أوميكرون يعيد سيناريو كورونا 2020.. إلغاء حفلات رأس السنة وفرض الإغلاق بعدة دول

02:23 م | الثلاثاء 28 ديسمبر 2021

يبدو كما هو معروف وكما يطلق دائما، أن التاريخ يعيد نفسه، ولكن إعادة التاريخ نفسه أسرع مما نتخيل هذه المرة، وليس بسبب السياسة كما هو معتاد، ولكن بسبب فيروس كورونا الذي ألقى بظلاله على العالم، ولم يترك حتى المقولات المعروفة دون تغيير؛ فكسر التابوهات الخاصة بها، ووجّه استخدامها لصالحه.

وفي نهاية 2019، وتحديدا بشهر ديسمبر، تغير وجه العالم عن ذي قبل بعد اكتشاف إصابات لفيروس كورونا المستجد بمدينة ووهان الصينية، وبعدها بدأ ظهور إصابات بالفيروس في الصين وعدد من دول العالم حتى اجتاح وباء كورونا العالم أجمع في الربع الأول من 2020 وحتى الوقت الحالي.

ويبدو أن ظهور متحور كورونا الجديد «أوميكرون» نهاية 2021، يعيد سيناريو كورونا مجددا، وتشير التوقعات بناء على معطيات الإصابات وانتشار الفيروس في عدد من دول العالم، أن المتحور الجديد يجتاح العالم خلال 2022؛ ليحدث شبه تطابق في توقيت الظهور والتداعيات، بين كورونا وأوميكرون، وإن اختلفت أماكن ظهور أولى إصابات الفيروس ومتحوره الجديد، وكذلك معدل الانتشار.

توقيت وأماكن ظهور كورونا وأوميكرون

ظهرت أولى إصابات فيروس كورونا المستجد لأول مرة في مدينة ووهان بالصين، منتصف ديسمبر 2019، فيما ظهرت أولى إصابات متحور كورونا الجديد «أوميكرون» في بوتسوانا وجنوب أفريقيا بعد نحو عامين من ظهور كورونا، وتحديداً في نوفمبر 2021.

انتشار فيروس كورونا والمتحور أوميكرون

وبعد ظهور أولى إصابات كورونا في مدينة ووهان الصينية، بدأ الفيروس في الانتشار داخل الدولة بأكملها، وفرضت الصين قيودا على مواطنيها، بالإضافة إلى الإغلاق التام وتعليق حركة الطيران، لجأت العديد من دول العالم لمنع السفر إلى بكين، وهو ما لم يشفع في منع الفيروس من الانتشار عالميا.

وسرعان ما بدأ الفيروس في الانتشار بعدد من دول العالم، وكانت إيطاليا الأكثر تأثرا، وسجلت معدلات عالية من الضحايا على مستوى الإصابات أو الوفيات.

إصابات كورونا تتجاوز الـ281 مليونا

وبلغ إجمالي إصابات فيروس كورونا المستجد عالميا منذ ظهور الوباء وحتى الثامن والعشرين من ديسمبر الجاري، 281 مليونا و394 ألفا و288 حالة، وفقا لإحصائيات جامعة جونز هوبكنز الأمريكية، ووصل إجمالي الوفيات إلى 5 ملايين و406 آلاف و525 حالة.

أما متحور كورونا الجديد «أوميكرون» فبدأ في الانتشار بعدد من المدن في جنوب أفريقيا، منذ الإعلان عن ظهور أول حالة في البلاد، كما سجلت حالات وفاة بالفيروس، وانتقل المتحور إلى العديد من دول العالم، وجرى رصده حتى ديسمبر الجاري، في 110 دول وفقا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية، التي أشارت إلى احتمالية وجود إصابات بالفيروس في دول أخرى ولكن لم يتم رصدها حتى الآن.

وانتشر المتحور الجديد لكورونا في عدة دول بقارة أفريقيا وعدد من الدول العربية، كما انتشر الفيروس في عدد من الدول الأجنبية وخاصة دول أوروبا، وكان لبريطانيا النصيب الأكبر في عدد الإصابات بالمتحور الجديد، وأعلنت السلطات الصحية البريطانية أن حصيلة الإصابات المؤكدة بمتحور أوميكرون الجديد في المملكة المتحدة تجاوزت الـ100 ألف خلال ديسمبر، كما سجلت بريطانيا عددا كبيرا من الوفيات بالفيروس.

ومع تسجيل إصابات كثيرة بعدد من دول العالم بأوميكرون، لم يتم تدشين عداد لإصابات ووفيات المتحور الجديد، ربما لظهور متحورات سابقة للفيروس كان أكثرها فتكا متحور دلتا، ولكن خبراء عالميين أكدوا أن أوميكرون أكثر انتشارا من دلتا.

