هل يجوز علاج الفقير غير المسلم من أموال الزكاة؟.. الإفتاء تجيب

كتب: إسلام لطفي

هل يجوز علاج الفقير غير المسلم من أموال الزكاة؟.. الإفتاء تجيب

هل يجوز علاج الفقير غير المسلم من أموال الزكاة؟.. الإفتاء تجيب

ذكرت دار الإفتاء، أَّنه يجوز إعطاء الزكاة للمحتاجين للعلاج دون تفرقة بين المسلمين وغير المسلمين، وذلك وفقًا لآية الزكاة، تلك التي لم تفرق بين المسلمين وغير المسلمين، بالإضافة إلى مذهب الصحابي عمر بن الخطاب، وهو مذهب بعض السلف الصالح وبعض فقهاء المذاهب المعتبرين.

الإسلام حدد مصارف الزكاة

وأوضحت الدار في فتوى رسمية عبر موقعها الرسمي، أنَّ الإسلام حدد مصارف الزكاة، حيث قال تعالى: «إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ» (التوبة: 60).

واستطردت أنها من أجل بناء الإنسان قبل البنيان، حيث أن كفاية المحتاجين والفقراء من المأكل والملبس والمسكن والتعليم والعلاج والمعيشة وجميع أمور الحياة، يجب أن تكون محط اهتمام في الأولوية، وذلك حتى تتحقق حكمة الزكاة، التي ذكرها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث قال: «تُؤخذ مِن أغنيائهم وتُرَدُّ على فقرائهم» رواه البخاري، مما يدخل فيه الصرف منه على الخدمة الطبية لعلاج غير القادرين، وتوفير الدواء لهم.

وأشارت إلى أن اختلاف الديانات والتنوع البشري، من السنن التي أرادها الله سبحانه وتعالى في خلقه، بالإضافة إلى تحقيق مبدأ الاستخلاف في الأرض الذي يكون على وفق مراد الله وإعمار الكون، حيث قال سبحانه: «وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ» (هود: 118- 119)، وقال تعالى: «وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ» (يونس: 99).

ضرورة التعاون بين البشر

ولفتت إلى أن الله بيَّن أن ذلك الاختلاف يستوجب التعاون بين البشر، ويتطلب التنافس فيما بينهم في فعل الخير وحسن المعاملة، مع إظهار أهل كل دين جمال ما لديهم من الأخلاق والقيم، إذ قال تعالى: «وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ» (البقرة: 148).

كما قال سبحانه: «لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ» (المائدة: 48).


مواضيع متعلقة