حوارات.. من قلب «الأرض المقدسة»
حوارات.. من قلب «الأرض المقدسة»
اخلع نعليك على بابها.. فترابها من رفات شهداء الوطن.. إنها الأرض المقدسة، أرض سيناء.. ما بين الحزن والألم، وفجيعة الفقد، وفرض حالة الطوارئ، وصولاً للإجراءات الاستثنائية وإخلاء الشريط الحدودى.. تعيش «أرض الفيروز» على أعتاب التوتر والترقب الوجوه يشوبها حذر من نوع خاص، حذر ينتظر الموت ولا يأتى، وقد يأتى فجأة فى ذات اللحظة التى لم تتوقعه فيها أبداً. [FirstQuote]
جنود يركبون مدرعاتهم فى مواجهة «شجاعة» مع الموت الذى ربما يأتى فىطريق «مفخخ» أو هجمة إرهابية.. الأهالى يعيشون الانتظار بكل تفاصيله.. ماذا ستفعلين بنا يا أرض سيناء أكثر مما عانيناه معك وقد كانت نفوسنا «حُبلى» بأحلامنا المشروعة منذ عشرات السنين.. لكنها لم تأتِ أبداً إلا على هيئة كوابيس وحشية لم تنتهِ حتى اليوم؟ «الوطن» فى الأرض المقدسة.. ترصد، تكشف، تقدم التعازى لأرواح شهدائنا فى مداد الحبر، تتعلق بحلم الأمن والأمان ككل المصريين، المُنتظر من بين براثن «كتلة نار مشتعلة بيد الإرهاب الأسود» استطاع أن يُلبس المصريين أكفاناً منتقلة من سيناء إلى طول مصر وعرضها.. ويقيم الحزن فى قلوب بنصف حياة، كزائر شبه دائم منذ ثورة 30 يونيو.. هناك فى تلك البقعة الدامية، فى سلسلة حوارات متصلة، يحارب «القلم» الرصاصة ويحاول أن يقاوم «الكفر» بالحبر.
الحديث فى الظروف الاستثنائية التى تعيشها سيناء منذ إعلان حالة الطوارئ فى أعقاب حادث «كرم القواديس» الإرهابى، الذى راح ضحيته العشرات من جنودنا، ليس بالسهولة التى يتخيلها الكثيرون.. أن تجد من يتحدث دون خوف أمر نادر؛ فالكل بلا مبالغة قد يكون مستهدفاً من الجماعات الإرهابية، خاصة أن الوضع معقد للغاية من جميع النواحى. «الوطن» تمكنت من إجراء حوار مفصل هو الأول من نوعه مع الدكتور صلاح سلام، عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان فى شمال سيناء نقيب أطباء العريش، يكشف فيه عن العديد من تفاصيل الشأن السيناوى.. «كيف ومتى بدأ الإرهاب ينشر أذرعه المخضبة بدماء شهدائنا فى ربوع سيناء؟ عملية إخلاء الشريط الحدودى من السكان لتأمين المنطقة وملاحقة البؤر الإرهابية، وما صاحبها من قصور شديد فى أداء الأجهزة التنفيذية بشمال سيناء، ماذا يدور فى خلد وعقل المواطن السيناوى منذ سنوات طويلة وصولاً إلى إعلان حالة الطوارئ مؤخراً؟».. وإلى نص الحوار:
■ كيف يمكن أن تصف الوضع فى سيناء بعد مذبحة «كرم القواديس»؟
- مما لا شك فيه أنه حادث كبير وأثر فى نفوسنا جميعاً، وكما ترون مدينة العريش حزينة وكئيبة والقلوب يعتصرها الألم، لكنه بكل أسف ليس الحادث الأول، ومن المثير للانتباه أن هذا الحادث تم فى منطقة تبعد حوالى 12 كيلومتراً عن مدينة العريش، وهى منطقة يطبَّق فيها حظر التجوال منذ ما يزيد على العام ونصف العام، والمفروض أن الكمائن تغلق من الثالثة ظهراً وحظر التجوال يبدأ من الخامسة مساء، والحادث نُفذ فى وضح النهار بعد صلاة الجمعة مباشرة، وعلى طريق دولى، وهذا ما يضع أكثر من علامة استفهام. [SecondImage]
■ ماذا عن قرار ضم العريش إلى المناطق التى يطبَّق فيها حظر التجوال مع إعلان حالة الطوارئ؟
