أستاذ بجامعة الأزهر يطلق مبادرة جديدة لتعزيز الثقافة الإسلامية

أستاذ بجامعة الأزهر يطلق مبادرة جديدة لتعزيز الثقافة الإسلامية
أطلق الدكتور محمود الصاوي، أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر، والوكيل السابق لكليتي الدعوة والإعلام، مبادرة جديدة على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، بعنوان «جدد ثقافتك»، موضحًا أن مهمتها هي تزويد الفرد والأسرة والمجتمع بالحقائق والثوابت الأصيلة في الثقافة الإسلامية في ثوب عصري متجدد.
سبل جديدة لحل مشكلات المجتمع
وقال «الصاوي» عبر صفحته إن التجديد الثقافي يُقصد به، فهم الدين بثوابته ومتغيراته وإزالة الغشاوة المانعة للأعين من التفاعل المطلوب مع القيم الإسلامية والعربية والإبداع الذي يعين على فتح المغاليق واكتشاف سبل جديدة لخروج الواقع من محنته التي يمر بها.
وأضاف في تصريح خاص لـ«الوطن»، أنَّ كل مشكلات المجتمع والأمة تبدأ من الثقافة وتعود إليها، فهي البداية والنهاية، مشيرًا إلى أن جل مشكلات المجتمع ترجع إلى المشكلة الثقافية، حيث إنَّ الدين هو المعتقد والثقافة هي السلوك، وكلما قويت العقيدة بمفهومها العام من التصورات والقناعات الذهنية والفكرية الراسخة في القلوب والعقول، كان لذلك مردوده القوي في سلوكيات وتصرفات المجتمع والناس.
ولفت «الصاوي» إلى أنَّه كُلَّما ضعفت العقيدة وبهتت في قلوب وعقول أبناء المجتمع، كلما شذت تصرفاتهم وسلوكياتهم، إذ إن هذه نبوءة نبوية أخبرنا عنها سيد البشرية صلى الله عليه وسلم في بيانه النبوي: «سيأتي على الناس زمان يصير المعروف منكرًا والمنكر معروفًا».
وأوضح «الصاوي» أن هذا يحدث في المجتمع، عندما تسود المادية والمعايير المادية والقيم المادية وتكون هي الأساس في التقييم والمعايير ويكون هذا مؤشرًا قويًّا على ضعف وهشاشة البناء العقدي في حياتنا.
وضرب مثلًا على ذلك، بقوله: «الصورة الذهنية التي نتخيلها جميعًا للمعلم والمربي والتي شكلت موروثًا ثقافيًّا مستقرًا، أنه يُمثِّل القمة الأخلاقية والقيمية العالية، لأن المجتمع أوكل إليه أسمى مهمة هي تربية الأجيال والنشء التربية الشاملة المعرفية والروحية والوجدانية، ثم نفاجئ بتصرف شاذ وغير مسؤول من عدد محدود وقليل من المعلمين والذين تقدمهم الثقافة العامة والسائدة كقدوات للجيل وتصل هذه التصرفات المجتمع، فيستنكر هذه التصرفات، لأنها تمثل اعتداء على المكانة العالية التي يضعها المجتمع لهذه الطائفة من أبنائه، فيصرخ المجتمع من الألم وتستجيب النيابة العامة كحارس أمين على قيم وثقافة المجتمع.
واستطرد: حينما يحدث هذا ونجد وبكل أسف بعض المنصات الإعلامية تستنكر على المجتمع حقه في حماية ثقافته وحماية أجياله الجديدة، فنحن هنا في الحقيقة أمام اعتداء على ثقافة المجتمع ومنظومته القيمية والأخلاقية.
فارق بين الوقوع في المعصية والمجاهرة بها
وذكر أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر، أن هناك فارق كبير في ثقافتنا الإسلامية بين الوقوع في المعصية والمجاهرة بها، لأن كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، فهناك فارق كبير بين أن تكون إنسانًا محلًا للقدوة ومحل احترام وتقدير المجتمع، ثم يخيب أمله وتصدم مشاعره بسلوك علني يصل لمسامع الناس وأبصارهم.