكب الأرض مسؤولية الجميع

كتب: الوطن

«أوبك +» تبحث مستقبل الطاقة في العالم: الحفاظ على كوكب الأرض مسؤولية الجميع

«أوبك +» تبحث مستقبل الطاقة في العالم: الحفاظ على كوكب الأرض مسؤولية الجميع

شارك المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، في جلسة وزارية ضمن فعاليات المؤتمر الدولي للتقنيات البترولية 2022، الذي تستضيفه المملكة العربية السعودية في الفترة من 21 – 23 فبراير 2022.

دعم التعافي العالمي من خلال الطاقة المستدامة

وعقدت الجلسة الوزارية تحت عنوان «دعم التعافي العالمي من خلال الطاقة المستدامة»، بمشاركة الأمير عبدالعزيز بن سلمان، وزير الطاقة السعودي، وسهيل المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتي، والشيخ محمد بن خليفة آل خليفة، وزير النفط البحريني، والدكتور محمد عبداللطيف الفارس، نائب رئيس مجلس الوزراء الكويتي ووزير النفط والكهرباء والمياه والطاقة المتجددة الكويتي، وإحسان عبدالجابر إسماعيل، وزير النفط العراقي.

وخلال الجلسة، أكد الملا أنّ التحالف بين أوبك وأوبك + مفيد وناجح، وأنّ مصر تشارك بصفة مراقب في هذه الاجتماعات المشتركة والتي يتم اتخاذ قرارات واتفاقات مجدية بها، في إطار التعاون المشترك، حيث نجحت هذه السياسات في تحقيق الاستقرار في الطلب خلال الفترة الماضية، موجّها الشكر والتقدير لوزير الطاقة السعودي، على الدعوة لحضور المؤتمر المهم، الذي يسلط الضوء على التغيرات الكبيرة التي حدثت خلال الأشهر القليلة الماضية، والمبادرة السعودية المهمة للطاقة الخضراء.

استراتيجية الطاقة 2035

وأضاف الملا أنّ مصر تعمل على تبني مزيج الطاقة المناسب الذي يسمح بعبور المرحلة الانتقالية حتى التحول الطاقي الكامل، وجرى بالفعل منذ عدة سنوات وضع استراتيجية للطاقة حتى عام 2035 والتي تهدف إلى أن تصل نسبة الطاقة الجديدة والمتجددة في مزيج الطاقة إلى 42% بحلول عام 2035، مشيرا إلى أنّ مصر بالفعل حاليا تعتمد على نسبة تبلغ 20% للطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية في مزيج الطاقة، وجار إنشاء محطة للطاقة النووية.

التوسع في توصيل الغاز الطبيعي

وأشار الوزير إلى أهمية الهيدروكربونات خلال الفترة الحالية، مؤكدا أنّ مصر تبنت الغاز الطبيعي كوقود انتقالي مهم، وتعمل على التوسع في استخداماته بمصر في جميع الأنشطة الصناعية وتموين السيارات للعمل بالغاز الطبيعي المضغوط، والتوسع في توصيل الغاز الطبيعي للمنازل بديلا لأسطوانات البوتاجاز بهدف استغلال ميزة وفرة موارد الغاز الطبيعي، مشيرا إلى أنّ قطاع البترول المصري يعمل حاليا مع شركائه الأجانب لتبنى خطط وحلول متكاملة فى مجال الطاقة وخفض الانبعاثات والاستفادة منها بالتوازي مع استمرار انتاج الوقود الأحفوري بالأخص الغاز الطبيعي.

تحويل الأرض لكوكب نظيف منخفض الانبعاثات

وفيما يخص استضافة مصر للقمة العالمية المقبلة للمناخ COP27 في نوفمبر المقبل، أشار الملا إلى أنّ مصر دولة تلتزم بالاتفاقيات الدولية للحفاظ على البيئة، خاصة اتفاقية باريس للمناخ، والاستعدادات لهذه القمة لا تتم داخل مصر فقط، وإنّما مع الشركاء والدول الصديقة بهدف تقديم مناقشات مثمرة والمساهمة بقوة في تحويل كوكب الأرض لكوكب نظيف منخفض الانبعاثات، وتحقيق الحياد الكربوني، وفي ذات الوقت العمل على تعظيم استغلال الموارد المتاحة.

