السمعة الطيبة أساس النجاح

كتب: اميمة عز الدين

السمعة الطيبة أساس النجاح

السمعة الطيبة أساس النجاح

كان رشدي أباظة يحكي لشادية في فيلم "الزوجة 13"، حكاية من حكايات "ألف ليلة وليلة"، حتى يصل إلى جملته الشهيرة "البعير هلك"، وما إن يقول رشدي هذه الجملة، التي يرددها بقلة حيلة وإعياء شديد، حتى يبدأ المشاهدين بالضحك، أما أنا فكنت أردد قولي الخاص "والجمل نخ بأثقاله، فلم يجد سوى الأرض حتى يبرك". أنا مثل هذا البعير الذي هلك، لقد تعبت وشعرت بنفسي وهي تتهاوي وتتقادم، ربما أنتظر سن المعاش بفارغ الصبر لأجد مبررًا للتقاعد الرسمي، فمنذ أن تزوجت وأنجبت طفلتي الوحيدة وأنا أشعر أنني في سباق، أعود من عملي بالمستشفى لأجد ابنتي وزوجي ينتظران حقوقهما، بالفعل أشعر بالإجهاد والإحساس بالذنب لتقصيري هنا وهناك، حتى أعلنتها صراحة، أنني سوف أستقيل من عملي كطبيبة أطفال بالمستشفى العام، وأكتفي بممارسة الطب من خلال عيادة صغيرة قريبة من البيت. فرحا زوجي وطفلتي لقراري، وبدأت في البحث عن شقة صغيرة بمساعدة سمسار المنطقة، الذي أدلى برأيه الهام أن "زمار الحي لن يطرب"، ومن الأفضل لي البحث عن عيادة خارج الحي لضمان وجود "زبائن" أقصد مرضى. ولأنني لا أهدف إلى الربح من خلال عملي كطبيبة أطفال، وإنما ممارسة مهنتي التي أحبها، وأيضًا تغطية إيجار العيادة ومساعدتي الطيبة، ومع إصراري على وجودي بالحي الذي أسكن فيه، عثر لي على شقة غرفة وصالة بإيجار مرتفع، وبدأت في ممارسة عملي الذي احتوى على الكثير من المجاملات بحكم الجيرة والصداقة، ولم أتقاضى سوى كشفًا واحدًا طوال شهر كامل. أشفق عليّ زوجي، ونصحني بضرورة الانتقال لمكان آخر، وبالفعل تحدثت مع السمسار الذي مط شفتيه في زهو، بحكم أنه سبق وحذرني من ركود الحال بالحي، وأن ذلك يستلزم مصاريف إضافية مضاعفة للانتقال إلى عيادة أخرى، شعرت بالهزيمة فتراجعت عن فكرة النقل، وأخبرته أنني سأحاول في مكاني، المدهش أنني وجدت في الشهر التالي أمهات كثيرات من الأحياء المجاورة، بسبب سمعتي الطيبة، التي ساهم في تكوينها أهل الحي، وقاموا بعمل دعاية مجانية رائعة.