تذوق الفن قبل الطعام.. أحمد الحجار عاشق العود في كهف الموهوبين: حب الرسول منهجي

تذوق الفن قبل الطعام.. أحمد الحجار عاشق العود في كهف الموهوبين: حب الرسول منهجي
- أحمد الحجار
- علي الحجار
- وفاة أحمد الحجار
- جنازة أحمد الحجار
- إبراهيم الحجار
- حب الرسول
- أحمد الحجار
- علي الحجار
- وفاة أحمد الحجار
- جنازة أحمد الحجار
- إبراهيم الحجار
- حب الرسول
تذوق الفن في طفولته، قبل أن يعرف طعم الأكل، نمى وتربى منذ مولده عام 1956، على نغمات عود أبيه المطرب والمحلن الكبير إبراهيم الحجار، الذي شكل نواة عائلة فنية من الموهوبين، انطلقت جذورها من منطقة إمبابة العريقة، وترعرعت فروعها في سماء الشهرة عبر عقود من الزمان، لكن المطرب والملحن أحمد الحجار، الراحل عن عالمنا قبل ساعات، كان واحدا من تلك الفروع المزهرة، ورغم أن الأضواء لم تبرز كنجما مثل أخيه «علي»، إلا أنه ظل عالقا في أذهان عشاق الطرب والموسيقى بأعمالا لا تنسى.
أحمد الحجار المطرب المغرم بعزف العود
لم تكن نشأة أحمد الحجار، عادية، ولم يكن حبه للتلحين والغناء، وغرامه بالعود من فراغ، بل لعب والده وشقيقه الأكبر النجم علي الحجار، دورا كبيرا في تنمية واكتشاف ذائقته الفنية، بخلاف خلفيات متنوعة عاصرها منذ طفولته، حكى تفاصيلها في حوار سابق لـ «الوطن»، إذ قال في البداية: «ورثت من أبي الكثير، فهو ربانا على القيم الدينية والأخلاقية، وعلى محبة الرسول الكريم، وكان يوصينا بحسن معاملة الناس، ولا يغضب منى أبدا، وهو الذي علمنى الحساب والقرآن».
وأضاف الحجار: «والدي كان وراء غرامي بالعزف على العود، وتعلمت منه التلحين، حتى إننى أكتشف جملا لحنية فى ألحاني وصوتي تشبهه دون قصد، وهو الذى علّم على الحجار الغناء، وكان ينبهنا لأهمية اختيار الكلمات غير الجارحة لأحد»، مشيرا إلى أن والده كان يقيم علاقات طيبة مع جميع الخلائق، حتى أنه كان يُلقي السلام على الشجر والحجر: «كان على يقين أنها كائنات حية تسبح لله، وفق ما أخبرنا القرآن».
علي الحجار ومدحت صالح وأنغام تعلموا الغناء على يد والدى
تأثر أحمد الحجار بوالده، كان واضحا خلال حواره مع «الوطن»، إذ اعتمد على تسليط الضوء على مسيرته وإنجازاته، قائلا: «والدي أو سيدى إبراهيم، علّم أصواتا ليست بالقليلة، منهم بالطبع أخي على الحجار، بالإضافة إلى مدحت صالح ونادية مصطفى وأنغام وأنوشكا وشيرين وجدى، وآخرين لا تسعفني الذاكرة بذكرهم، كما علمنا أن الحب مستحيل أن يكون حبا إلا إن بدأ بحب الله ورسوله».
شقيقي لديه شفافية غير طبيعية
كان الفنان الراحل مساء أمس، يكن حبا كبيرا لشقيقه علي الحجار: «الله أكرمنا بأن جعلنا ننتمى إلى مجال واحد، فبيننا الكثير من الأعمال، ويحرص كل منا على الاستماع إلى الآخر، فتربينا بالحب بطريقة واحدة، الأب إبراهيم الحجار، والأم بثينة عبدالمقصود، وعلي عندما يرى حلما لا يحتاج إلى مفسر، لأنه يجده يتحقق على أرض الواقع، فهو لديه شفافية غير طبيعية».
أول لحن فى سن 17 سنة
أحب أحمد الحجار، الغناء منذ طفولته: «من صغري وأنا أدندن جملا لحنية، وكنت أبكى بينى وبين نفسى عند سماع الغناء الجميل، وخصوصا بصوت والدى، كنت فى البداية أعزف فى البيت، ولم أكن أغنى، وفى سن الـ17 كنت فى الإجازة الصيفية بين الصف الثانى والثالث الثانوي، لحنت أول لحن في حياتي على سبيل التجربة، لكلمات أغنية بسيطة لشقيق أحد الأصدقاء».
وواصل: «طلبت من شقيقى علي الحجار أن يسمع اللحن، وكان محترفا، ورأيه بالنسبة لى مهم جدا، واستوقفته لسماع اللحن، لكنه كان متعجلا على الخروج من البيت، وبالفعل وصل إلى الباب للخروج، وكنت قد بدأت العزف على العود بالفعل، فلما اجتذبه اللحن رجع وقال لي: اعزف مرة أخرى، ووجدت منه رد فعل جيد، وكان هذا أول تصفيق من جمهوري الأول».
لم أخطط لاحتراف الفن
لم يكن احتراف التلحين والغناء، ضمن خطة أحمد الحجار: «حصلت على مجموع 50% فى الثانوية العامة، لأنى لم أكن أذاكر وقتها، بسبب ضغط والدتي علىّ، مثل كل الأمهات القلقة على أولادها، وكنت فى داخلي أرفض فكرة الضغط لكن بصمت، ولم أكن أذاكر، حتى إن بعض الكتب الدراسية لم أفتحها إلا ليلة الامتحان، وأعتقد أني حصلت على المجموع بعد المرور بلجنة الرأفة».
أكمل: «تقدمت إلى كلية التربية الموسيقية للالتحاق بها بشكل صوري، وفى خطتى أن أعيد دراستي فى الثانوية العامة لأتمكن من دخول كلية الطب، باختياري بعد المذاكرة بجدية، لكن عندما دخلت اختبارات كلية التربية الموسيقية حصلت على درجات تجاوزت درجات النجاح فى الإيقاع والصوت بنسبة تزيد على 90%، ونلت استحسان الممتحنين من الكبار والمتخصصين، وفي أثناء الدراسة وجدت نفسي بها، واكتشفت أنني لا أصلح لأى شىء آخر من المهن بعيداً عن الفن».