المدير الإقليمي لـ«يونيدو»: «حياة كريمة» مبادرة ضخمة في الحجم والنوعية.. ومصر نجحت فى إدارة أزمة «كورونا» بامتياز من كافة الجوانب

المدير الإقليمي لـ«يونيدو»: «حياة كريمة» مبادرة ضخمة في الحجم والنوعية.. ومصر نجحت فى إدارة أزمة «كورونا» بامتياز من كافة الجوانب
أكد باسل الخطيب، المدير الإقليمى لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «يونيدو»، أن مبادرة «حياة كريمة» ضخمة فى الحجم والنوعية، لأن عدد القرى المستفيدة منها كبير جداً، مشيراً إلى أن مصر نجحت فى إدارة أزمة كورونا بامتياز من كافة الجوانب.
باسل الخطيب: الحكومة مهتمة بالاقتصاد الأخضر والتجربة ستنجح..والعاصمة الإدارية والمدن الجديدة تخلق فرص عمل هائلة
وأضاف «الخطيب» لـ«الوطن»، أن الحكومة مهتمة بالاقتصاد الأخضر، والتجربة ستنجح والعاصمة الإدارية والمدن الجديدة تخلق فرص عمل هائلة، موضحاً أن البنية التحتية وشبكة الطرق خطوة مهمة لبناء الاقتصاد، ودعم التعليم الفنى حاجة ملحة، والقطاع الصناعى المصرى يسير بشكل جيد للغاية.
شاركنا في معرض «تراثنا» لدعم رائدات الأعمال في الحرف اليدوية وقدمنا استشارات لتنمية الأعمال وتحسين الإنتاجية والربحية
وأشار إلى أن المنظمة شاركت فى معرض «تراثنا» لدعم رائدات الأعمال فى الحرف اليدوية وقدمت استشارات لتنمية الأعمال وتطوير العلامات التجارية وتحسين الإنتاجية والربحية.
وإلى نص الحوار:
ما تاريخ الـ«يونيدو» فى مصر؟
- مكتب الـ«يونيدو» منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية تأسس فى مصر عام 1999، والهدف منه أن تكون الصناعة المصرية متقدمة ومتطورة وتراعى البيئة، ويكون لها حافز مميز فى تنمية الاقتصاد، ولهذا انصبت كل المشروعات، طبقاً لكل مرحلة، على تنمية الإنتاج الصناعى ونوعية الإنتاج الصناعى، وتدريب القدرات البشرية فى قطاع الصناعة، وتطوير القدرات الصناعية بشأن الماكينات والخامات اللازمة لهذا القطاع، وفى الفترة الأخيرة كانت الصناعة الخضراء لتكون صديقة للبيئة، ونعمل على هذا منذ عدة سنوات، ونحن فى طور الثورة الصناعية الرابعة المتمثلة فى تكنولوجيا الروبوتيك وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعى، ولدينا حالياً شراكات مع كبرى شركات العالم عبر اتفاقيات لتطوير هذه المنظومة فى مصر، وخلال السنوات الخمس المقبلة سيكون هناك تطور مهم للغاية.
وأشير هنا إلى نقطة مهمة جداً وهى أنه خلال السبع سنوات الأخيرة كانت قدرتنا لخدمة الصناعة المصرية أكبر، لأن فى صلب اهتمام الدولة والحكومة تطوير البنية التحتية، ونحن نقول فى أبحاثنا إنه لا يمكن تطوير الصناعة إن لم يكن هناك بنية تحتية تخدم هذه الصناعة، لذلك سنجد أن عمل الـ«يونيدو» تطور خلال السبع سنوات الماضية لوجود عامل مساعد من هذه الناحية وأصبحنا نعمل على قطاع أكبر.
البنية التحتية وشبكة الطرق خطوة مهمة لبناء الاقتصاد
ما ردك على من يشككون فى اهتمام الدولة بالبنية التحتية؟
- هذا فكر خاطئ، فالبنية التحتية التى تنشأ فى مصر سواء كانت طرقاً أو خدمات صرف أو مشروعات مياه أو مشاريع الكهرباء مهمة للغاية، وأصبحت مصر دولة مصدرة للطاقة، وهناك المدن الجديدة والعاصمة الإدارية والعلمين الجديدة والمدن الصناعية التى تخلق فرص عمل، والأمم المتحدة ومنظماتها ومكاتبها تركز على خلق فرص العمل للمواطنين، وأنا لا أستطيع أن يكون لدىّ صناعة بلا بنية تحتية قوية من شبكة طرق تؤمن توصيل الإنتاج من المصانع، وأن تكون البنية متوافقة مع الشروط الصناعية والتجارية والصحية وشروط السلامة الصحيحة.
والآن مصر دخلت المرحلة الثانية بعد البنية التحتية وتقوم ببناء أعمدة الاقتصاد، والاهتمامات الأولية للحكومة تتركز فى 3 قطاعات، الزراعة وهو قطاع مهم جداً، وحينما تتطور الزراعة ستخلق فرص عمل تخدم الكثير من المصريين، ثم الصناعة التى لا يمكن تحفيز الاقتصاد بدون تنمية صناعية حتى يحقق القطاع الصناعى جزءاً كبيراً من الدخل الوطنى فى البلاد، ثم الرقمنة التى بدأت تدخل مصر بشكل كبير للغاية.
