ختام الدورة 53 لـ«معرض الكتاب» اليوم.. و«الثقافة»: عدد الزائرين تجاوز المليون

ختام الدورة 53 لـ«معرض الكتاب» اليوم.. و«الثقافة»: عدد الزائرين تجاوز المليون
تختتم وزارة الثقافة،غدا، فعاليات الدورة الـ53 لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، التى انطلقت فى 26 يناير الماضى، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، واستمرت على مدار 13 يوماً.
وقال الدكتور شوكت المصرى، عضو اللجنة العليا للمعرض ورئيس اللجنة الثقافية، إن الدورة الحالية شهدت إقبالاً كثيفاً، خصوصاً فى الأيام الأخيرة، سواء على زيارة المعرض أو حضور الفعاليات، تزامناً مع انطلاق إجازة منتصف العام الدراسى، حيث تجاوزت أعداد الزائرين المليون زائر على مدار أيامه، ما يعبّر عن إدراك أبناء الوطن لأهمية المعرفة باعتبارها قاطرة للتنمية.
مثقفون: إقامته في ظل تحديات «كورونا» إنجاز جديد يُحسب للدولة
وأعرب الناشرون عن سعادتهم بإقامة معرض القاهرة للمرة الثانية رغم ظروف جائحة كورونا التى تؤثر على مختلف مناحى الحياة فى كل دول العالم، فيما تحدّث المثقفون عن رؤيتهم للدورة الحالية.
وقال محمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين العرب، إن الدورة عادت إلى موعدها الأصلى المدرج على خريطة الفعاليات الدولية، وجميع العوامل قُدمت لإنجاح المعرض من جهود الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، كما كان التنظيم على المستوى المطلوب.
ولفت سعيد عبده، رئيس اتحاد الناشرين المصريين، إلى أن الإقبال زاد على المعرض مع بدء إجازة نصف العام الدراسى، مؤكداً أن صناعة النشر من أكبر الصناعات التى تعرضت لتداعيات جائحة كورونا، ولذلك فإقامة المعرض يُعد متنفساً للناشر، معرباً عن طموحه بتحريك إجازة منتصف العام الدراسى فى الدورات المقبلة لتتواكب مع فترة المعرض، لأن غالبية المترددين على المعرض من الشباب والطلاب، متمنياً أن يكون هناك تمديد لفترة المعرض فى الدورات المقبلة.
وعبّر مثقفون عن سعادتهم بإقامة الدورة الحالية من معرض القاهرة الدولى للكتاب، رغم تحديات جائحة كورونا وتأثيرها على مختلف الفعاليات حول العالم، مؤكدين أنه يُحسب لمصر تمكُّنها من إقامة المعرض وتنظيمه بهذا الشكل، ما يُعد إنجازاً جديداً للدولة، يجب أن تحافظ عليه وتجعله مناسبة سنوية مهمة، لافتين إلى أن الدورة الحالية شهدت إقبالاً كبيراً تجاوز أكثر من مليون زائر، ما يؤكد أن الشعب المصرى محب للقراءة وللحياة.
«النمنم»: مرور 100 عام على استقلال مصر كان يستحق محوراً منفرداً بالبرنامج الثقافي
وقال الكاتب الصحفى حلمى النمنم، وزير الثقافة السابق، لـ«الوطن»، إن إقامة المعرض مرتين فى ظل ظروف فيروس كورونا إنجاز ضخم، خصوصاً فى ظل ما شهده من هذا العدد من الناشرين، كما لاحظنا ظاهرة فى النشر وهى أن عدد الناشرين العرب كان تقريباً أكبر من عدد الناشرين المصريين فى المعرض، وهو ما يعنى أن سمعة المعرض جيدة جداً على المستوى العربى والدولى.
وتابع «النمنم» أن وجود المعرض فى مركز المنارة هو إضافة حقيقية للمعرض، لأن المكان القديم تهالك، مؤكداً أن مصر لديها خبرة طويلة فى المعارض، لأن مصر تنظم معارض كتب منذ 1947 بوزارة المعارف، واستمر هذا المعرض لسنوات وتعطل عند وقوع العدوان الثلاثى فى 1956، ثم نظم الرئيس عبدالناصر معرض القاهرة فى 1969، والمستمر إلى الآن.
وانتقد الوزير السابق البرنامج الثقافى، قائلاً: «كان يجب أن يكون أكثر جدية مما تم فى هذه الدورة من عدة زوايا، أبرزها القضايا التى تناولها، فقد اندهشت مثلاً ألا يتم الاحتفاء بمرور 100 سنة على استقلال مصر، فى فبراير 1922، وهو ما كان يستحق أن يكون له محور منفرد، أما محور كاتب وكتاب فكان يجب ألا يناقش كتباً تمت مناقشتها من قبل فى المعرض، وذلك لإتاحة الفرصة لكتب لم تناقش».