تداعيات ظهور كورونا وأوميكرون

بث ظهور فيروس كورونا المستجد الرعب في العالم منذ رصد أول إصابة به في الصين؛ فالمعلومات بشأن الفيروس الجديد نادرة، وقد تكون منعدمة إلا فيما هو معروف عنه أنه من عائلة كورونا التي تضم أخطر 3 فيروسات تنفسية، وهي: السارس والميرس وفيروس كورونا المستجد المسبب لمرض كوفيد 19.

ولم تعرف دول العالم من أين تبدأ لمواجهة الفيروس المستجد سوى اللجوء للإغلاق ووضع القيود الداخلية والخارجية مع الدول الأخرى، لمواجهة تفشي الفيروس المعدي بطبعه، ما دفع الصين لفرض الإغلاق على مدينة ووهان، ولكن سرعان ما تفشى الفيروس في الصين بأكملها وتعداها لدول أخرى رغم الإغلاق.

وفرضت الصين قيودا على حركة الطيران بل وعلقتها، كما لجأت دول العالم لمنع حركة الطيران مع الصين، ومع انتشار الفيروس عالميا وبفرض الدول للإغلاق أصبحت دول العالم ليست جزرا منعزلة فحسب؛ بل صارت المدن بكل دولة جزرا منعزلة أيضا.

كورونا يمنع الاحتفال بعام 2020

وبسبب الجائحة لم يحتفل العالم أجمع بانتهاء عام 2019 وبدء عام جديد وهو عام 2020، وسيطرت أخبار الفيروس على العالم، وبدلا من اتجاه مواطني العالم للاستعداد للاحتفال فرحا بالعام الجديد لجأوا إلى بيوتهم خوفاً ورعباً من فيروس كورونا.

تداعيات ظهور أوميكرون

وكما تسبب فيروس كورونا في عدم الاحتفال بـ 2020، يبدو أن الأمور تتجه بسبب متحور كورونا الجديد «أوميكرون» إلى عدم الاحتفال بـ2022 حتى وإن كان المتحور أخف وطأة من كورونا، وأعادت دول العالم القيود داخليا وخارجيا، وعادت لفرض الإجراءات الاحترازية من الإلزام بالكمامات للتباعد مرة أخرى وهو ما تم فرضه إثر تفشى كورونا وجرى تخفيفه تزامنا مع التحصين باللقاحات ضد الفيروس.

وحذر العديد من الخبراء في العالم من تفشى متحور كورونا الجديد، وكان أحدث تحذير تزامنا مع إعداد التقرير في الثامن والعشرين من ديسمبر 2021، من كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة الأمريكية، مستشار البيت الأبيض للشئون الصحية، الدكتور أنتوني فاوتشي، الذي أكد فيه أنه مع ظهور متحور كورونا الجديد شديد العدوى سوف يزداد الأمر سوءا قبل أن يتحسن.

الإغلاق يعود بسبب أوميكرون

ومع تفشى أوميكرون في بريطانيا، وضعت فرنسا وألمانيا قيودا على حركة السفر مع المملكة المتحدة، فيما أعادت بريطانيا فرض القيود التي تم رفعها قبل 6 أشهر، وأعادت الإلزام بارتداء الكمامات والتباعد، كما اشترطت إظهار شهادات تلقي اللقاح لدخول الملاهي الليلية، فضلا عن اللجوء للعمل بالمنزل بما يتناسب مع طبيعة العمل وكلما أتيح ذلك.

فيما لجأت هولندا إلى الإغلاق الشامل في البلاد منذ 19 ديسمبر 2021 وحتى 14 يناير 2022؛ لمواجهة تفشي متحور كورونا الجديد.

ووفقا لوكالة رويترز، جرى إغلاق المتاجر والخدمات غير الأساسية في هولندا، حتى 14 يناير، وإغلاق جميع المدارس حتى التاسع من يناير على الأقل.

ولجأت شركات الطيران الأمريكية إلى إلغاء الرحلات الجوية داخليا وخارجياً، وجرى إلغاء أكثر من 1750 رحلة جوية خلال الخامس والعشرين والسادس والعشرين من ديسمبر 2021، بحسب موقع شركة فلايت آوير الأمريكية المعنية بتتبع الرحلات الجوية.

وفي بلجيكا، جرى حظر التسوق، كما تم إغلاق دور السينما، وقاعات الحفلات الموسيقية والنوادي الليلية.

فيما أعلنت السلطات اليونانية عودة إلزام ارتداء الكمامات في محلات السوبر ماركت ووسائل النقل العام، وإغلاق أماكن الترفيه؛ بدءا من منتصف ليل 3 يناير المقبل.

أما إيطاليا فقد حظرت إقامة الفعاليات في الهواء الطلق بليلة رأس السنة، فيما لم تفرض أي قيود على التجمعات الخاصة، ولكنها أغلقت النوادي الليلية حتى نهاية يناير.