السلطة الفلسطينية تتسلم الإهداء المشترك «المصري - الصيني»: 500 ألف جرعة من لقاح كورونا

السلطة الفلسطينية تتسلم الإهداء المشترك «المصري - الصيني»: 500 ألف جرعة من لقاح كورونا
تسلمت السلطة الوطنية الفلسطينية، اليوم، الإهداء المشترك «المصرى - الصينى»، من لقاحات فيروس كورونا، المُخصصة لقطاع غزة، متمثلاً فى 500 ألف جرعة من لقاح «فاكسيرا - سينوفاك» المضاد لعدوى كورونا والمصنّع محلياً لدى الشركة المصرية القابضة لإنتاج اللقاحات والأمصال والأدوية «فاكسيرا»، التابعة لوزارة الصحة والسكان.
ونُظمت مراسم تسليم الإهداء بمقر شركة «فاكسيرا» بحضور الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالى والبحث العلمى والقائم بأعمال وزير الصحة والسكان، وكل من السفير علاء موسى، مساعد وزير الخارجية للشئون العربية، والسفير لياو ليتشينج، سفير الصين، والقنصل الفلسطينى نداء البرغوثى.
يأتى هذا الإهداء المشترك فى إطار التعاون المثمر القائم بين مصر والصين فى مواجهة تفشى كورونا ومكافحة تداعياته، والذى تكلل بالتوقيع على اتفاقيتين فى أبريل ٢٠٢١ بين «فاكسيرا» وشركة «سينوفاك» الصينية للمستحضرات الحيوية بهدف التصنيع المحلى للقاح شركة «سينوفاك» المضاد لعدوى فيروس كورونا.
ويعد توجيه أول إهداء مشترك من لقاح «فاكسيرا-سينوفاك» إلى الأشقاء الفلسطينيين تقديراً للعلاقات الراسخة المصرية - الفلسطينية وكذا الصينية - الفلسطينية، وتأكيداً للالتزام إزاء دعم الجهود الفلسطينية فى مواجهة تداعيات الفيروس، حيث أُعلن عن هذا الإهداء فى إطار المباحثات التى عقدها وزير الخارجية سامح شكرى مع مستشار الدولة وزير خارجية الصين وانج يى خلال زيارة الأخير إلى مصر فى يوليو الماضى. ويُسهم التعاون المصرى الصينى فى تبادل الخبرات فى مجال تصنيع وتطوير اللقاحات ودعم الإمكانيات المصرية على المستويين العلمى والفنى إلى جانب الارتقاء بالقدرات التصنيعية والبنية التحتية المرتبطة بذلك، كما يعزز هذا التعاون جهود الدولة المبذولة نحو توطين صناعة اللقاحات والأمصال فى مصر وجعلها مركزاً إقليمياً تنفيذاً للتوجيهات الرئاسية، لضمان إتاحة اللقاحات والأمصال اللازمة فى مواجهة الأمراض سواء على مستوى المنطقة العربية أو القارة الأفريقية، وذلك اتصالاً بالدور الذى تضطلع به مصر فى مواجهة التحديات التنموية.
ممثلة فلسطين: إشراقة مصرية بتوجيهات «السيسي» لتنفيذ هذا الحدث الإنساني و«بلسم لتضميد جرحنا النازف»
وقالت ممثلة دولة فلسطين إن الاحتفالية بتسليم مصر 500 ألف جرعة من لقاحات كورونا للسلطة الفلسطينية هى إشراقة مصرية بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسى لتنفيذ هذا الحدث الإنسانى، وأضافت: «يا اسم مصر يا أعلى من الكلام، يا مدائن الأمن التى تفتح أبوابها لتبقى أحلام الناس أنهاراً وسنابل».
وأوضحت، خلال مؤتمر أمس، أن «مصر والصين تتكاتفان انتصاراً للعافية رغم الاحتلال وتدعيماً لحق من وقعوا فى دائرة الاحتلال، ما جعل تلك الخطوة قبضة قوية على جدار الانغلاق والانحصار، ومن دواعى سرورى مشاركتكم فى تلك الاحتفالية كممثلة عن دولة فلسطين والرئيس محمود عباس».
ولفتت إلى أن توفير نصف مليون جرعة من لقاح سينوفاك بالتعاون بين مصر والصين هو دعم لأبناء شعبنا الفلسطينى فى غزة الذى يعيش تحت الاحتلال الصهيونى وحصاره الغاشم الظالم، لافتة إلى أن اللقاح المصرى الصينى المشترك يعبر عن التطور الكبير فى العلم الذى وصل إليه البلدان فى عملية البناء والتنمية والتخلص من احتكار بعض أطراف المجتمع الدولى الذى ما زال يسعى حتى اليوم إلى احتكار ذلك لنفسه والتحكم بمصير الشعوب.
وأكدت ممثلة دولة فلسطين أنها تنقل تحيات الشعب الفلسطينى والرئيس محمود عباس إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى والشعب المصرى العظيم على دعمهم الدائم للقضية الفلسطينية فى مختلف المجالات ومراحل الصراع، ولعل هذه اللفتة الإنسانية التى نعتز بها ونثمّنها عالياً نعتبرها بمثابة البلسم فى تضميد الجرح النازف فى فلسطين. واختتمت: «شكرنا الجميل موصول لمصرنا وأصدقائنا فى الصين، وكم كنا نتمنى أن لو استطعنا اختراق الحصار الظالم البشع لنتمكن من الصلاة فى قدس الأقداس تحت قوس السلام الحقيقى العادل الذى تغتاله إسرائيل يومياً».
