معالي زايد.. "بدارة" تستجيب لـ"استغاثة من العالم الآخر"

كتب: سارة سعيد

معالي زايد.. "بدارة" تستجيب لـ"استغاثة من العالم الآخر"

معالي زايد.. "بدارة" تستجيب لـ"استغاثة من العالم الآخر"

بدلع وخفة تنطلق ضحكتها الرنانة، التي ترسم ملامح البهجة على وجهها، ويدخل صداها في قلوب مشاهديها، ذكية كـ"الحاوي" تنال ما تريده بنعومة الأنثى، والأم الـ"بدارة" التي تربي أولاد شقيقتها وتفني حياتهم من أجلها، وعندما يجور أحد على ما لها تزأر كـ"امرأة من الصعيد الجواني"، تجدها قوية لا تفرق شيئًا عن "السادة الرجال"، إلا أن "موجة حارة" مرَّت بها تسبب فيها مرضها، وباتت ضحكتها "حلم الليل والنهار"، حتى أتت "الليلة الموعودة" التي لعب فيها "البيضة والحجر" بمشاعر محبيها حتى يسكن قلبها في هدوء قائلًا "وضاع العمر يا ولدي"، وتستجيب برضا لـ"استغاثة من العالم الآخر". كان من الطبيعي أن تترعرع الطفلة معالي عبدالله المنياوي على حب الفن، فشبَّت ووجدت والدتها آمال زايد وخالتها جمالات زايد تنطلقان في هذا الكون، فما كان لها إلا أن تحبه وتهواه، فبعد أن درست وتخرَّجت في كلية الفنون الجميلة عام 1975، درست السينما وحصلت على بكالوريوس من المعهد العالي للسينما. تواريخ وأرقام عديدة كانت محطات في حياة الفنانة القديرة، في 13 مايو 1953 وُلدت في القاهرة، وظهرت لأول مرة على شاشة التليفزيون عام 1976 في مسلسل "الليلة الموعودة"، بعد أن اكتشفها المخرج الراحل نور الدمرداش، بخطوات ثقتها بنفسها فرضت وجودها دورًا بعد دور، وأثبتت قدرتها على جذب الكاميرا لها، والتمثيل بحرفية، فحصلت على جائزة أحسن ممثلة عام 1987، عن دورها في فيلم "السادة الرجال". رحلت اليوم "بدارة" وحفرت لنفسها في قلوب محبيها، ما يقرب من 80 فيلمًا سينمائيًا؛ أبرزها "وضاع العمر يا ولدي" و"الشقة من حق الزوجة" و"السادة الرجال" و"البيضة والحجر"، وحوالي 60 مسلسلًا تليفزيونيًا كانت الأقرب لجمهورها في "دموع في عيون وقحة" و"حضرة المتهم أبي" و"ديدي ودوللي" و"امرأة من الصعيد الجواني"، كما شاركت فيما يقرب من 6 مسرحيات، كانت لها رصيد مخزون لمحبيها بعد رحيلها. أدوار وأدوار أهَّلتها للعديد من الجوائز، فحازت خلال مشوارها الفني على عدة جوائز، فنالت جائزة أحسن ممثلة عام 1983، وأحسن ممثلة في مهرجان القاهرة الحادي عشر للإذاعة والتليفزيون، عن دور "آمنة" في مسلسل "الدم والنار" عام 2005، وفازت بجائزة الإبداع في مسابقات الإذاعة عام 2007، كما تم تكريمها في مهرجان المركز الكاثوليكي للسينما المصرية في نفس العام. لم يكن التمثيل هو موهبتها الوحيدة، بل كانت فنانة كما قال الكتاب، فاحترفت رسم "البورتريه"، وافتتحت عدة معارض تشكيلية، قدَّمت خلالها أعمالها الفنية، وكان أول معرض لها بعنوان "الوجه الآخر"، وكان له حس فني طغى على أعمالها، فباكورة إحساس التمثيل مع الحدس الفني إذا امتزج، كون فنًا خالصًا له مذاق راقٍ لا يدركه سوى فنان. رقدت منذ أيام على ذاك السرير الذي شهد لحظات آلامها، حين تمكَّن منها ذلك الملعون المدعو "السرطان"، كان انتشاره سريعًا، أسرع من وداع محبيها لها، فبعد إصابتها بالسرطان في قناة فالوب، توغَّل كالماء المسكوب في جسدها، فأصاب الكبد والرئة، وتسبب في فشل تام بأجهزتها التنفسية، وبعد تدهور حالتها للدرجة الخطيرة، تم نقلها إلى العناية المركزة بمستشفى المعادي العسكري، حتى رحلت بنفس سرعة تمكن المرض منها، تاركة عالم الآلام حيث الراحة والسكون. تغطية خاصة سحر نوح ناعية معالي زايد: "هتوحشيني يا حبيبتي.. إلى اللقاء" نيكول سابا ورزان مغربي ينعيان معالي زايد عبر "تويتر" درة تنعي معالي زايد: "اللهم لا اعتراض.. سنة صعبة" أيمن بهجت قمر ناعيا معالي زايد: "صاحبتك وحبيبتك جتلك يابابا" غدا.. تشييع جنازة معالي زايد من مسجد السيدة نفيسة عاجل| وفاة الفنانة معالي زايد بعد صراع مع المرض