بروفايل| «كريمة».. الإيقاف عقاباً

قرار مفاجئ لم يتوقعه الشيخ الأزهرى، أن يتم وقفه عن العمل بسبب زيارة إلى إيران اعتقد للحظة أنها «عابرة»، 3 شهور سيغيب فيها الدكتور أحمد كريمة الداعية الإسلامى وأستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر عن تلاميذه، لم يتمالك الشيخ نفسه بعد سماع الخبر وجاء رد فعله «ذبحونى لصالح الإخوان والسلفيين»، جبهات عديدة كان «كريمة» على خلاف معها فى الفترة الأخيرة، حتى جاء سفره المباغت لإيران ليكون بمثابة القشة التى قصمت ظهر البعير، فاشتعلت الأزمة. تشير كل المؤشرات إلى أن رحلة «كريمة» الأخيرة لطهران لم تكن الأولى لعالم أزهرى، فهناك قائمة طويلة سبقته طوال السنوات الماضية، غير أن أحداً منهم لم يحظ بقرار مماثل لقرار «كريمة»، كما لم يصدر من قبل قرار بحظر السفر على أساتذة الأزهر إلى إيران، وربما كان طلبه الذى تقدم به إلى الجامعة بالسماح له بالسفر إلى إيران، دليلاً على حسن نيته، وإن انتهى الأمر بعدم الرد. لم يحظ «كريمة» بقبول أو شعبية كبيرة من جانب قيادات المؤسسة الدينية، اجتهادات فردية ومبادرات عدة يطلقها من تلقاء نفسه تخلق مواجهات عديدة مع المؤسسة الدينية الرسمية، منها طلبه إجراء مناظرة مع أبوبكر البغدادى، زعيم تنظيم داعش، مستنداً فى ذلك إلى إرسال الصحابى على بن أبى طالب ابن عمه عبدالله بن عباس لمناظرة الخوارج حتى أقنع أربعة آلاف منهم، وتراجعوا عن فكرهم. ولد الداعية «أحمد محمود كريمة» فى 2 يونيو عام 1951، لم يكتف بتدريسه للشريعة الإسلامية فى جامعة الأزهر فحسب، بل حرص على أن يتولى أيضاً إلقاء الخطب وإقامة الندوات بالمساجد ومراكز الشباب وقصور الثقافة، كما تخصص فى نشر تعاليم الدين الإسلامى عبر العديد من البرامج الإذاعية والتليفزيونية داخل مصر وخارجها. النشاط الدعوى والفقهى لـ«أحمد كريمة» لم يتوقف داخل الحدود الجغرافية المصرية فقط، بل إنه يتمتع أيضاً بالعديد من المشاركات والمساهمات العلمية خارج مصر، حيث قام بالتدريس فى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، كما قام بتدريس العلوم الشرعية وساهم فى وضع منهج التربية الإسلامية لسلطنة عمان. بلور أستاذ الشريعة الإسلامية أفكاره ومعتقداته حول الفقه والشريعة فى العديد من المؤلفات، ومن أبرزها «الاعتداءات الأثيمة على السنة النبوية القويمة»، و«الوجيز فى حقيقة الإيمان»، و«الرضاع وأحكامه فى الشريعة الإسلامية»، و«سجود الشكر وأحكامه فى الفقه الإسلامى»، و«وسائل الدفاع الشرعى ومقاصده». كما عرف عن «كريمة» قيامه بمعالجة التطرف المنسوب إلى الدين بمؤلفات منشورة، من أهمها «قضية التكفير فى الفقه الإسلامى»، «اعتزل تلك الفرق»، «إسلام بلا فرق»، «قضية الحكم بغير ما أنزل الله تعالى»، «السنة النبوية بين الاجتراء والافتراء»، «إراحة الأنام فى راجح وأدلة الأحكام».