العالم يشدد من القيود والإجراءات للحد من تفشي أوميكرون.. الإغلاق مستمر
إغلاق في هولندا وبريطانيا.. وساعات إلزامية للمقاهي والمطاعم في كوريا
مظاهرات ضد الإغلاق في هولندا
بعد شهر على اكتشاف أول حالة من متحور أوميكرون في جنوب أفريقيا، والذي ينتشر بشكل سريع حتى في البلدان التي بها مستويات مرتفعة من التطعيم بين السكان، وقبل أسبوع من احتفالات أعياد الميلاد، عادت الدول إلى فرض الإغلاق وتشديد القيود والإجراءات الخاصة بمكافحة فيروس كورونا المستجد، وشملت الإجراءات المشددة والمفروضة إلغاء حفلات وإغلاق مواقع ثقافية، فيما تزداد الضغوط على غير الملقحين.
وتقول منظمة الصحة العالمية، إن المتحور الجديد أوميكرون، الذي انتشر رسميًا في 90 دولة حتى الآن، لم يتضح من الناحية العلمية ما إذا كان السبب في انتشاره هو قدرته على مقاومة اللقاحات، أم قدرته المتزايدة على الانتشار أم الأمرين معًا.
وصنفت منظمة الصحة العالمية المتحور أوميكرون على أنه مثير للقلق، ولا يزال الكثير غير معلوم عنه بما في ذلك شدة الأعراض الناتجة عند الإصابة به، لافتة إلى: «لا تزال البيانات محدودة بشأن خطورة أعراض أوميكرون».
وذكرت المنظمة، في بيان لها أمس، أن عدد الإصابات بالمتحور تضاعفت خلال ما يتراوح بين يوم ونصف وثلاث أيام في المناطق التي تشهد تفشيًا محليًا.
هولندا أول بلد أوروبي يعلن الإغلاق المشدد
أعلنت هولندا أمس، خلال المؤتمر الصحفي المتلفز لرئيس وزرائها، مارك روتي، إغلاق البلاد في فترة عيد الميلاد، وذلك بدءاً من اليوم الأحد، «لاحتواء التفشي السريع بأسرع مما نتخيل» على حد وصف رئيس الوزراء الهولندي.
وأضاف روتي، أن كل المحال غير الأساسية والمطاعم والحانات ودور السينما والمتاحف والمسارح سوف تغلق، فيما عدا الصيدليات والمتاجر الكبرى، بدأ من اليوم الأحد وحتى 14 يناير، فيما ستُغلق المدارس حتى التاسع من يناير على أقرب تقدير.
وفور الإعلان عن قرار الإغلاق توافدت مجموعات كبيرة من المواطنين، على مراكز المدن في سائر أرجاء البلاد، واصطفت طوابير طويلة أمام المتاجر للاستعداد للإجراءات المشددة.
بريطانيا تلحق بهولندا وتغلق خلال أعياد الميلاد
وفي السياق ذاته، ذكرت وسائل الإعلام في بريطانيا أن المملكة المتحدة وضعت خطط لإغلاق يبدو شاملا لمدة أسبوعين، في ظل انتشار فيروس كورونا خصوصا وسط المخاوف من متحور أوميكرون أحدث سلالات الفيروس، والذي تسجل بريطانيا فيه إصابات بوتيرة متسارعة بحسب التصريحات الرسمية.
وأوضح تقرير لصحيفة إندبندنت البريطانية، أن الخطة تتضمن إجراءات تشمل اقتصار عمل الحانات والمطاعم على المعاملات الخارجية فقط، كذلك سيمنع خلال هذه الفترة استقبال الآخرين في الداخل إلا لظروف العمل الطارئة.
وتشير الأرقام إلى أن 50% من حالات الإصابة بفيروس كورونا في العاصمة لندن مصابون بمتحور أوميكرون.
وسجلت بريطانيا، أمس، رقما قياسيا للإصابات بفيروس كورونا بأكثر من 90 ألف حالة إصابة كأعلى حصيلة يومية منذ بداية جائحة كورونا في هذا البلد الأوروبي، الذي واجه نظامه الصحي إشكالات عدة أمام إصابات الوباء.
دول أوروبية أخرى تدرس الإغلاق بعد ارتفاع الإصابات بالمتحور الجديد
في الوقت الذي توقعت فيه المفوضية الأوروبية، أن يصبح متحور أوميكرون هو النسخة المهيمنة من فيروس كورونا بحلول منتصف يناير المقبل، وذلك بعد الانتشار الكبير في أوروبا.
