اقتحام خصوصية المرأة من «بسنت» إلى «الأوكرانية».. وأستاذ اجتماع: انحطاط

كتب: إنجي الطوخي

اقتحام خصوصية المرأة من «بسنت» إلى «الأوكرانية».. وأستاذ اجتماع: انحطاط

اقتحام خصوصية المرأة من «بسنت» إلى «الأوكرانية».. وأستاذ اجتماع: انحطاط

عدم احترام الخصوصية، ونشر صور وفيديوهات للسيدات على مواقع التواصل الاجتماعي بدون إذن منهن، بغرض الفضيحة أو الانتقاد، صار هو العنوان الرئيسي لنون النسوة في مصر خلال الفترة الماضية.

فلم تمر أيام على واقعة انتحار بسنت خالد بسبب ابتزازها بصور خاصة بها من قبل مجموعة من الشباب في محافظة الغربية، وشعورها بالحصار النفسي من قبل عائلتها، حتى ظهر إلى العلن قضية معلمة المنصورة التي تعرضت للفصل من المدرسة التي تعمل بها وانفصال زوجها عنها بعد انتشار مقطع فيديو لها وهي ترقص في رحلة عائلية، حتى أعلنت في تصريح لها بأنها تفكر في الانتحار ومن قبلهما كانت قضية السائحة الأوكرانية التي تم تصويرها بملابسها الداخلية في شرفة بمنطقة القاهرة الجديدة وتقديم بلاغ ضدها حجة عدم اتباع الأعراف العامة.

الفضيحة وتدمير الحياة الشخصية والعائلية، كانت هي النتيجة في الحالات السابقة، فـ«بسنت» الفتاة المراهقة التي لم تتجاوز الـ16 عاما والطالبة في الصف الثاني الثانوي في قرية كفر يعقوب بكفر الزيات، انتشرت صورها بين شباب القرية، ما جعلها تقرر إنهاء حياتها بالحبة الغلة السامة، وتم توجيه اتهام وإساءة استخدام وسائل الاتصالات وإفشاء أسرار الحياة الخاصة للمتهمين من قبل النيابة العامة.

وهو أيضا ما عانت منه «أ.ي» معلمة بمدرسة خالد بن الوليد الابتدائية التابعة لإدارة غرب التعليمية بالمنصورة، حيث صور شخص مقطع فيديو لها وهي ترقص على مركب نيلي وسط زملائها، في رحلة نظمتها نقابة المعلمين بالمنصورة، وتم تقديمها للإدارة التعليمية، ما أدى إلى التحقيق معها، وانفصال زوجها عنها، وتضرر أبنائها نفسيا بحسب تصريحها.

«المجتمع يعاني من انحطاط» كلمات الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، بخصوص انتشار خاصية تصوير السيدات ونشرها بغرض الفضيحة أو الانتقاد وصفتها بأنها «جريمة اجتماعية وأخلاقية وقانونية»: «هي جريمة اجتماعية لأنها تشيع الخوف والقلق في نفس المواطن العادي سواء كان امرأة أو رجلا، فالمرأة هي المتضرر الأكبر لا يمكن إنكار ذلك، لكن أفراد عائلتها من الرجال يتضررون مثلها، وهي جريمة أخلاقية لأنها تكشف عن الفحش والانحطاط في سلوك المجتمع وحيث صار اقتحام الخصوصية أمرا عاديا، وليس حدثا جللا كما كنا نعرف قديما، وهي جريمة قانونية بحسب نصوص القانون، لأن نص الدستور الدولة ينص على احترام حقوق الإنسان وحقه في ممارسة حياته بشكل آمن دون خوف».

تفكك المنظومة الأخلاقية للمجتمع وراء انتشار مثل هذه الوقائع

واعتبرت «سامية» أن هناك أسبابا كثيرة وراء ظهور تلك الظاهرة أهمها تفكك المنظومة الأخلاقية للمجتمع وانهيار قيمه: «غياب القدوة الحقيقية التي تقدم للشباب المثال والنموذج الجيد الذي يحتذى به في التصرف والتفكير، وأكبر مثال على ذلك هو الأفلام والمسلسلات، وأحيانا الروايات التي تنتشر حاليا بين الشباب والمراهقين والتي تروِّج للبطل السيئ الذي يحقق كل ما يرغبه دون أن يهمه أي شيء، فالشباب يتأثرون بتلك النماذج ويسعون إلى تقليدها ولنا في ظاهرة محمد رمضان مثال».

توعية النساء هي الحل

واعتبرت «سامية» أن توعية النساء هي السبيل الوحيد لحمايتهن من تلك الظاهرة: «إساءة استخدام التكنولوجيا والسوشيال ميديا تجبر الجميع سواء كانوا مسؤولين في الدولة أو عاملين في مجال الإعلام أو التعليم على التوقف والبحث عن كيفية تصحيح مفهوم استخدامها، والتأكيد على أهمية الخصوصية فى المجتمع لأنها جدار حمايته، وحتى يتم ذلك لا يسعنا القول لأي امرأة عليك بالحذر في التعامل فيما يخص التكنولوجيا، فالمجتمع لا يرحم».


مواضيع متعلقة