هل تنظيم الأسرة يتعارض مع دعوة الشرع بالتكاثر؟.. دار الإفتاء تجيب
هل تنظيم الأسرة يتعارض مع دعوة الشرع بالتكاثر؟.. دار الإفتاء تجيب
تساؤلات عديدة يعرضها كثير من الناس عن الدعوة لتنظيم الأسرة وهل تتعارض مع دعوة الشرع بالتكاثر؟، الأمر الذي أوضحته دار الإفتاء، بعدما عرضت عليها، حيث ذكرت أن الدعوة لتنظيم النسل، لا تتعارض مع دعوة الدين للتكاثر.
وأضافت عبر فتوى رسمية نشرتها على موقعها الرسمي، أن المقصود من التكاثر في قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الْأُمَمَ»، هو الكثرة المؤمنة القوية المنتجة المتقدمة الصالحة، مشيرةً إلى أن تنظيم النسل يعتبر وسيلة للوصول إلى أجيال قوية، تحصل على حقها في رعاية متكاملة، بالإضافة إلى نيل الاهتمام الكافي، لتكون أجيالًا تنفع نفسها وغيرها في كل مناحي الحياة.
المقصود بتنظيم الأسرة
وأشارت إلى أن المقصود بتنظيم الأسرة أو وفق تعريف منظمة الصحة العالمية، أن تتخذ الأسرة برغبتهما وسائل تراها كفيلة لأن تبعد فترات الحمل أو وقفه لمدة من الزمن، يتم الاتفاق عليها، من أجل تقليل عدد أفرادها بشكل يجعل الأبوين قادرين على رعاية الأبناء بشكل كامل دون خلل.
ولفتت إلى أن ذلك المعنى، جائز ولا تأباه نصوص الشرع، طالما أن هناك أسباب معتبرة شرعًا تؤدي إلى تأخير الإنجاب بشكل مؤقت، وذلك بشرط موافقة الزوجين عليه، وذلك بالقياس على جواز "العزل" -عدم إنزال الرجل المني أثناء الجماع داخل رحم الزوجة، من أجل عدم حملها-، وذلك شرط ألا يترتب على هذا التأخير أي ضرر، منوهة بأن العاقل هو من يجعل النظام طريقه له في كل شيء؛ لأنه ما وجد في شيء إلا زانه، حيث قال تعالى: ﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ﴾ [الحجر:21].
العزل أيام الصحابة
وأوضحت أن العزل نفذه بعض الصحابة على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولم يُؤثَر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم النهي عنه.
واستشهدت بالحديث الشريف، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: «كُنَّا نَعْزِلُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم، فَبَلَغَ ذَلِكَ نَبِىَّ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم فَلَمْ يَنْهَنَا» متفق عليه، واللفظ لمسلم.