- ضم العريش إلى قرار حظر التجوال وفيها كل هذه الكتلة السكنية التى تصل إلى 250 ألف نسمة، فيه تضييق شديد على كل مصادر الرزق لطبقة عريضة من الناس، مع الأخذ فى الاعتبار أن الأمن القومى خط أحمر، لكن الطرق مغلقة وشبكات الاتصالات منقطعة، الكمائن يقف عليها الناس بالساعات، المعدية يقف الناس عليها أيضاً ساعات، وربما أياماً، وهذا كله يؤثر على الحالة المعيشية للناس وأرزاقهم، فإذا كنا نريد أن نصنع خطوات تنمية لهذا الجزء العزيز من الوطن فهذا سيكون مستحيلاً فى هذه الأجواء، لكن إذا كان هذا الوضع استثنائياً فيمكن تحمله، لكن لا يجب أن يكون دائماً، ومعروف تماماً ما يمكن أن يؤدى إليه «الكبت»، ونحن لا نريد أن نصل إلى هذه المرحلة مع أهالى العريش.
■ هل تعتقد أن هذا التضييق على أهالى العريش قد يأتى بنتائج سلبية تصل إلى تحول موقفهم لـ«التعاطف» مع الإرهابيين؟
- لن تصل أبداً إلى حالة التعاطف؛ فيد الإرهاب طالت أهالى العريش وشيوخ القبائل فى شمال سيناء أيضاً، ولقد اتصل بى الكثير من أهالى العريش وقالوا لى: «يا دكتور إحنا راضيين بأى حاجة بس خففوا ساعات الحظر، علشان مصالحنا وشغلنا وأكل عيشنا، لقد رضينا بإغلاق كوبرى السلام والوقوف على المعديات ساعات طويلة دون مبرر»، وهذا أمر أنا أتفق معه.
■ ماذا تقصد بعبارة «أتفق معه»؟
- أتفهم أن يغلَق كوبرى السلام لاعتبارات أمنية، لكن لا أتفهم أن يقف الناس على المعديات لساعات طويلة تصل لأيام، لماذا لا تزيد عدد المعديات بين بورفؤاد وبورسعيد إلى 8 معديات بين «حى ومدينة»، فيما بين سيناء بالكامل وجمهورية مصر العربية 4 معديات، منها 2 فقط تعملان 24 ساعة و2 تعملان 12 ساعة؟ هل هذا يعقل؟ وأنت تريد أن تحدث تنمية وتتشدق بالتنمية.
■ لماذا لا يمكن اعتبار أن هذا العدد القليل من المعديات مع ساعات العمل المحددة أمر له علاقة بالنواحى الأمنية؟
- أريد أن أقول شيئاً لا علاقة له بالعنصر الأمنى: هل تعلمون أن رئيس الوزراء أصدر قراراً مؤخراً بإعطاء «بدل» للأطباء العاملين بالمناطق النائية، والغردقة أعلى أجراً من رفح؟ وهذه كارثة، فهل هذه سياسة لتنمية سيناء؟ بل الأدهى أنه عندما أصدر وزير الصحة القرار التنفيذى قال لى: «الذين من أبناء سيناء لا يحصلون على البدل، أما المغتربون فقط فهم من يحصلون عليه». ولقد جلست مع الوزير وقلت له إن هذا القرار خاطئ، وضد مبدأ المواطنة والدستور، هل يعقل أن زميلى الذى يعمل معى فى نفس المستشفى مثلا ويحمل نفس المؤهل والمهارات لمدة تزيد على 25 سنة فجأة يزيد راتبه 3 آلاف جنيه وأنا «لا» لمجرد أنى وُلدت فى سيناء؟! هذا عقاب على الهوية! إذا ما وصفته حقوقياً فهو «تفرقة»، وأى تفرقة؟ والقارئ سيعرف ماذا تعنى «التفرقة» هنا. [SecondQuote]
■ كم تمثل نسبة الكادر الطبى من أبناء سيناء؟
- المغتربون يشكلون 80% من الكادر الطبى فى سيناء، وأبناء المدينة يمثلون 20% فقط، إذن لا يمثلون عبئاً على الدولة من الناحية المادية إذا تم تعميم هذه المميزات عليهم أيضاً، فالدولة لا تعاملهم على أنهم مصريون، وهم يشعرون بالظلم، والظلم فى الوطن غربة، كما أن الفقر فى الوطن غربة.
