نسف أنابيب البترول عقب العدوان الثلاثي.. "العرب جابت عاليها واطيها"

نسف أنابيب البترول عقب العدوان الثلاثي.. "العرب جابت عاليها واطيها"
لطالما كان للأمة العربية موقف واحد في مواجهة العدو، تقف جنبًا إلى جنب متكاتفة الأيدي تتصدى لأي قوة خارجية تسعى لسرقة تراب أرضها، لم تتردد للحظات في التضامن مع مصر بعد أن شنت هجمات العدوان الثلاثي الغاشم على أراضيها، إثر تحالف كل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، نتيجة إقدام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر على خطوة تأميم قناة السويس وتخصيص جميع عائداتها لخدمة الدولة.
جمع كل من مصر وشقيقتها سوريا رابط قوي، كانت سوريا بطلة في اتخاذ خطوات جريئة دفاعًا عن مصر، ما جعلها أول من بادر بفكرة تفجير أنابيب البترول في سوريا وتضامن معها العراق ولبنان والخليج العربي، وعزما على تدمير الأنابيب التي تغذي قوات العدوان والدول الأوروبية ومنع وصول مصادر الطاقة لها.
كان هناك خطان يمران من سوريا لنقل البترول وكان أحدهما عراقي يمر من وسطها وينتهي في مياه البحر الأبيض المتوسط عند ميناء "بانيس" السوري، والثاني خط "التابلاين" وذلك ينقل البترول من الخليج العربي مرورًا بالأردن وسوريا لينتهي به المطاف في ميناء طرابلس اللبناني على البحر المتوسط.
قوة مناهضة للقوى الطامعة في المنطقة العربية.. قطع العرب العصب رئيسي في استمرار الحياة عند الغرب، حين أقدم العمال السوريون على نسف خط أنابيب البترول، الممول الأساسي لأوروبا، بداية بتفجير خط "التابلاين" الممتد إلى طرابلس اللبنانية، وكذلك خط أنابيب البترول العراقي الواصل إلى ميناء بانياس السوري، إضافة إلى، نسف فرع أنبوبة البترول في الأردن، واجتاحت المظاهرات شوارع ليبيا وقطر والبحرين والكويت ضد عنف وقبح أعمال قوات العدوان.
أثرت الخطوة بشكل سلبي على القوى المعادية، ما استدعى التقليل من توزيع المشتقات البترولية، وفرض نظام البطاقات في توزيعها، مصاحبة بارتفاع الأسعار عامة ووقف إنتاج عدد من الصناعات الثقيلة.
في سياق الأحداث، خرج الرئيس الراحل عبد الناصر، وقال "الأمة العربية دولة واحدة وهي كالبنيان يشد بعضه بعضا"، وعلى جانب آخر، احتل هذا الحدث "مانشيتات" الصحف المصرية، حيث كتبت صحيفة الأهرام "عمال سورية ينسفون أنابيب البترول إذا نفذ الإنذار البريطاني الفرنسي الموجه إلى مصر"، بينما نشرت الجمهورية، "نسف أنابيب البترول.. وقوات سورية تدخل الأردن وتتلقى أوامرها من عبد الحكيم عامر".