من جهة أخرى، شهدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولى، والدكتور خالد عبدالغفار، القائم بأعمال وزير الصحة، توقيع اتفاقية منحة ومذكرة تفاهم بين السفارة اليابانية بالقاهرة، ومنظمة اليونيسيف، بقيمة 3.5 مليون دولار، لتنفيذ مشروع توسيع نطاق التطعيم ضد كورونا، فى إطار التعاون الوثيق بين مصر وشركاء التنمية متعددى الأطراف والثنائيين لتعزيز الجهود التنموية، ودعم خطة الدولة للاستجابة للجائحة.. ويهدف هذا المشروع، لزيادة عدد مراكز التطعيم، وضمان التطعيم الفعال، بالأنشطة المقترحة التى تعزز تسريع وتيرة عملية التطعيم ضده.
وفى كلمتها أكدت «المشاط»، التعاون الوثيق بين مصر وشركاء التنمية لدعم جهود مكافحة جائحة كورونا، موضحة أنه منذ بداية جائحة كورونا شرعت الوزارة فى تعزيز المناقشات مع كافة شركاء التنمية لدعم جهود قطاع الصحة فى توفير اللقاحات وأدوات الوقاية.
وأشارت إلى أن الاتفاقيات مع شركاء التنمية بشأن القطاع تأتى فى إطار رؤية الوزارة التى تضع المواطن فى محور الاهتمام، والمشروعات الجارية، وأهداف التنمية المستدامة هى القوة الدافعة، حيث يعزز المشروع الذى نحن بصدده تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، فالهدف الثالث «الصحة الجيدة والرفاه»، والعاشر «الحد من أوجه عدم المساواة»، والحادى عشر «السلام والعدل والمؤسسات القوية».
وأوضحت أن التعاون مع الجانب اليابانى يتنوع فى العديد من المجالات ومن بينها قطاع الصحة، وخلال عام 2021 تم توقيع مشروع تعديل منحة لإنشاء مبنى العيادات الخارجية التابع لمستشفى أبوالريش اليابانى الجامعى لعلاج الأطفال لتصل إلى 19 مليون دولار، مشيدة بالتعاون البنّاء مع «اليونيسيف»، ببرنامج الشراكة القطرية، وتحت مظلة الإطار الاستراتيجى للشراكة بين مصر والأمم المتحدة، حيث شهدت فترة الشراكة 2018-2022 الكثير من التقدم على مستوى دعم رعاية الطفل وتعزيز جهود الرعاية الصحية، ويتم حالياً وضع الإطار الاستراتيجى الجديد 2023-2027 بما يعزز أولويات الدولة.
وأكدت التنسيق التام مع كافة الوزارات والجهات المعنية، بهدف تعزيز العمل المشترك مع شركاء التنمية لتحقيق الاستفادة القصوى من التمويلات التنموية، وإتاحة الدعم الفنى المطلوب لتعزيز رؤية الدولة التنموية وفقاً للأولويات.
اتفاقية بين سفارة اليابان و«اليونيسيف» لتوسيع نطاق اللقاحات .. و«عبدالغفار»: تعزز إنشاء أنظمة تبريد في 500 موقع للتطعيم
وأشار «عبدالغفار» إلى أهمية هذه الاتفاقية الثلاثية بين مصر واليابان ومنظمة اليونيسيف، فى تعزيز خطة الدولة لمكافحة جائحة كورونا، بإنشاء أنظمة تبريد فعالة فى 500 موقع للتطعيم وتأمين اللقاحات أثناء التخزين والنقل، وتدريب الفرق الطبية، حيث سيتم تدريب 2000 من العاملين بوزارة الصحة، بالإضافة إلى حث المواطنين على التطعيم ضد كورونا بمنصات التواصل.
ومن جانبه، وجّه أوكا هيروشى، السفير اليابانى بالقاهرة، الشكر لوزارة التعاون الدولى؛ على التنسيق والعمل المشترك لتعزيز جهود العمل الإنمائى مع الحكومة اليابانية، مشيراً إلى أنه من خلال هذه الاتفاقية سيتم توفير 3.9 مليون دولار لتوسيع نطاق الحصول على اللقاحات، موضحاً حرص الحكومة اليابانية على دعم جهود مصر فى تعزيز قطاع الرعاية الصحية، حيث تم قبل ذلك توفير منحة بـ9.5 مليون دولار، إلى جانب اتفاقية بـ230 مليون دولار فى إطار تطوير قطاع الرعاية الصحية وتحسين الاستجابة للجائحة.
بينما عبّر نائب ممثل «يونيسيف»، عن سعادته لتوقيع الاتفاقية المشتركة مع مصر واليابان، بهدف تعزيز دور المؤسسة فى دعم جهود الرعاية الصحية وتوسيع نطاق الحصول على اللقاحات.
جدير بالذكر أن اتفاقيات التعاون الإنمائى التى تم الاتفاق عليها خلال عام 2021 لقطاع الصحة وتطوير خدمات الرعاية الصحية، ودعم جهود الدولة لتنفيذ مشروع التأمين الصحى الشامل، بلغت 600 مليون دولار، من بينها تمويل تنموى بـ400 مليون دولار، وتمويل آخر من الوكالة الفرنسية للتنمية بـ182 مليون دولار، لدعم الموازنة بما يعزز تنفيذ مشروع التأمين الصحى الشامل، إلى جانب المنح التنموية التى حصل عليها قطاع الصحة بـ20 مليون دولار، من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبى.
وقد بدأت محفظة التعاون بين مصر واليابان منذ عام 1954 وتتنوع فى العديد من القطاعات، وتسجل المحفظة الجارية للتعاون الاقتصادى بين البلدين نحو ٢٫٨ مليار دولار لتنفيذ 14 مشروعاً فى مجالات الصحة والكهرباء والنقل والملاحة والتعليم والتعليم العالى والرى.