بعد اتخاذ "تحيا تونس" شعارا للمعارضة.. أصبحت "الإجابة مصر"

كتب: روان مسعد

بعد اتخاذ "تحيا تونس" شعارا للمعارضة.. أصبحت "الإجابة مصر"

بعد اتخاذ "تحيا تونس" شعارا للمعارضة.. أصبحت "الإجابة مصر"

افتتحت تونس بالبائع المتجول، بوعزيزي، الذي قرر حرق نفسه، احتجاجات الربيع العربي، سارت على خطاها، مصر بعد أن نجحت تونس الخضراء في إزاحة بن على عن كرسي الرئاسة، مظاهرات عارمة اجتاحت الميادين والشوارع تطالب الرئيس بالرحيل، ليرد الأخير عليهم مؤكدا "الآن فقط فهمتكم". قبل الثورة المصرية اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعية، العبارة الشهيرة "الإجابة تونس"، كان حلما يراود الجميع، فهل بالفعل ستنجح مصر في الاختبار وتكون تونس هي الإجابة الصحيحة؟ عبارات حماسية بأن تونس استطاعت أن تنجح ثورتها، فما يعطل مصر عن السير في ذات الطريق. خطوة كانت تونس دوما سابقة بها، ففعلت مصر الثورة وأمن الجميع على إنها الإجابة الصحيحة مثلما كانت تونس، وتدخل مصر في فترتها الانتقالية التي استمرت قرابة العام، احتجاجات ومظاهرات وأحداث دامية تمر على المحروسة، بداية من مذبحة ماسبيرو مرورا بمحمد محمود ومجلس الوزراء، وأحداث العباسية. الاستقرار بدا المطلب الشعبي حينها، ولأن مصر لا تنظر سوى الإجابات الصحيحة، كانت تونس، التي أجرت انتخاباتها الرئاسية قبل مصر بسبعة أشهر كاملة، وشعر المصريون بأن الرئيس هو الحل، لذا جابت الشوارع احتجاجات تطالب المجلس العسكري حينها بتحديد موعد لتسليم السلطة لرئيس مدني تنتخبه جموع الجماهير، فكانت الإجابة تونس. انقلب الوضع في مصر مع تولي المعزول محمد مرسي المنتمي للإخوان المسلمين زمام الأمور، ورغم أنها كانت ذات الإجابة في تونس التي انتخبت المنصف المرزوقي، وهو الحقوقي البارز والمناضل، إلا أن مصر قررت أن تكون هي الإجابة الصحيحة للأحداث فيها بعد. رفضت مصر جماعة الإخوان المسلمين، وبدأت في الخروج بمظاهرات تطالب بمحاكمة الجناة، وذلك في الـ26 من يناير فيما يعرف بأحداث بورسعيد، التي بدأت معها الاحتكاك بين السلطة والشعب. بعدها بأشهر قليلة، وعت تونس إلى خطر الجماعة عليها، فخرجت مظاهرات في مارس، تطالب بالإصلاحات ورفض التمييز خاصة من حزب النهضة، ورئيسه راشد الغنوشي، وكان الهتاف "يا غنوشي قول لبديع مصر وتونس مش للبيع"، فكانت الإجابة مصر. استطاعت مصر السيطرة على وضع الإخوان بها، وعزل محمد مرسي من الرئاسة، لتكتب ثانية إجابة، بينما تونس لازالت تحاول كتابة ذات الإجابة، وذهبت مصر إلى ما هو أبعد من ذلك فأتت برئيس منتخب عن طريق صناديق الاقتراع، هو عبدالفتاح السيسي. "تحيا مصر"، هو الشعار الذي اتخذه السيسي شعارا لحملته الانتخابية، وأصبح هو الشعار الحاكم في مصر، وبالانتخابات البرلمانية في تونس، قررت أن تجيب ذات الإجابة المصرية، فاتخذ حزب النداء المعارض في تونس، شعار " تحيا تونس"، لحملته الانتخابية، وفاز بها بالفعل، في مواجهة حزب النهضة التونسي.