■ هل تعتبر المواطن السيناوى مظلوماً؟
- نعم مظلوم؛ لأنك لا تملِّكه بيته، مظلوم لأنك لا تعامله مثل زميله فى العمل، لأنك لا تعطيه حقه فى التحرك، ولا تعطيه الفرصة لشرب مياه النيل مثل أخيه الذى يعيش فى غرب القناة، مظلوم لأن «بقالك 40 سنة ترقص وتغنى بسينا رجعت كاملة لينا ومصر اليوم فى عيد» وأنا لا أرى عيداً. يضاف إلى ذلك عدم قبول أبناء المدينة فى كليات الحربية والشرطة، وهذا خلل فى التفكير الأمنى، فإذا أردت أن تؤمّن سيناء فعليك بأبنائها، مع البحث فى الأصول أولاً واجعلهم هم من يحمون سيناء، المنطق والعقل يقولان ذلك، لكن الذى يحدث هو عقاب جماعى ضد أهل سيناء.
■ متى بدأت فصول هذا العقاب الجماعى الذى تتحدث عنه؟
- منذ عام 2000، من خلال تنظيم التوحيد والجهاد، وقائد التنظيم كان وقتها طبيب الأسنان خالد المساعد، ثم اتصاله بعد ذلك بـ«أنصار بيت المقدس» وليس «حماس»، بل إن «حماس» ضيّقت على «أنصار بيت المقدس» وطردتهم من غزة فى أعقاب أحداث مسجد «ابن تيمية» وهرب عناصر التنظيم واستوطنوا سيناء، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن ليس كل الفلسطينيين «حماس وخونة»، دى اسمها «زيطة»، وهو ما يحدث الآن مع مواطنى سيناء. وفى 2004 حينما حدث تفجير طابا تم اعتقال أكثر من 4 آلاف مواطن سيناوى تعرضوا للتعذيب، فى حين أن منفذى الهجوم كانوا 4 أو 5 أشخاص فقط، وكانت القضايا تلفَّق بلا حدود لبدو سيناء، خاصة قضايا المخدرات، واكتشفت الجهات الأمنية بعد ذلك أن الضابط الذى كان يلفق تلك القضايا هو نفسه تاجر مخدرات وتم القبض عليه ومحاكمته قبل الثورة بشهور قليلة.
■ هل هذه الأحداث تعد مبرراً كافياً لكى تتحول شمال سيناء إلى بؤرة إرهابية فيما بعد؟
- ماذا تنتظرون من أشخاص حُكم عليهم أحكام غيابية وصلت إلى 80 سنة فى بعض الأحكام، وأصبحوا «مطاريد» فى الجبال واستقبلهم تنظيم «أنصار بيت المقدس» وغيره من الجماعات التكفيرية، وفى فترة «السيولة الأمنية» بعد ثورة 25 يناير جاءهم أيضاً إرهابيون من سوريا وليبيا، واستقطبوهم، وكل من يريد أن ينشئ تنظيماً أو ينفذ عملاً إرهابياً سيجد هؤلاء المطاريد، لأن هذه هى البذرة التى نبتت فى 2004 وما تلاها من سنوات، وأثمرت اليوم بحوراً من الدم والسلاح لم يأتِ فقط من الأنفاق، بل كان يعبر بعرض مصر من ليبيا وعلى شواطئ البحر المتوسط عبر سفن صغيرة تنقل السلاح ثم يتم تحميله على سيارات لعمق سيناء؟ والنتيجة أننا كمصريين ندفع الثمن بلا استثناء، وفى مقدمتنا الضباط والعساكر والمواطنون الأبرياء الذين يُقتلون بلا ذنب.
