عميد بالأزهر عن منع الترحم على وائل الإبراشي: إرهاب فكري ومعنوي

كتب: إسلام لطفي

عميد بالأزهر عن منع الترحم على وائل الإبراشي: إرهاب فكري ومعنوي

عميد بالأزهر عن منع الترحم على وائل الإبراشي: إرهاب فكري ومعنوي

قال الدكتور غانم السعيد، عميد كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، إنّ الذين ظنوا أنهم يمتلكون صكوك الغفران ويُحرّمون على الناس الرحمة ودخول الجنة، يمارسون بذلك إرهابًا فكريًّا ومعنويًّا بحق من يُعارضهم في رأيهم، مضيفًا: «عانيت من هذا الإرهاب الفكري عندما نشرت على صفحتي منشورًا أترحم فيه على الإعلامي وائل الإبراشي، وانهالت التعليقات التي تنكر عليَّ هذا الترحم، حتى وصل الأمر ببعضهم إلى حد التطاول بألفاظ غير مقبولة».

وأضاف عبر صفحته الرسمية على «فيس بوك»: «أقول لهؤلاء رفقًا بأنفسكم، ولا تُودُوا بها إلى المهالك، فالقلوب تتقلب، وقد يسبق عليكم فتعملون بعمل النار، واسألوا الله دائمًا حسن الخاتمة، وترحموا على كل من مات على ملة الإسلام، وإن كان مذنبًا فإن ذنوبه مدعاة للترحم عليه، كما أنه أمره بين يدي ربه إن شاء رحمه وتاب عليه وتقبل منه، وإن شاء عذبه، ولا تجعلوا من أنفسكم أوصياء على خزائن رحمة الله، فإن رحمته وسعت كل شيء».

لا يجوز الغرور بكثرة الأعمال الصالحة

وأشار إلى أن العبد لا يجوز أن تغره كثرة أعماله الصالحة، فإنه قد يعمل بعمل الجنة فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل النار فيدخلها، كما لا يجب على العبد أيضًا أن يحتقر عبدًا لكثرة ما يرتكبه من الذنوب والمعاصي فقد يسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها، ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن العبد ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها».

ولفت إلى أنه لهذا يجب على العبد الحذر من أن تفتنه أعماله الصالحة، حتى يظن أنه إلى الجنة داخل، ثم يسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وليعلم كل إنسان أن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، ولهذا كان الرسول صلى عليه وسلم- يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: «يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ»، رواه الترمذي عن أنس بن مالك.

العمل الصالح بين العبد وربه

واستطرد: «قد يرى الناس العبد على ذنوب كثيرة، حتى يظنونه من أهل النار فإذا به من أهل الجنة، وما ذلك إلا لأنه بينه وربه خبيئة من عمل صالح لم يطلع عليه أحد غيره، فكانت تلك الخبيئة سببًا في دخوله الجنة».

واستكمل: «مع سعة رحمته سبحانه وتعالى، التي أوجبها على نفسه لعبده التائب، فإن هناك من عباد الله من يظنون أن بيدهم مفاتيح الجنة يدخلون إليها ما يشاءون، ويمنعون عنها ما يشاءون، ولا يدركون أن من حكموا عليهم بالحرمان من رحمة الله قد يكونون هم أول من تسرع بهم الملائكة إلى دخول الجنة، وأن من اعتقدوا أن مفاتيح الجنة بأيديهم، هم أول من يدخلون النار».


مواضيع متعلقة