بريد الوطن .. أحضان الوداع (قصة قصيرة)

بريد الوطن .. أحضان الوداع (قصة قصيرة)
بعد لقاء قصير مع أحد الأصدقاء ركبت السيارة فى طريق العودة للمنزل، فجأة لمحت سيدة تبكى بشدة، سألتها: «ما بك يا ماما؟»، قالت: «ابن جارتى، ضابط الشرطة، استشهد أمس، وأنا ذاهبة إلى مسجد الشرطة بالدرّاسة لحضور جنازته»، هدَّأت من حزنها وذهبت معها إلى المسجد، وجدت جثامين الشهداء فى النعوش المغطاة بعلم مصر، بعد صلاة الجنازة وقع نظرى على رجل كبير السن يبكى بمرارة محتضناً ابنه المجند الشهيد ويناجيه: «أنا بعت باقى القمح ودفعت لك تمن العفش علشان تتجوز فى العيد الكبير (عيد الأضحى) زى ما اتفقنا، يلا قوم علشان أمك وإخواتك البنات منتظرينك ترجع معايا». المشهد أبكى الجميع، حاولت أخذه دون جدوى، ثم قال: «ابنى نائم وسيصحو الآن ويرجع معى إلى البيت»، بعد فترة ليست بالقصيرة عاودت محاولتى لأخذ الرجل، ولكن فاضت روحه فوق جثمان ابنه. ذهبت مع الأهالى إلى المقابر وحضرت مراسم دفن الجثمان، فشاهدت طفلاً صغيراً يرتدى الزى العسكرى، فهمست فى أذنه: «انت عاوز تطلع ظابط؟»، قال: «نعم، وسوف آخذ بثأر كل شهيد، دقت فى قلبى أجراس الفرح».
د. إبراهيم خليل إبراهيم
عضو اتحاد كتاب مصر
يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com