■ يبدو أنك تحاول إيجاد مبرر للإرهاب؟
- يجب أن نفرق ونعرف من الجانى الحقيقى، من الإرهابى الحقيقى، لدينا خلل إعلامى كبير لا يقل خطورة عما يحدث الآن، فإعلامنا كما استعدى الناس على الفلسطينيين باعتبار أن كلهم «حماس وخونة»، أصبح اليوم يستعدى المصريين على أهالى سيناء باعتبار أن كلهم إرهابيون، «إذن ماذا بعد؟ هل هذا يعنى أن الانفجار الذى وقع فى روكسى ضد الروكسيين؟ هل الانفجار الذى وقع فى مديرية أمن القاهرة ضد ساكنى منطقة «عابدين»؟ وهل الانفجار الذى وقع فى الدقهلية ضد «المنصوريين»؟ وهذا يعيدنا إلى نقطة مهمة وهى أن الأمن لا يتحقق فقط من خلال عقول أمنية، بل يتحقق أيضاً بعقول تنموية، فهناك أيضاً أمن بالتنمية.[ThirdQuote]
■ لكن معروف تماماً أن بعض المناطق فى سيناء أصبحت بؤراً ومعاقل للإرهاب وامتدت أعمالها إلى كل ربوع مصر؟
- دعينى أسأل: «لو تخيلنا أن اتفاقية كامب ديفيد لم تُفرغ المنطقة «ج» التى كان يحرسها 700 عسكرى فقط، لو كان فيها قوات هل كان من الممكن أن يتجمع فيها كل الخارجين عن القانون وكل الجماعات المتطرفة من كل حدب وصوب مثلما يحدث اليوم؟»، الاجابة بالطبع «مستحيل»، إذن الخلل يأتى من أين؟ «مش أنا اللى حضرت العفريت يا ابن سيناء، اللى حضر العفريت يصرفه! اللى ساب المنطقة فاضية واللى سمح بالأنفاق مش اللى عمل الأنفاق».
■ لكن «مبارك» هو من سمح بالأنفاق فى البداية وكانت نواياه «طيبة» تجاه شعب غزة فى إيصال المعونات الغذائية كجانب إنسانى؟
- نعم قد تكون نواياه طيبة بالفعل، ولكن «الطريق إلى الجحيم ملىء بالنوايا الحسنة» كما يقولون، نعم هو أراد أن تصل المعونات الغذائية وخلافه لتخفيف الخناق والتضييق على شعب غزة من الناحية الإنسانية، وأذكر أننى حضرت اجتماعاً عام 2007 فى مبنى المخابرات الحربية مع شيوخ القبائل فى سيناء، وقلنا لهم وقتها: «يا جماعة ما يحدث مش الصح»، وقالوا: «الأنفاق خطر ثم خطر ثم خطر»، والنهارده هدخل «أكل» بكرة هدخل «بلاوى زرقا» بالنص. واقترحت وقتها أن يكون هناك سوق تجارية حرة فوق الأرض مسافة «كيلو فى كيلو» على الحدود، يكون فيها 500 محل تجارى وبوابتان تحت إشراف المخابرات الحربية، وتدخل من خلالها كل السلع غير المدعمة حتى لا يحصلوا على قوت المواطن المصرى، فى محاولة لمنع عمليات التهريب التى اغتنى منها المرتزقة وأصبحوا اليوم تجار الموت والدم، ولم يستمع لنا أحد.
