أستاذ في جامعة الأزهر: المنهج الأشعري علمي ومتكامل وليس مجرد أقوال

أستاذ في جامعة الأزهر: المنهج الأشعري علمي ومتكامل وليس مجرد أقوال
علق الدكتور أحمد نبوي الأزهري، الأستاذ في جامعة الأزهر الشريف، على التساؤلات المتزايدة بشأن المنهج الأشعري، وسبب انتهاج الأزهر له، قائلا إنّ التيارات السلفية المعاصرة من أكبر المزالق الفكرية، إذ تنظر إلى الأشخاص والأزمان بمعزل عن المناهج، وحتى الآن فهم عاجزون عن إدراك أنّ العقيدة الأشعرية ليست مجرد أقوال لأبي الحسن الأشعري أو آراء تراجع عنها أو ثبت عليها، بل صارت منهجًا علميًّا انضوى تحته أكابر علماء الأمة على مر العصور، وصار تقريرًا لمذاهب السلف الصحيحة في الاعتقاد، وأقوال أمثال البخاري ومسلم، والأئمة الأربعة، والتابعين والصحابة.
العقيدة الأشعرية
وأضاف الأزهري عبر صفحته على فيس بوك، أنّ التيارات السلفية توقف بها الزمن عند مرحلة معينة لا يريدون تجاوزها أو مغادرتها، لذلك فنحن نردد دائما أنّ خلافنا معهم في المنهج العلمي، وليس خلافا في بعض المسائل، موضحا أنّ العقيدة الأشعرية تحولت من مجرد فرقة كلامية إلى وعاء كبير، اشتمل على أقوال أهل السنة والجماعة في العقيدة الإسلامية الصحيحة، وصار من السذاجة بل البلاهة العلمية تصورُ اختلاف وافتراق بين ما اعتمدته الأمة بعد الأشعري وتلاميذه، وبين ما كان مقررًا قبلهم في القرون الثلاثة، وصار من المستغرب جدا أن يقول أحدُ الأغرار: وهل كان الأئمة الأربعة والصحابة والبخاري ومسلم أشاعرة؟.
منهج علمي في أصول الدين
وتابع الأستاذ في جامعة الأزهر: «إذا افترضنا أنّ السؤال صحيح، نعم جميع هؤلاء أشاعرة؛ باعتبار أنّنا نتكلم عن منهج علمي قرر في أصول الدين عينَ ما كان يعتقدُه الصحابةُ والسلف الصالح، فكما أنّ المذاهب الأربعة لم تعد مجرد أقوال لمؤسسيها، إذ ربما لا يعتمد المالكية قول مالك في مسألة، ويضعف الشافعية قول الشافعي في نازلة، فكذلك ليست الأشاعرة هي مجرد أقوال أبي الحسن الأشعري، بل هو منهج علمي كامل متكامل تمت خدمتُه على مدار 1000 سنة أو يزيد؛ فتلقّته الأمة بالقبول، واعتمدته مدارس العلم الكبرى في العالم، كالأزهر والزيتونة والقرويين وأربطة حضرموت ومسايد السودان وبلاد الحرمين قديمًا وغيرها».