«أم شهاب».. 12 سنة من صناعة شنط وجرابات جلدية «هاند ميد» بالإسكندرية

كتب: كيرلس مجدى

«أم شهاب».. 12 سنة من صناعة شنط وجرابات جلدية «هاند ميد» بالإسكندرية

«أم شهاب».. 12 سنة من صناعة شنط وجرابات جلدية «هاند ميد» بالإسكندرية

«إيديها تتلف في حرير»، مقولة شعبية دارجة عن المبدعين والمبدعات في صناعة الأعمال اليدوية، وهي خير مثال عن إيمان السيد «أم شهاب»، 42 سنة، إحدى أشهر صانعات الشنط والجرابات الجلدية اليدوية في الإسكندرية، حيث تقوم بحياكتها بشكل يدوي تامن وترسم عليها صور الأشخاص بيديها، ما بين رسومات ملونة أو عن طريق الحفر على الجلد، ما جعل ورشتها قبلة لعدد كبير من أبناء المدينة الساحلية، للحصول على هدايا تذكارية لهم أو لأصدقائهم.

فداخل ورشتها الصغيرة في منطقة محطة الرمل وسط المدينة، تجلس «أم شهاب» على مقعد خشبي وبين يديها «الإبرة والخيط» تحيك بها الجلود لتحولها إلى شنطة أو جراب موبايل أو محفظة، تحوي كافة الفنون الجميلة، متحدية جمود وثبوت تلك المشغولات المميكنة التي تفتقر للروح الإنسانية.

12 عام من الفن

«بدأت المهنة من 12 سنة بحكم دراستي في قسم الديكور بالمعهد الفني الصناعي، وقتها زوجي كان عنده مصنع مشغولات جلدية، فقولت اجرب أرسم عليها رسومات يدوية بحكم دراستي في الرسومات على الجلود والزجاج، وفعلا جربت وعجبته وعجبت الناس، ومن ساعتها قررت أنمي الموهبة دي، وزوجي استمر في تشجيعي لحد ما عملت إسم لنفسي»، هكذا بدأت إيمان قصتها مع صناعة المشغولات اليدوية.

الفرق بين شغل الماكينة والصناعات اليدوية

وأضافت «إيمان» لـ«الوطن»، أنها تشعر بفارق كبير بين صناعة الماكينة والصناعة اليدوية، فالأولى تخرج بشكل واحد من كافة ماكينات العالم وتغيب عنها التفاصيل الجمالية الخاصة بالصناعة اليدوية، التي تحتاج إلى تدقيق والحياكة «غرزة غرزة»، ما يحتاج إلى مجهود كبير ووقت أطول، لكنه يخرج في نهاية المطاف، عملا يدويا مميزا يدوم فترة أطول، ويحمل روح صانعه.

من هذا المنطلق تحتاج صانعة المشغولات اليدوية إلى وقت طويل لتسليم طلب عملائها، يتراوح من أسبوع إلى 10 أيام، حيث أن أناملها تداعب الجلود بالخيوط وكأنها قصة حب تنشأ بين الصانع والمصنوع، وليست مجرد مهنة لجلب الأموال فحسب، لذا فكل تفصيلة هامة بالنسبة لها.

نوعية الجلد المستخدم

لعل أبرز التفاصيل أهمية هي نوعية الجلد المستخدم، حيث تقوم بصناعة منتجاتها من الجلود البقرية إلا أن طلبات العملاء تجعلها تختار نوعية جلد عن الأخرى: «العميل لو احتاج جلد طري يبقى اجيب لها جلد ضاني، ولو عاوز جلدة ناشفة واقفة يبقى هجيب له جلد بقري».

كل هذا جعلها تؤكد أن قيمة المشغولات اليدوية الجلدية لها قيمة أكبر عن المنتجات المستوردة أو المصنوعة من الجلد الصناعي، حيث أن أعمالها تحتفظ برونقها سنوات: «الناس ممكن تورثها لبعض لأنها جودة متينة»، الأمر الذي يجعل قيمته المادية مرتفعة تبدأ أسعارها من 150 جنيه وتصل إلى 2000 جنيه، وذلك وفقًا لأحجام الجلود والمصنعية والطلبات المرجوة في العمل.

وأكدت على أن أكثر الأعمال التي يقبل عليها زبائنها هي «جرابات الموبايل»، كونها الأرخص سعرا، والأكثر احتياجا في ظل تواجد الموبايلات بيد جميع المواطنين حاليا، مشيرة إلى أنها ترفع المقاسات من على الهاتف لصنع جراب «مظبوط» عليه بشكل دقيق ويعطيه جمالا باهرا، لافتة إلى أنها تأمل في تصدير منتجاتها في المستقبل، والعمل على تكبير مشروعها، والحفاظ على مهنة الصناعات اليدوية من الجلود. 


مواضيع متعلقة