ولفت إلى أهمية الاستمرار في تنمية الموارد الطبيعية والأحفورية واستغلالها بشكل آمن، بالاستفادة من التكنولوجيات المتقدمة التي تعمل على خفض الانبعاثات لضمان تحقيق عوائد تضمن الاستثمار فى الطاقة الانتقالية خلال فترة التحول الطاقي.

وأكد أنّ التحول الطاقي يحتاج لاستثمارات وتكنولوجيات حديثة وتمويل، وهذا لن يتحقق دون استغلال الموارد الحالية ليس في مصر فقط، وإنّما في الدول الأفريقية أيضا، مشيرا إلى أهمية التعاون مع الدول التي استضافت قمة المناخ سابقا، والإمارات التي ستستضيف النسخة التالية للقمة لمواصلة الحوار ليتضح للجميع أهمية التحول الواقعي في الطاقة.

مؤتمر إيجبس 2022

وثمّن الوزير أهمية المؤتمرات والتوافقات في الرؤى والأهداف التي تنتج عنها مثلما حدث خلال مؤتمر إيجبس 2022 الأسبوع الماضي، مشيرا إلى أنّ تنفيذ ما يتم مناقشته خلال هذه المؤتمرات هي مسؤولية مشتركة، رغم اختلاف الطرق والوسائل والقدرات التنفيذية والتي تختلف من دولة لأخرى، وفقا لمواردها وقدراتها والتحديات التي تواجهها، موضحا أنّ مسؤولية الحفاظ على كوكب الأرض مشتركة ولابد من التوافق في الآراء والقرارات للحفاظ عليه.

وزير الطاقة السعودي: العالم لا يمكنه الاعتماد على الطاقات الجديدة وحدها لتلبية احتياجاته

خلال الجلسة الوزارية، أكد وزير الطاقة السعودي، عبدالعزيز بن سلمان، أنّ العالم لا يستطيع إنتاج كل الطاقة التي يحتاجها من الطاقات الجديدة وحدها ويجب أن يكون هناك توازنا في سوق الطاقة، وهو ما بدأه تحالف أوبك + الذي يضم 23 وزيرا، يؤمنون بشدة أنّ التحالف استطاع تحقيق الأفضل لنا ولاقتصادياتنا ولشعوبنا وللصناعة بأكملها.

وأشار إلى أنّ التحالف مطلوب منه زيادة الإمدادات، وفي ذات الوقت يواجه دعوات ضد الاستثمار في إنتاج البترول والغاز، وهي الرؤية التي تحتاج لإعادة النظر لما لها من تأثير عالمي، لافتا إلى أنّ بلاده ستستمر بالاستثمار في الطاقة النظيفة ومشروعات الاستدامة، والتوسع فيه فى الإنتاج من الثروة البترولية.

رؤية المملكة العربية السعودية للطاقة

ودعا وزير الطاقة السعودي، دول العالم لتطوير التقنيات اللازمة بالتعاون والتكاتف للحد من الانبعاثات وغازات الاحتباس الحراري في جميع القطاعات، لأن ذلك هو التكامل نحو مواجهة التغيرات المناخية، مضيفا أنّ إرادة الحل الشامل تحتاج إلى تضامن من الجميع، كما طرح رؤية المملكة في العمل على 3 ركائز للطاقة، تتمثل في ضمان أمن الطاقة، والاستمرار في تطوير الاقتصاد، ومواجهة التغير المناخي، وأنّها ملتزمة بخطة للوصول إلى الحياد الصفري لانبعاثات الكربون بحلول عام 2060، من خلال نهج الاقتصاد الدائري للكربون، وبما يتوافق مع خطط البلاد التنموية، وتمكين تنوعها الاقتصادي، إضافة لتمكين الشباب.

