أستاذ العلوم السياسية: «منتدى العالم» فرصة لتفاعل الحضارات.. والشباب ركن أساسى فى مبادرات الرئيس
![بدر الدين](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/15727487841641324358.jpg)
بدر الدين
قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الدولة وضعت ثقة كبيرة فى الشباب، واتخذت إجراءات فعلية لتمكينهم، لاغتنام الفرصة التى تمنحهم إياها مصر دون خوف، إنما جرأة فى التعبير عن ذاتهم.
وأضاف «بدر الدين»، فى حواره لـ«الوطن»، أن اهتمام الدولة بالشباب بات واضحاً جداً على كافة المستويات بمنحهم الفرصة لتقلد المناصب وإظهار قدراتهم، مضيفاً أن منتدى شباب العالم الذى يعقد فى الفترة من 10 إلى 13 يناير الجارى، فرصة مهمة لتضافر جهود الحضارات وتعاونها للوصول إلى الرقىّ المرجوّ فى جميع المجتمعات.. وإلى نص الحوار:
«المنتدى» يمنح الفرصة لشباب العالم كله وليس المصريين فقط فى عرض أفكارهم وطموحاتهم
كيف ترى خطوات الدولة فى ملف تمكين الشباب؟
- هناك درجة كبيرة من الاهتمام من قبَل القيادة السياسية بهذه الفئة، تتمثل فى المؤتمرات التى يتم عقدها للشباب، بمشاركة قيادات سياسية مهمة وكبيرة فى الدولة، وإجراء حوارات مفتوحة بينهم، وأيضاً تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، كما نرى اليوم الشباب المصرى شاغلاً لعدد من المناصب القيادية فى المجتمع، فهم نواب محافظين ووزراء، ونواب فى مجلسى الشيوخ والنواب، إلى جانب اعتماد الدولة عليهم، فنجد أن الشباب ركن أساسى فى المبادرات الرئاسية التى تعمل عليها، وله دوره الواضح والملموس فى تحقيق تلك المبادرات لأهدافها المرجوّة.
ماذا عن منتدى شباب العالم؟
- استضافة مصر لمنتدى شباب العالم، وحرص الدولة على عودته بعد توقفه عاماً بسبب جائحة كورونا، تؤكد الأهمية الكبيرة للمنتدى فى ملف تمكين الشباب داخل المجتمع، فهو يمنح الفرصة للشباب فى عرض كل أفكارهم وطموحاتهم لشباب العالم كله وليس فقط المصريين، وأيضاً توسيع مداركهم وآفاقهم، بمنحهم الفرصة للتواصل مع الشباب من المجتمعات المختلفة حول العالم ومشاركة الأفكار معاً، فيغير المفهوم القديم الذى جرى العمل به لسنوات طويلة فى العقود السابقة، وهو «تصادم الحضارات» إلى مفهوم جديد وهو «تفاعل الحضارات» أو «حوار الحضارات»، فالمنتدى يمنح الفرصة لتضافر جهود الحضارات وتعاونها للوصول إلى الرقىّ المرجوّ فى جميع المجتمعات المختلفة، لا يمكن أن نُغفل دور المؤتمر فى العلاقات الدولية لمصر وأثره الكبير عليها، فسيكون له دور كبير فى تعزيز العلاقات الدولية المصرية.
إكرام بدر الدين: الدولة وضعت ثقة كبيرة فى الشباب.. واتخذت إجراءات فعلية لتمكينهم
بعد مكاسب الشباب فى كافة المؤسسات من التمكين.. هل يمكن القول إن مصر أصبحت دولة شبابية؟
- وفقاً للإحصائيات، نسبة الشباب فى مصر حوالى 60% من المجتمع أو أكثر، ونظراً لكونهم الأغلبية فى المجتمع، فهذا بدوره يوسّع مجال تمكينهم فى الدولة وشغل عدد من المناصب القيادية، وفى هذا الإطار نجدهم الآن نواباً وممثلين عن عدد من الهيئات المهمة فى المجتمع، فيمكن القول إن مصر فى طريقها إلى أن تكون دولة شبابية، وتتعامل البلاد فى هذا الأمر بطريقة معينة، فنجد أن الدولة تعمل على أن الشباب هم الهدف، وهم أيضاً الوسيلة المستعملة لتحقيقه، لتطوير الحياة السياسية فى مصر، بإضافة فكر جديد لها، يتمثل فى شباب الجيل الصاعد.
هل آلية تمكين الشباب المصرى التى تعمل بها الدولة كافية؟
- الدولة تبذل جهوداً كبيرة وملحوظة فى عدد من المجالات من أجل تمكينهم، ولكنى أرى أننا فى حاجة إلى جهود أكبر فى مجال تنمية الوعى لدى الشباب على وجه الخصوص، فهذا المجال من المهم جداً العمل والحرص عليه، لتحصين الشباب المصرى من الانجراف خلف الشائعات والحروب النفسية، إلى جانب أنه بالعمل على زيادة الوعى لدى الشباب نتمكن من مكافحة الإرهاب والتصدى له، لكون الوعى هو أبرز الأسلحة التى تكافح الإرهاب والفساد والسلوكيات الخاطئة فى الشارع، وأيضاً تقاوم تعاطى المواد المخدرة، فبالوعى نتمكن من السيطرة على جميع الأمور التى تمثل عوائق حقيقية فى المجالات المختلفة.
هل تمكن الشباب من اغتنام الفرصة التى منحتها لهم الدولة؟
- هناك استراتيجية واضحة للدولة فى ملف تمكين الشباب، وهناك عدد من الأهداف تتفاوت فقط فى مدى تحقيقها، فهناك أهداف طويلة المدى، وأهداف قصيرة المدى، وأخرى متوسطة المدى، ولتحقيق هذه الأهداف يجب أن يكون هناك تعاون من الشباب المصرى، وقد كان، حيث بدت قدرتهم على استغلال الفرص التى توفرها لهم الدولة، ويتضح ذلك من خلال حرص عدد كبير منهم على حضور الندوات والمؤتمرات التى تقوم البلاد بتنظيمها لهم، سواء كانت ندوات تدريبية أو دورات لتنمية المهارات والكفاءة لديهم، بهدف تأهيلهم، ومن ثم تمكينهم من تولى المناصب القيادية المختلفة فى البلاد، وما نراه الآن من تولى الشباب لعدد من المناصب السياسية والقيادية يؤكد ذلك، إلى جانب دورهم البارز والإيجابى فى المجالس التشريعية، دليل قاطع على حرص فئة الشباب فى المجتمع على اغتنام الفرص التى توفرها لهم البلاد للتعبير عن آرائهم ورؤيتهم للدولة.
الشباب والقيادة
الثقة التى تضعها القيادات السياسية فى شبابها لتولى عدد من المناصب القيادية المهمة هى أمر مهم لكى يتمكنوا من اغتنام الفرصة التى تمنحهم إياها مصر دون خوف، والجرأة فى التعبير عن ذاتهم، ونجد أن اهتمام الدولة بخلق مناخ من الثقة المتبادلة بين الشباب والقيادات بات واضحاً جداً على كافة المستويات، إضافة إلى منح الفرصة لتقلد المناصب وإظهار قدراتهم.