الكاظمي: ليس أمامنا سوى الدفاع عن العراق ومنع المتلاعبين بمقدراتها
الدكتور مصطفى الكاظمي، رئيس الوزراء العراقي
قال الدكتور مصطفى الكاظمي، رئيس الوزراء العراقي، إن العبث بمستقبل العراق خط أحمر، ولا يعني أنّ العراق قبل مائة عام من اليوم لم يكنْ دولة، فهنا على الأرض التي تقف أقدام العراقيين عليها بثبات كانت أول دولة عرفتْها البشرية، وأول قانون نظّم حياة البشر، وأول شرطي كانت وظيفته حماية الناس، وأول جندي نظامي دافع عن الحدود وضحى بنفسه، هنا على الأرض التي تحرسها أرواح آبائكم وأجدادكم كان أول تنظيم اقتصادي يحفظ الحقوق والملكية والبيع والشراء، وأول عقاب للمتجاوزين على حقوق الناس».
ليس أمامنا من خيار كعراقيين إلا الدفاع عنها وحفظ تاريخها
وأضاف «الكاظمي»، خلال كلمة للشعب العراقي بمناسبة مئوية العراق: «هنا كانت أول قصيدة شعر، والفن والثقافة، أول قاعدة في علوم الرياضيات، أول مخطط عمراني، وأول لحظة وحي ونبوة، وإدراك العراقيين لكل هذا الإرث، هو مسؤوليتهم التي تناقلتها الأجيال ووصلتنا، وسننقلها إلى أجيالنا القادمة لنقول لهم بكل وضوح وصراحة تليق بعصر التكنولوجيا الحديث، هنا العراق، هنا الدولة، وليس أمامنا من خيار كعراقيين إلا الدفاع عنها وحفظ تأريخها ومنع المتلاعبين بمقدراتها».
آن الأوان أن ننظر إلى دولتنا بموضوعية
وأوضح رئيس الوزراء العراقي، أن هذا النبع التأريخي المتدفق اسمه العراق، التاريخ والتنوع والجغرافيا والثقافة والعمارة والفن، والتجارب المتراكمة بأحداثها السعيدة والمرة، واللغات المتفاعلة كلها ليست مصادفات، بل هي جوهر مفهوم الدولة الذي فرض نفسه عام 1921 رغم كل المساجلات والاجتهادات، وعقّب: «آن الأوان أن ننظر إلى دولتنا بموضوعية، وأن نفتخر بمنجزاتها، ونعترف بأخطائها، ونمضي إلى الأمام متسلحين بإرثنا وقدرات شعبنا لنكون جنبًا إلى جنب مع كل الدول الناجحة».
أقدر عاليًا كل تعاطف ورسالة اطمئنان وتضامن وصلتني
وواصل: «على المستوى الشخصي، أقدر عاليًا كل تعاطف ورسالة اطمئنان وتضامن وصلتني بعد العملية الإرهابية التي استهدفتني قبل أسابيع.. وأقول بهذا الصدد: «إن حياتي ليست بأغلى من حياة أي عراقي على امتداد الوطن، ولكنه طريق الدولة نعبّده معاً بإرادة عراقية خالصة ونقية، ومن أجله يسهل كل صعب، وترخص أمام عظمته أرواحنا، طريق الدولة العراقية قد يكون صعباً ومؤلماً، لكنه الطريق الوحيد الذي يمكن لأولادنا وأحفادنا أن يمضوا إليه، لأن اللا دولة هي خيانة لأنفسنا أولاً وللأجيال القادمة من بعدنا، وقبل كل ذلك خيانة لإرثنا الحضاري من سومر حتى هذه اللحظة، والعراقي لا يخون ذاته، ولا وطنه».
وأتمّ: «هذا عراقكم موطئ آدم ومولد إبراهيم وأرض الأنبياء والصالحين، دولة السومريين والبابليين والآشوريين والأكديين، عاصمة أبي الحسنين علي ابن أبي طالب ومثوى جسده، ثورة الحسين وإرثها في دمائنا جيلاً بعد جيل، أرض الحضارة الإسلامية وأرض المرجعية الرشيدة في النجف، وطن الشعر والثقافة والفن والإبداع».