هل تستطيع الدولة النجاح فى الاقتصاد الأخضر؟ وما تقييمك للتجربة المصرية؟
- هناك اهتمام رئاسى وحكومى بالاقتصاد الأخضر والصناعة الخضراء، وتخفيف تأثير الملوثات على البيئة فى مصر، وهذا جعل من اهتمامنا خلال السنوات الأخيرة مشاريع كثيرة مرتبطة بالقطاع الأخضر، لأننا نعنى بالصناعة صديقة للبيئة وتخفيف الملوثات بكافة أنواعها إن كانت ثانى أكسيد الكربون أو مخلفات صناعية ومصر تستطيع، ولكن هذا لن يحدث بين ليلة وضحاها، وفى كل الدول يستغرق فترات طويلة، ويجب أن نعطى التجربة وقتها الذى تستحقه وستنجح، وقمة المناخ لها علاقة بالطاقة والبيئة وستستضيفها مصر فى نوفمبر القادم، وهذا دليل على أن مصر تستطيع وأن العالم يرى بوضوح نشاطات مصر نحو التحول الأخضر.
كيف ترى الجهود المبذولة من الدولة للاهتمام بالتعليم الفنى؟
- مثلما نحتاج للأطباء والمهندسين وباقى المهن، التعليم الفنى بالنسبة للصناعة مهم جداً فى كافة قطاعاته، وليس فقط فى الحرفيات بل فى الحديد والصلب وصناعة النسيج والأغذية، وهذه نقطة نهتم بها والحكومة المصرية تهتم بها أيضاً، ودعم التعليم الفنى حاجة ملحة فى السوق المصرية والتقنيات تستلزم قدرات أكبر لدعم التعليم الفنى، فكيف نتحدث عن تنمية صناعية وأنا لا أمتلك هذا الكادر المدرب، ولا يمكن تشغيل مصنع بالمهندسين فقط بل الكادر الفنى أو الفريق الفنى خريج الكليات الفنية، وتوجد خطة تنفذها الأمم المتحدة ونحن نشارك بها لدعم التعليم الفنى.
ننفذ مبادرة القطن المصري في كفر الشيخ ودمياط لمساعدة المزارعين على زيادة الإنتاج وجودة المنتج من خلال الجني بطرق علمية والتخزين بأمان حتى التسويق
مبادرة حياة كريمة تتلقى إشادات دولية لما تقوم به من توفير معيشة أفضل للمصريين، ما تقييمك للمبادرة وصداها عالمياً؟
- مبادرة ضخمة فى الحجم والنوعية، لأن عدد القرى المستفيدة كبير جداً، والجدية فى العمل واضحة، وتوجد متابعة للعمل ونحن لدينا عمل فى قرى كثيرة من قرى حياة كريمة، فالعمل جاد وسريع ومفعوله يظهر على أرض الواقع، من بنى تحتية وصرف ومياه وصحة وتعليم، وهى مبادرة ليست بحاجة لإشادة لأنها ناجحة مليون فى المائة، وكنا سباقين أننا ننخرط فى مبادرة حياة كريمة، لأننا أردنا أن نكون عاملاً مساعداً فى هذه المبادرة، لأنها تعود بفائدة على قطاع كبير من الشعب المصرى، مثل مبادرة القطن المصرى التى قمنا بتنفيذها فى محافظتى كفر الشيخ ودمياط، وهما محافظتان منتجتان لأفضل أنواع القطن فى مصر وهو القطن طويل التيلة ومطلوب عالمياً.
هدفنا الآن مساعدة المزارع فى زيادة الإنتاجية وإنتاج نوعية وجودة أفضل، من خلال عملية جنى القطن بطرق علمية وحديثة تأتى بثمارها على الإنتاج، وكيف يصنف القطن الذى ينتجه (أ، ب، ج) حسب نوعية الصناعة التى يدخل فيها القطن، وكيفية تخزين القطن حتى يبيعه، وكيف يفتح أسواقاً للقطن المصرى الذى تسعى إليه كبرى الشركات المنتجة للأنسجة بالعالم.
حدثنا عن مشاركة «يونيدو» فى معرض تراثنا؟
- شاركنا فى معرض تراثنا لدعم رائدات الأعمال السيدات فى قطاع الحرف اليدوية، وتقوم المنظمة بتقديم استشارات حول تنمية الأعمال وتطوير العلامات التجارية، فضلاً عن الاستشارات القانونية، وطوال فترة المعرض استطاعت رائدات الأعمال المشاركات الاستفادة من استشارات التحليل لاحتياجات الأعمال والتحديات التى تواجههن، وتم تقديم المشورة والاستراتيجيات المصممة خصيصاً لمشروعاتهن لتحسين الإنتاجية والربحية، والبرنامج يهدف لزيادة المشاركة الاقتصادية لما لا يقل عن 6300 من السيدات فى القطاع الخاص بمصر، والاستفادة من إمكاناتهن فى سلاسل القيمة المستهدفة، مثل تمور النخيل، والنباتات الطبية والعطرية، الحرف اليدوية والمعلومات والاتصالات، ويهدف البرنامج إلى الحد من المعوقات التى تواجهها السيدات لتعزيز نمو اقتصادى أكثر شمولاً.
