الطبيب النفسي عند المصريين.. "ليه فاكرني مجنون؟"

الطبيب النفسي عند المصريين.. "ليه فاكرني مجنون؟"
ثقافة الذهاب إلى الطبيب النفسي، إحدى أهم الثقافات الغائبة عن "قاموس" الشعب المصري، فبمجرد أن تنصح أحدهم بالذهاب لـ"دكتور نفساني" لحل مشاكله وتخطي أزماته النفسية، حتى تتبدل ملامح وجهه وتجحظ عيناه ويرد "ليه فاكرني مجنون؟!".
"محدش يقدر يحدد عدد المرضى النفسيين في مصر، لأن أغلبهم مش بيروح للطبيب النفسي وبيرفض الفكرة، علشان كده عدد كبير منهم منعرفش عنه حاجة"، هذا ما أكدته الطبيبة النفسية سوسن فايد، واصفة حالة رفض الشارع المصري للتعامل مع الطبيب النفسي، معتبرة أن ذلك يرجع لانتشار الأمية وغياب التوعية والتثقيف، حد قولها.[SecondImage]
وتضيف فايد، "في أوروبا والدول المتقدمة يذهب الشخص إلى الطبيب النفسي دون حرج، لكن في مصر من يذهب إلى الطبيب النفسي مجنون، لذلك الذهاب له عيب وميصحش".
"يعني أنت عاوزني أروح لواحد غريب حتى لو كان دكتور نفسي، وأحكيله عن أسراري؟!، وهيعملي إيه لما أحكي له؟!، وبعدين هو أنا معايا فلوس أصلا علشان أروح له؟!"، الجملة المازحة لشاب عشريني يدعى محمد فرج، يبرر بها رفض نسبة كبيرة من الشعب المصري للطبيب النفسي.
واعتبر الطبيب محمد مزيد، "الأفلام هي اللي شوهت صورة الدكتور النفسي وطلعته شعره منكوش ومختل عقليًا، زي عبدالمنعم مدبولي لما كان طالع في الفيلم دكتور نفسي وبيوصي المريض يقول (أنا مش قصير أوزعة أنا طويل وأهبل)".[ThirdImage]
وقال مزيد، محاولًا تحسين صورة الطبيب النفسي عند المصريين، وأنه ليس مختلًا أو محتالًا كما صورته الأفلام، والذهاب له ليس عارًا، متسائلًا: "لحد إمتى هيفضل الشعب المصري يعول المرض النفسي على سبب غير علمي؟!، فلان ده ممسوس وفلان ده راكبه شيطان".