وشرعت كثير من دول أوروبا في تعزيز القيود المفروضة للحد من الانتشار السريع للمتحور الجديد، وذلك قبل أسبوع من موسم أعياد الميلاد ورأس السنة، وجاءت دول أوروبية أخرى، غير بريطانيا وهولندا، على رأس الدول التي قررت الإغلاق قبل أعياد الميلاد.
ففي فرنسا، طلبت الحكومة من البلديات إلغاء الحفلات والعروض النارية المقررة ليلة رأس السنة، كما أعلنت أيرلندا إغلاق المطاعم عند الساعة الثامنة مساء اعتبارًا من اليوم الأحد حتى نهاية الشهر المقبل، فيما اتخذت إسكتلندا وويلز إجراء أكثر قليلًا، حيث نصحت إسكتلندا الأشخاص بقصر التواصل الاجتماعي على ثلاث أُسر في فترة الكريسماس، أما ويلز فستغلق الملاهي الليلية بدءاً من 27 الشهر الجاري.
وفي سويسرا، سيسمح فقط للملقحين أو المتعافين من «كوفيد – 19» اعتبارًا من الاثنين بدخول المطاعم والمؤسسات الثقافية والمنشآت الرياضية والترفيهية، فضلًا عن الفعاليات التي تقام داخل قاعات.
وحذر وزراء الصحة في دول «مجموعة السبع» من أن «المتحور الجديد، يعد أكبر خطر راهن على الصحة العامة في العالم»، مؤكدين أن التصدي لهذا التهديد يتطلب تعاونًا وثيقًا.
وقال وزراء الصحة في كلًا من بريطانيا وأمريكا وفرنسا وكندا وألمانيا وإيطاليا واليابان، في بيان صدر في أعقاب آخر اجتماع يعقدونه في ظل الرئاسة البريطانية للمجموعة، إنهم «قلقون للغاية إزاء ازدياد أعداد الإصابات» بالمتحور الجديد.
وأضاف البيان أن «المفتاح لمواجهة وضع يتطور بسرعة كبيرة يكمن في تعاون وثيق أكثر من أي وقت مضى، وكذلك في مراقبة البيانات وتبادلها».
أعداد محدودة في المطاعم في كندا.. وساعات إغلاق إلزامية في كوريا
ولم تسلم أمريكا الشمالية هي الأخرى من قرارات الإغلاق بسبب أوميكرون، حيث ستعيد مقاطعة كيبيك الكندية العمل بنظام الحد من عدد الموجودين في المطاعم والمتاجر، وتتزامن هذه الإجراءات أينما كان مع ضغوط متزايدة على غير الملقحين تصل أحياناً إلى حد إلزام بتلقي اللقاح، كما هو معمول به في لوس أنجلوس والتي ألزمت، بدأ من أمس، كل موظفي البلدية بمن فيهم عناصر الشرطة والإطفاء، والذين لم يحصلوا على أي استثناء صحي أو ديني بتلقي اللقاح وإلا وضعوا في عطلة إدارية.
الأمر نفسه في قارة آسيا، حيث أعادت كوريا الجنوبية، أمس، العمل بساعات إغلاق إلزامية للمقاهي والمطاعم ودور السينما وأماكن عامة أخرى، كما اتجهت المملكة العربية السعودية إلى تعزيز الحماية من المتغير الجديد، ودعت مواطنيها إلى تجنب السفر لغير الضرورة خارج المملكة، خاصة الدول التي سجلت أرقام مرتفعة من الإصابات بالمتحور.
كما فرضت إجراءات جديدة للسفر إلى المملكة والخروج منها لمكافحة الانتشار السريع لأوميكرون، وأقرت هيئة الصحة العامة بالمملكة العربية السعودية «وقاية»، أمس، على القادمين من خارج المملكة من مواطنين ومقيمين، وبغض النظر عن حالات تحصينهم وعدد الجرعات، تجنب المخالطة المجتمعية لمدة 5 أيام قبل السفر وبعد الدخول للمملكة، وكذلك الإسراع في عمل المسحات الخاصة بكورونا في حال ظهرت أعراض تنفسية أو ارتفاع في درجة الحرارة، كما علقت السفر من وإلى 7 دول مختلفة، وهي: «جزر القمر، وزامبيا، ومدغشقر، وأنجولا، وسيشل، ومالاوي، وموريشيوس».