خبراء: إخوان ليبيا يسعون لتأجيل الانتخابات ولا يريدون الاستقرار للبلاد

خبراء: إخوان ليبيا يسعون لتأجيل الانتخابات ولا يريدون الاستقرار للبلاد
اجتمع مبعوث الولايات المتحدة وسفيرها في ليبيا ريتشارد نورلاند مع مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفاني وليامز، بحضور عدد من السفراء، حيث عبَّروا عن دعمهم لجهود المستشارة الأممية لتسهيل إجراء الانتخابات الليبية.
من جانبهم أفاد خبراء سياسيون ليبيون أن الأزمة السياسية الليبية، المستمرة لأكثر من 10 سنوات منذ عام 2010، تهدد مساعي استقرار الدولة الليبية، حيث يأمل الليبيون، الذين أُجبروا على تحمل المصاعب في كل نواحي الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، بإجراء انتخابات ديمقراطية، من شأنها أن تساهم في تحسين الوضع في البلاد، لكن عرقلة الانتخابات وتأجيلها والانتهاكات التي أدت لذلك، تعمل على تعقيد أوضاع ملايين المواطنين وتحرمهم من آمالهم في مستقبل كريم لهم ولأبنائهم.
خطاب: إخوان ليبيا يسعون لتحقيق مكاسب على حساب الشعب
من جانبه، قال الدكتور عادل خطاب، المحلل السياسي الليبي، إن المسؤولية الرئيسية لفشل تنظيم الانتخابات الليبية على عاتق حكومة الوحدة الوطنية المنتهية الصلاحية، حيث تشكَّلت حكومة الوحدة الوطنية في مارس 2021 خصيصًا لضمان إجراء الانتخابات، لكنها لم تفشل فقط في مهامها من خلال إظهار عدم الكفاءة.
وأكد أن الجناة الرئيسيين الذين جنوا على ليبيا وشعبها وسببوا الأزمة السياسية الحالية هم جماعة الإخوان في ليبيا وأعوانهم الذين يسعون لتحقيق طموحاتهم وجشعهم على حساب الشعب، حيث يعتزمون الحفاظ على مكاسبهم لأطول فترة ممكنة، وينشرون الفساد ويسرقون عائدات النفط، وبالتالي يسرقون من المواطنين الليبيين مستقبلهم.
وعلى الرغم من استياء الليبيين، الذين سئموا تعسف السلطات التي تفتقد للكفاءة، فضلاً عن خرقهم العهود الدولية والاتفاقات التي تم التوصل إليها.
ويقول المحلل السياسي الليبي، محمد الزبيدي، إن جماعة الإخوان تعمد زعزعة استقرار الأوضاع في ليبيا، لخدمة أجندات أجنبية مهتمة بالوصول إلى حقول النفط في البلاد.
وتأكيدا على ماسبق، جاء تصريح عضوة ملتقى الحوار السياسي ومديرة منظمة «محامون من أجل العدالة في ليبيا»، إلهام سعودي، التي تحدثت في اجتماع لمجلس الأمن الدولي في 24 يناير الماضي عن المشاكل الحالية في ليبيا والمتعلقة بأعمال حكومة الوحدة الوطنية الفاسدة، حيث قالت: «بالنظر إلى عجز المساءلة في ليبيا، والتحديات الأوسع التي نجمت عن عقد من الصراع، كان على المجتمع المدني الليبي ملء العديد من الفراغات، وهذا يأتي بتكلفة عالية».
ميليشيات الإخوان تقمع المجتمع المدني في ليبيا
وأشارت سعودي إلى أن قمع المجتمع المدني الممنهج من قبل جماعة الإخوان في ليبيا، أدى إلى تعرض منظمات المجتمع المدني وخاصة تلك التي تعمل في مجال حقوق الإنسان وبناء السلام، للمضايقة والمنع من القيام بعملها.
وأكد أنه لا يمكن تصحيح الوضع المتأزم في ليبيا إلا من خلال إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية حرة وعادلة، تمنح البلاد حكومة شرعية واحدة ورئيسًا واحدًا، يعملون وفق الدستور، فإنه من خلال تشكيل مركز موحد للسلطة، يمكن البدء في إعادة بناء البنية التحتية للبلاد واقتصادها، وضمان سيادة البلاد ووحدة أراضيها، وفي حال تم تأجيل الانتخابات مرة أخرى إلى أجل غير مسمى، فإن ليبيا تخاطر بالاختفاء عن خريطة العالم، لتبقى إلى الأبد دولة منقسمة تغرق في فوضى وحرب مستمرة.