■ «أنفاق الشر».. إلى من تذهب فى الجانب الآخر؟ وهل لا تتحمل «حماس» مسئولية ما يحدث فى سيناء؟
- على السلطة الوطنية الفلسطينية ألا تبيع لنا كلاماً، نريد منها أن تبسط نفوذها على الحدود مع مصر وتتخذ إجراءات تثبت حسن النوايا لتفريغ المنطقة على امتداد 500 متر إلى كيلو من الإرهاب والأنفاق وتفجيرها أيضاً مثلما تفعل مصر.
■ كيف تفعل ذلك وقطاع غزة تحكمه «حماس»؟
- أليس هناك الآن حكومة وحدة وطنية؟! نريد أن نرى تفعيلاً لهذه الحكومة على الأرض فيما يخص الأمن القومى المصرى، وإذا لم تستطع حكومة الوحدة الوطنية والسلطة الفلسطينية فعل ذلك فهذا يعنى أن قطاع غزة ما زال فى قبضة «حماس»، وما زال الخطر داهماً؟ و«حماس» نفسها تنفى أن تكون لها علاقة بأى مما يحدث فى سيناء من خلال تصريحات براقة، لكننا نسمع ضجيجاً ونرى «طحناً» ولا نرى دقيقاً. نريد أن نسمع أصوات انفجارات للأنفاق على الجانب الآخر عند «حماس» حتى نصدق ما يقولون.
■ ألا تعتقد أن ما تطلبه هو مطلب «حالم»، خاصة أن الاقتصاد الحمساوى قائم على تجارة الأنفاق؟
- إذا كانت مصر عقدت مؤتمراً عالمياً لـ«إعمار غزة» واستطاعت أن تجمع لهم 5 مليارات دولار، وتقوم بإرسال المعونات الغذائية والطبية لهم عبر منفذ رفح، فأولى بهم أن يقدموا لمصر 1% تجاه ما تفعله لهم، أو بمعنى أدق «يرموا بياضهم»، وإذا كانوا يقولون إنهم مع استقرار مصر وإنهم شركاؤنا فى الدم الطاهر الذى أُريق فى كل الحروب ضد العدوان الإسرائيلى، فاعطونا دليلاً.
■ إذا لم تدمر «حماس» أنفاقها فى «رفح الفلسطينية» فهل هذا سيكون مبرراً واضحاً لكل الاتهامات التى تطالهم فى الضلوع بما يحدث فى سيناء؟
- نعم، فهذا سيعنى وقتها أن كل ما يطال مصر من خراب، ليس فقط فى سيناء، هو من صناعة «حماس» وعناصرها وقياداتها هم المسئولون عنه، ولا نستثنى منهم أحداً.
■ هل زاد عزل الرئيس الإخوانى محمد مرسى من الرئاسة «فاتورة الدم المصرى»؟
- عزل «مرسى» زاد البنزين على النار، لكن النار كانت موجودة من قبل، ولم يكن الإخوان يريدون إطفاءها لكى يستخدموها فى الوقت المناسب ضد من يفكر أن يزاحمهم فى الحكم.
■ تتداول بعض وسائل الإعلام منذ بدء إخلاء المنازل الواقعة على الشريط الحدودى العديد من الروايات حول «انتهاكات حقوق الإنسان»؟
- حينما يتعرض الأمن القومى للخطر فلا تحدثنى عن حقوق الإنسان، وهذا ليس اختراعاً بل حدث فى إنجلترا من قبل، وقال هذه الجملة رئيس وزراء بريطانيا يوماً ما، وليس معنى أنى عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان أن أدافع عن حقوق الإنسان «عمال على بطال»، لكن كل ما قلته إذا كانت هناك ضرورة قصوى لذلك، فليكن بالتعويض المناسب لهؤلاء المواطنين مع إعطاء المهلة اللازمة لعمليات الإخلاء وهذا نصاً ما قاله الرئيس عبدالفتاح السيسى لاحقاً.