خلال الأعوام الماضية كان لكم لقاءان مع الرئيس السيسى، ما النتائج والمكاسب التى خرجتم بها من التعاون مع الدولة؟
- اللقاء الأول كان فى ديسمبر 2018 والآخر كان فى ديسمبر 2019، وكان المدير العام لليونيدو آنذاك لى يونج، على هامش زيارة لمصر بهدف إعلام الرئيس السيسى عن مبادرة الـ«يونيدو» الجديدة حينها، وهى برنامج الشراكة مع الدول، وأشاد الرئيس السيسى بإدراج الـ«يونيدو» لمصر ضمن برنامج شراكة الدول التابع للمنظمة، وأكد الحرص على زيادة البرامج والمشروعات التى تقوم بتنفيذها المنظمة فى مصر فى كافة مجالات التنمية، خاصة فى ضوء البنية التحتية التى تم تحديثها فى مصر لجذب الاستثمارات وتوطين الصناعة، وتوفير مصادر الطاقة الضرورية، فضلاً عن الإطار التشريعى الحديث، والمشروعات القومية العملاقة وفى مقدمتها مشروع تنمية محور قناة السويس، وشهد استعراض أوجه التعاون بين مصر والمنظمة، للمساهمة فى تنمية وتطوير الصناعة المصرية، من خلال تنفيذ عدد من البرامج والمشروعات التنموية الحالية فى مجالات تكنولوجيا الطاقة المتجددة، والتجارة الخضراء، والاستغلال الأمثل للطاقة للأغراض الصناعية، وتحسين كفاءة الطاقة بالقطاع الصناعى.
وشهد اللقاء الثانى التباحث حول سبل التعاون بين الجانبين لتعزيز التنمية الصناعية الشاملة والمستدامة فى مصر وأفريقيا عن جهود تطوير المنظمة لتكون محفلاً لاتخاذ القرارات المتعلقة بالتنمية الصناعية على المستوى الدولى ونقل الخبرات والتكنولوجيا لضمان تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسى التطلع لتعميق أطر التعاون فى عدد من المجالات بين الجانبين، من خلال مساندة الـ«يونيدو» للمشروعات الصغيرة والمتوسطة بمصر وتمكينها من تطبيق معايير الجودة بغرض تحقيق الاستدامة والنفاذ للأسواق، إلى جانب مساندة عدد من المجالات الأخرى كسلامة الغذاء وتعزيز التنافسية للقطاع الخاص ودعم سلاسل القيمة الاستراتيجية.
ما تقييمك لتطور القطاع الصناعى فى مصر والتحديات التى ظهرت خلال جائحة كورونا؟
- القطاع الصناعى بمصر يسير بشكل جيد، وهناك مؤسسات كبيرة ومصانع كبرى للحديد والأسمنت والمواد الغذائية، ومؤسسات متوسطة وصغيرة ومتناهية الصغر تتحرك للأفضل، ونحن فى منظمة «يونيدو» نعمل على دعم وتحسين نوعية وجودة المنتج وإدماجه فى سلاسل القيمة العالمية، ورغم أن جائحة كورونا أثرت على كل دول العالم، بما فيها الدول الأكثر تطوراً مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى وروسيا والصين، كان تعامل مصر مع الأزمة مختلفاً.
وبناء على أرقام ودراسات منظمة «يونيدو»، بالتعاون مع مركز تحديث الصناعة التابع لوزارة التجارة والصناعة، من خلال مسح ١٣٠٠ منشأة صناعية بين كبيرة ومتوسطة وصغيرة حول تأثير الأزمة على أدائها، فإن المؤشر أثبت أن القطاع الصناعى يشهد تعافياً ملحوظاً نتيجة الإجراءات التى اتخذتها الحكومة وانعكاساتها الإيجابية على أداء القطاع.
تدريب المزارعين على زراعة القطن
هناك شركات أوروبية فى مصر تستهدف القطن المصرى لتصنيع أفضل الملابس، ويجب أن أشير إلى أن زراعة القطن فى العالم كانت بها مشكلة كبيرة وهى عمالة الأطفال، والآن توجد شهادة عالمية تحصل عليها الدولة والمزارعون حينما لا يعمل الأطفال فى جنى القطن، وبالفعل دربنا المزارعين هنا وحصلت مصر على شهادة مبادرة التصنيع الجيد للقطن عالمياً، وهذا ساعد القطن المصرى على الدخول فى مجال عالمى أكبر، والآن ندخل فى مرحلة ثانية للمشروع ونضيف فيها قرى أخرى، وكان هناك لقاء رائع مع محافظ دمياط واتفقنا أن جميع القرى التى ستدخل فى المشروع خلال المرحلة الثانية ستكون بأكملها قرى من مبادرة حياة كريمة.