الاستثمار في الوقود الأحفوري وإنتاج وقود منخفض الانبعاثات

من جانبه، أكد المهندس سهيل المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية بالإمارات، أنّ تحالف أوبك + قدم المساعدة للجميع، وأنّ الإمارات تفخر بكونها جزءا منه، موضحا أنّ «أوبك +» تنظر للعرض والطلب، وهناك خطة للحفاظ عليه، فـ«أوبك +» ليس لها علاقة بأي شيء خارج هذا الإطار، وارتفاع الأسعار الذي نراه حاليا يعلم الجميع أسبابه، مؤكدا «خطتنا ناجحة، وليست هناك مشكلة في الإمدادات، لكن هناك عوامل أخرى خارج سيطرتنا تؤثر على الأسواق».

التحول للطاقة النظيفة غير مكلف

وفيما يتصل بتحول الطاقة، أوضح الوزير الإماراتي أنّه في العام 2016 وضعت الإمارات استراتيجية لعام 2050، حيث كان الاعتقاد أنّ التحول للطاقة النظيفة سيكون مكلفا جدا، لكن اتضح أنّه أمر جيد، وفر لنا 191 مليار دولار، بعد التحول بنسبة 50% إلى الطاقة النظيفة سواء طاقة نووية أو شمسية، ما دعانا الى التفكير بشكل إيجابي في التحول الطاقي لموارد طاقة أنظف، ولدينا مشروعات في نحو 40 دولة.

وأضاف أنّ الإمارات ليست فقط دولة منتجة للبترول، بل دولة منتجة للطاقة الجديدة والمتجددة النظيفة، تؤمن أنّ الهيدروجين سيكون له سوق جاذب وتستهدف أن تكون لاعبا مهما فيه، بنسبة تصل إلى 25% من هذا السوق، وأنّ البداية ستكون بالهيدروجين الأزرق وسيتبعه الهيدروجين الأخضر، جيث جرى إنشاء أول مصنع للهيدروجين الأخضر، وحاليا ندرس استخداماته، ومنها وقود للنفاثات ووسائل النقل البحري في المستقبل، مؤكدا ضرورة مواصلة الاستثمار في الوقود الأحفوري، وإنتاج وقود منخفض الانبعاثات الكربونية من دول الخليج.

وزير النفط الكويتي: اتفاق أوبك + أثبت أنّه الأسلوب الأمثل لتحقيق التوافق

من جانبه، أوضح الدكتور محمد عبداللطيف الفارس، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير النفط والكهرباء والماء والطاقة المتجددة بالكويت، أنّ اتفاق التعاون المشترك بين أوبك وأوبك + أثبت خلال العامين الماضيين أنّه الأسلوب الامثل لتحقيق التوافق في ظل ما تمر به صناعة البترول، مشيرا إلى أنّ الآليات التي تم وضعها في اتفاقات أوبك وأوبك + أوضحت للعالم مدى نجاحها، وأنّها حساسة جدا لرد فعل الأسواق، حيث نضمن وجود آلية تحدد بوضوح كيفية التعامل مع الاسواق شهريا، وأضاف: «نسعى لضمان استدامة تحقيق التوازن بين العرض والطلب وتوفير ما يحتاجه الاقتصاد واحترام اتفاق أوبك وأوبك +».

وفيما يتصل بالتحول الطاقي، أكد الفارس أنّ استراتيجية الكويت تتوافق مع المنطقة في التركيز على خفض انبعاثات الكربون وتطبيق تقنيات التقاط الكربون، وتحقيق أقل انبعاثات كربونية، حيث تهدف للانتقال بسلاسة من الهيدروكربونات في عام 2035، وأنّ الخطة ستتيح باستخدام عدة طرق لالتقاط الكربون واستخدام الهيدروجين الأزرق والأخضر.