■ هل تلقيتم بلاغات من عائلات جرى القبض على أحد أفرادها وفقاً لقانون الطوارئ؟
- تلقيت بلاغاً بحالة واحدة، لكنى لا أستطيع التحرك إلا بعد انقضاء 48 ساعة من لحظة القبض عليه؛ لأنه من الممكن جداً أن يتم إخلاء سبيله إذا ثبت أنه غير مطلوب أمنياً أو أن يتم توجيه له اتهام مباشر ويُحال للنيابة.
■ هل حققتم فى مقتل أى من المواطنين السيناويين الـ12 على يد «تنظيم قاطعى الرؤوس» الإرهابى على خلفية تعاونهم مع الأجهزة الأمنية المصرية؟
- نعم، وأصدرنا بيان استنكار شديد اللهجة ضد ما حدث وكل ما يحدث فى سيناء من انتهاكات على يد الإرهابيين، كما أصدرنا مذكرة ستصدر فى الدورية الدولية الشاملة المعنية بحقوق الإنسان فى مصر وسيتم مناقشتها يوم الأحد المقبل فى جنيف بالمجلس الدولى لحقوق الإنسان.
■ تتوقع أن تصدر توصيات من المجلس الدولى لحقوق الإنسان على خلفية التقرير الذى سيناقش أوضاع سيناء؟
- نعم، أتوقع أن تصدر توصيات لأن كل دول العالم أدانت الحادث الإرهابى الأخير فى «كرم القواديس»، وتبين للعالم أن هناك إرهاباً يمارس ضد الدولة المصرية والقوات المسلحة والمواطنين.
■ ما أهم النقاط التى سيستعرضها هذا التقرير؟
- التقرير تناول سيناء من زاوية أنه لا يوجد إرهاب فقط ضد القوات المسلحة، بل هناك إرهاب أيضاً ضد المواطنين المصريين وامتد إلى باقى أنحاء مصر.
■ هل تعتبر أن إحالة من يتعدى على المنشآت العامة للمحاكمات العسكرية يتعارض مع حقوق الإنسان؟
- إن من يتعدى على المنشآت العامة لا يستحق فقط أن يحال للمحاكمة العسكرية، أقول هنا إنه يستحق «الذبح» أيضاً، فهذه المنشآت نحن من ندفع ثمنها من الضرائب، بل إننى أطالب بإحالة طالب الجامعة الذى يمارس أعمال عنف أو تخريب إلى التجنيد فوراً، حتى يتعلم «الأدب والانضباط وقيمة البلد».
■ إلى أى مدى كانت فترة حكم محمد مرسى «وبالاً أسود» على سيناء؟
- من فضل الله علينا أن جاء الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الوقت المناسب، فلقد كنت أنتظر منذ الإعلان الدستورى الذى أصدره «مرسى» وهو الإعلان «الظالم المتخلف» الذى لا يوجد مثله أبداً فى كل دساتير العالم، ثم أعقبته الدعوة التى وجهها وقتها الفريق أول عبدالفتاح السيسى لكل القوى الوطنية للجلوس مع القوات المسلحة لرأب الصدع، ووافقت قوى المعارضة والرئيس محمد مرسى وقتها على تلبية الدعوة، ثم على آخر لحظة سحبت الرئاسة موافقتها وألغت الاجتماع بإيعاز من مكتب إرشاد الإخوان، فى هذا اليوم أيقنت أنه لا بد من خروج رجل من صفوف القوات المسلحة ليعيد إلى مصر كرامتها، فهذا السيناريو تكرر تماماً فى الفترة ما بين 1952 - 1954 فى أعقاب ثورة 23 يوليو، حينما حاول الإخوان الاستيلاء على الحكم استغلالاً لطيبة الرئيس الراحل محمد نجيب، فنحى الزعيم الراحل جمال عبدالناصر «نجيب» جانباً واعتقل الإخوان وسار بالوطن إلى بر الأمان، وهذا ما فعله الرئيس السيسى بعد أن وقف فى صفه «الشعب» واستطاع دحر الإخوان من سدة السلطة.