سائقة اللودر حائرة بين الثانوية العامة وسداد ديون والدها مريض السرطان

كتب: اسلام فهمي

سائقة اللودر حائرة بين الثانوية العامة وسداد ديون والدها مريض السرطان

سائقة اللودر حائرة بين الثانوية العامة وسداد ديون والدها مريض السرطان

فتاة رقيقة أجبرها مرض والدها علي قيادة «لودر» لتعمل عليه بدلاً منه في مهنة شاقة قد يفر منها الرجال، لسداد ديون تلتف حول عنق الأب بسبب مصاريف العلاج الباهظة، لتعلن أنها الفتاة الصعيدية الآبية التي تتحدى كل الصعاب، وتجتاز كل المحن بعزم وإصرار وإرادة، حتي ذاع صيتها بين قرى مركز ملوي، كنموذج مشرف لبنت مكافحة ومناضلة تحملت مسؤولية أسرة كاملة، بعد إصابة والدها بسرطان الدم وجلطات في القلب، في الوقت الذي تجتهد في دراستها لتحقيق حلمها بالالتحاق بكلية الهندسة.

تحدثت «آية أشرف» لـ«الوطن» قائلةً إن عمرها 14 سنة، ولديها 3 إخوات جميعهن بنات، وهي أصغرهن، وحينما أصيب والدها بسرطان في الدم قبل سنوات، كان يعمل سائقا على «لودر»، قررت أن تشيل عنه الحمل، وتتعلم قيادة اللودر لتعمل بدلاً منه، وأكدت أنها تشعر بالسعادة والفخر لكونها تعمل في مهنة شاقة وشريفة، في الوقت الذي تدرس فيه بالصف الأول الثانوي العام، وتجتهد في دراستها للالتحاق بكلية الهندسة قسم ميكانيكا.

«آية» الفتاة الوحيدة سائقة لودر في صعيد مصر

وأضافت أنها تعمل علي اللودر منذ 7 سنوات، في رفع الرمال والزلط ومواد البناء، بعدما أصيب والدها بسرطان الدم ثم بجلطات في القلب، أجبرته علي تركيب 3 دعامات، مما جعل الديون تتراكم عليه، وتكاد تكون الفتاة الوحيدة التي تقود لودر في صعيد مصر منذ سنوات دون توقف، وتواجه الكثير من الصعاب والتحديات، ومنها الاعتناء بدراستها وعملها في وقت واحد، لكن الديون الكثيرة التي تلتف حول عنق والدها، أجبرتها علي إهمال دروسها للعمل والوفاء بنفقات الأسرة والأب المريض.

وقالت «آية» إنها تحب الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتشعر أنه والدها، لأنه يتعامل مع الجميع بكل حب وإنسانية، وخاصةً الأطفال، وتتمنى مقابلته لتروي له قصة كفاحها التي تمتد لـ7 سنوات دون توقف، رغم أنها لاتزال طفلة، كما وجهت الشكر للإعلامي صلاح مطر، بقناة الصعيد، الذي أقنعها بالظهور في الإعلام لعرض قصة كفاحها المشرفة، رغم ترددها في البداية.       

الفتاة مسؤولة عن نفقات الأسرة وعلاج الأب

الأب «أشرف فتحي محمد»، من قرية «العرين البحري» بمركز ملوي، إنه كان يعمل سائق لودر، وفجأة أصيب بمرض سرطان الدم، فأصر على مواصلة العمل رغم مرضه، للإنفاق علي أسرته التي تضم زوجته و4 بنات، أصغرهن «آية»، 14 عاماً، ثم أعياه المرض تدريجياً، فلازم الفراش لمدة عامين متتالين، وأنفق جميع مدخراته علي العلاج، وحاول العودة إلي العمل دون فائدة، فقرر وابنته «آية» شراء لودر لرفع الزلط والرمال بالتقسيط، ثم تعلمت ابنته الصغرى قيادة اللودر قبل 7 سنوات، قائلاً إنها «شالت الهم بدري»، رغم أنها طالبة بالثانوية العامة، وتحلم بالالتحاق بكلية الهندسة.

وأضاف أن «أية» هي أصغر بناته، لكنها ساعدته بمجهودها وعملها الشاق علي اللودر في تدبير نفقات زواج اثنين من البنات، حتي أصيب مجدداً بـ3 جلطات في القلب، مما اضطره إلى تركيب دعامات، ومازال حتى الآن ينفق علي علاجه، حتى حاصرته الديون، بسبب عدم قدرته على سداد أقساط اللودر، والإنفاق على علاجه في نفس الوقت، مطالباً المسؤولين بتكريم «آية» على رحلة كفاحها الطويلة معه رغم صغر عمرها.

وأوضح الأب أن ابنته الصغيرة تتحمل المسؤولية كالرجال، ويعتمد عليها في كل الأمور، فهي تحسن التصرف والتفكير والتدبير، وتساعد شقيقتها الأكبر التي تدرس في الجامعة، مؤكداً أنه يفتخر بها لأنها سنده الحقيقي، وسترته من ذل السؤال، ووقفت بجانبه ولم تتخل عنه يوماً، مؤكداً أنها نموذج لقصة كفاح تستحق التقدير، ولم يتمالك الأب دموعه، قبل أن ينخرط في البكاء قائلاً: «يا جرح قلبي على بنتي الصغيرة».


مواضيع متعلقة