ابني وجبال الهيمالايا

كتب: اميمة عز الدين

ابني وجبال الهيمالايا

ابني وجبال الهيمالايا

فاجأني صغيري بسؤال بريء ونحن نذاكر معًا مادة التاريخ، ونقرأ مقولة مصطفى كامل الشهيرة: لو لم أكن مصريًا لوددت أن أكون مصريًا.. وبعد أن شرحت له معنى الوطن والانتماء، باغتني بسؤال لوذعي وخبيث في باطنه ، لكن ظاهره البراءة حين قال: و أنتِ؟ هل تودين العيش بمكان آخر؟ لم يمهلني الإجابة وإنما انطلق في طفولة: أنا أتمنى العيش في الهيمالايا، أصحو من النوم عند الظهر وألعب مع الفراشات وأظل ألعب طوال الوقت، وأتفرج على الحيوانات من بعيد لبعيد إلا الببغاء هيكون صديقي بسبب أني بحبه وممكن نتكلم أنا وهو، فأنا لا أحب المدرسة بسبب المواد الكثيرة التي أدرسها ولا يشرحها المدرسون بسهولة . لا أنكر أن المناهج وطريق الشرح بالمدارس لا تناسب عقول وتوجهات أطفالنا الذين تربوا على الكمبيوتر و البلاي ستيشن وغيرها من الألعاب المتطورة ، كل هذه الأشياء تنفرهم من المدرسة وتجعل اليوم الدراسي طويلًا ومملًا، لا تحاول المدرسة تقديم العلم والمعرفة بطريقة مبسطة تعتمد على الفهم والتفاعل المتبادل بين التلميذ والمعلم، بالعكس أسلوب التلقين والحفظ يجعلهم مجرد ببغاوات تردد دون فهم ووعي . اتفقت مع ولدي على أسلوب جديد للشرح يعتمد على الذاكرة والتأمل والتساؤل، نأتي بأمثلة واقعية من الحياة ونطبق ما نتعلمه في حياتنا ، بدأنا بإجراء التجارب البسيطة في مادة العلوم، التجربة كانت رائعة ومفيدة . بالنسبة للتاريخ ذهبنا الى المتاحف و الأهرامات والمتحف المصري، تذكرت كيف أن والدة نجيب محفوظ تصحبه معها في زيارتها للمتاحف وهذا سر تعلقه بالتاريخ المصري القديم وسر ابداعه الأدبي، رغم بساطة أمه وتعليمها المتواضع كنها جعلته يفكر و يتأمل و يعيد ما رآه وخزّنه بذاكرته وهو صغير في صورة روايات وقصص رائعة . سعيدة بتلك التجربة و ساد التفاهم بين وبين صغيري الذي يود بناء بيت على قمة جبال الهيمالايا حيث يحوطه الثلج من جميع الجهات ويمكنه من التزحلق على الجليد، ورسمه أيضًا فهو يعشق الرسم ابني الحبيب .