برلمانية: أتمنى مشاركة أكبر من الدول الأوروبية والأفريقية والآسيوية مستقبلاً
وقالت الكاتبة والنائبة ضحى عاصى، عضو اللجنة الثقافية بمجلس النواب، إن البرنامج الثقافى كان جيداً، كما أن الإقبال عليه كان معقولاً، كما أن الفعاليات الفنية المقامة فى الهواء الطلق كانت جيدة. وأشارت النائبة إلى ارتفاع أسعار الكتب، قائلة إنه فى الوقت الذى نتحدث فيه عن الجمهورية الجديدة فمن المهم أن تكون هناك مواكبة على مستوى تخفيض أسعار الكتب ودعم أسعارها بما يجعلها فى متناول الجميع، متابعة: «سأسعى لبحث أسباب ارتفاع أسعار الكتب الصادرة عن الوزارة، وأتمنى أن تشهد الدورات المقبلة مشاركة أكبر من الدول الأوروبية والأفريقية والآسيوية، بخلاف الدول العربية، بحيث يتم الاطلاع على مختلف الثقافات والاستفادة من التنوع».
«أبوجليّل»: انفراجة كبيرة للثقافة
وقال الكاتب الروائى حمدى أبوجليّل إن انعقاد المعرض نفسه سبب للفرحة للمصريين عموماً، والدورة تُعتبر انفراجة كبيرة للثقافة، وإنقاذاً لسوق الكتاب من الركود الذى حدث فى فترة كورونا، مؤكداً أن الكتاب ومعرض الكتاب هما مواجهة حقيقية مع الإرهاب والتطرف، والمكان المقام فيه المعرض مدعاة للفخر ويضاهى الأماكن الموجودة فى أوروبا، مشيراً إلى أن دور النشر مشاركة بعدد كبير من الإصدارات. وعن البرنامج الثقافى قال إنه «جاء على هامش المعرض، والقائمون على النشاط حاولوا إرضاء جميع الأطراف، وفى العموم فالإقبال على الفعاليات الثقافية عوماً ضعيف».
وتابع «أبوجليل» أن شعار المعرض تناول «هوية مصر» وهى قضية مهمة، وكنت أتمنى أن يخصص عدد من الفعاليات الهادفة إلى إبراز والتأكيد على الهوية المصرية الفرعونية. ولفت إلى كثافة الإقبال على شراء الكتب رغم ارتفاع أسعارها، وهو إقبال موازًٍ للإقبال على زيارة المعرض الذى تجاوز المليون زائر.
وأشادت الكاتبة سماح أبوبكر بتخصيص جناح خاص للأطفال فى معرض كتاب الطفل، مؤكدة أن ذلك يتيح للأسرة والأطفال التجمع فى مكان واحد يجمع ناشرى كتب الأطفال أو الأنشطة المقدمة لهم، مما جعل للمكان خصوصة: «الأولاد حسوا إن المكان بتاعهم»، مضيفة: «تميزت فعاليات الجناح بالتنوع والثراء بين الحكى والمسرح والأشغال اليديوية والرسم والتلوين»، منوهة بأهمية لقاء الكتّاب بشكل مباشر بالأطفال جمهورهم لكى يطلعوا على تطور طريقة تفكير الأطفال بشكل حى، مؤكدة أن الأطفال كانوا سعداء بهذا المعرض بشكل كبير، كما تمكّن الأهالى من السيطرة على أبنائهم فى مكان واحد.
وأعربت «أبوبكر» عن أمنيتها لتمديد أيام المعرض فى الدورات المقبلة، وأن يقام المعرض مرتين فى العام الواحد، ليستوعب جميع محبى القراءة، قائلة: «أتمنى أيضاً أن يقام معرض مستقل للأطفال فى الأعوام المقبلة لتشجيعهم على القراءة»، مؤكدة أن «الإقبال على المعرض هذا العام من الناشرين أفضل من السنوات الماضية، ورأيت مشاركات لناشرين أجانب وعرب يشاركون لأول مرة فى معرض القاهرة»، موضحة أن هذه المشاركة فرصة للمنافسة بين الناشرين المصريين وبين هذه الدور الأجنبية والاستفادة من هذا الاحتكاك.
وقال المترجم الدكتور خالد رؤوف، المنسق العام للمؤسسة الثقافية لليونان بالإسكندرية، إنه كان اختياراً موفقاً من المعرض اختيار اليونان ضيف شرف المعرض، كما تم فى هذه الدورة طرح أشكال للتعاون بين الجانبين المصرى واليونانى فى المعرض، منها ما هو خاص باتفاقات تبادل الترجمة من اليونانية إلى العربية، بين الناشرين المصريين والعرب من جانب، واليونانيين من الجانب الآخر، وهو ما يتم طرحه لأول مرة.
وذكر «رؤوف» أن وسائل الإعلام اليونانية كانت تنقل أحداث المشاركة اليونانية بشكل يومى إلى اليونان، مؤكداً أن الضيوف اليونانيين الذين شاركوا فى المعرض قالوا إنه حقق حالة من الرضا بالنسبة لهم عن التنظيم، بداية من السفير اليونانى والمثقفين، متمنياً أن يتم استكمال وتفعيل هذا التعاون فى الفترات المقبلة، مشيداً بأهمية البرنامج المهنى الثقافى الهادف إلى دعم صناعة النشر، الذى شارك فيه الجانبان المصرى واليونانى، وسيكون داعماً للثقافة فى السنوات المقبلة لو تم تنفيذ التوصيات الصادرة عنه من خلال تقديم الدعم والرعاية لتنفيذها مستقبلاً.