ولفت إلى وجود العديد من المشروعات التجريبية لدى الكويت، التي تتبنى استراتيجية إعادة تدوير الهيدروكربون وتطويرها، معرباً عن أمله في أن تحقق قمتي المناخ المقبلتين في مصر والإمارات نجاحا في تطوير استراتيجية إعادة تدوير الهيدروكربون، كما شدد على أنّ تطوير التكنولوجيات المناسبة هو أحد العوامل الأساسية لتحقيق تحول الطاقة بنجاح، مطالبا بتوجيه الاهتمام للاستثمار في التكنولوجيا سواء في صناعة البترول والغاز او الطاقة المتجددة سعياً للنجاح.

وزير النفط العراقي: الرؤية المتوازنة لتحالف أوبك + تحقق أهداف التغير المناخي والأهداف الاقتصادية للدول

وأوضح وزير النفط العراقي، إحسان عبدالجبار، أنّه من أجل مصلحة أسواق الطاقة بأكملها، يجب أن تظل أوبك+ ملتزمة بالاتفاق الحالي المستمر والمستدام، وأنّ استراتيجية بلاده للتحول الطاقي لعام 2030 تعتمد على وقف العمل بكل محطات توليد الكهرباء التي تعمل بالوقود الهيدروكربوني، وإضافة مصادر طاقة نظيفة، وجرى عقد اتفاقيات مع عدة شركات بهذا الخصوص.

وتابع أنّ العراق وصل إلى 40 مليون نسمة ونسبة نمو 3.1% و5% نموا سنويا في استهلاك الطاقة، ولديه تعاون مع شركات مثل توتال وبي بي في الطاقة الشمسية، وهم من كبرى الشركات العالمية العاملة في العراق، وأنّ التطور الذي يشهده العراق يعطي رسالة جيدة أنّه يمكن أن يضيف شيئا في هذا المجال، وأنّ الرؤية المتوازنة التي يطرحها تحالف أوبك + تحقق أهداف التغير المناخي والأهداف التجارية والاقتصادية للدول، وأنّه لصالح سوق الطاقة يتعين على أوبك+ أن تواصل الحفاظ على الاتفاقات الحالية، وأنّ أي تغير دراماتيكي قد يضر بالأسواق، فالاستمرار في الحفاظ على استقرار الأسواق والحفاظ على مستوى العرض والطلب هو لصالح المستهلكين والمنتجين.

وزير النفط البحريني: تكنولوجيات الهيدروجين ليست جاهزة بعد

ومن جانبه، أكد وزير النفط البحريني، أهمية المؤتمر خاصة بعد توقف لمدة عامين، حيث عقدت النسخة الأخيرة في عام 2020، وشهدت عقد اجتماع مهم في تاريخ الدبلوماسية النفطية في بداية التحديات التي شهدتها الصناعة في الفترة التالية، مشيرا إلى أنّ البحرين تعد دولة صغيرة وتتعامل مع التغير المناخي بشكل مختلف، حيث تتعاون مع صندوق التغير المناخي للطاقة النظيفة في إطار اتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي، وأنّ الحكومة البحرينية مدركة تماما لأهدافها وتهدف لتحقيق صفر انبعاثات وتوليد الكهرباء من الطاقات الجديدة والمتجددة.

وأكد أهمية تحقيق قيمة مضافة من ثاني أكسيد الكربون لتصبح مجدية اقتصاديا، وأنّ التكنولوجيا الحديثة في مجال الهيدروجين ليست جاهزة حتى الآن، وأنّ المنطقة غنية بالهيدروكربونات وتسمح بتكثيف نشاط استغلال الكربون في استخراج البترول وبالتالي خفض الانبعاثات.

يذكر أنّ المؤتمر الدولي للتقنيات البترولية، هو مؤتمر ومعرض دولي سنوي للبترول والغاز، يناقش التقنيات والقضايا الرئيسية التي تهم المختصين بقطاع الطاقة ويشارك في نسخة العام الحالي مسؤولين وخبراء من 70 دولة، وأكثر من 300 شركة عالمية، ويشمل 107 جلسات فنية تقدم فيها أكثر من 800 ورقة بحثية.


مواضيع متعلقة