محمد سلماوي: تأجيل الأديب كتابة فكرته يجعلها كـ«جنين مولود دون روح»

كتب: محمود البدوي

محمد سلماوي: تأجيل الأديب كتابة فكرته يجعلها كـ«جنين مولود دون روح»

محمد سلماوي: تأجيل الأديب كتابة فكرته يجعلها كـ«جنين مولود دون روح»

قال الأديب الدكتور محمد سلماوي، إن الكاتب مسير، ويجب أن يتبع عمله الفني وحين يشعر بالمخاض، عليه أن يستمر في كتابته، لأنه إذا لم يكتب فكرته في وقته وأجلها إلى وقت آخر، ستولد بلا روح.

وأضاف سلماوي، خلال حواره مع الإعلامية قصواء الخلالي، مقدمة برنامج «المساء مع قصواء»، عبر شاشة «cbc»: «يجب ترجمة العمل من داخل الأديب إلى الورق فور ورود الفكرة، بعدها تكتب عملية الكتابة الحقيقية على هذا النص الأولى»، موضحًا أمن هناك نوع من الكتاب لا يكتبون إلا عندما يشعرون بأن لديهم ما سيقولونه، وأن هذا القول سيكون مختلفا عن كل ما قيل من قبل.

نوع غير مفضل من الكتاب

وتابع، أن هناك كاتبا أخرًا قد يقول «كتابتي مهنتي، يجب أن اظل أكتب على الدوام»، مشيرًا إلى أنه يشبه من يقود دراجة، حيث لا يستطيع التوقف حتى لا يقع على الأرض: «لا أفضل هذا النوع، وأفضل أن أكتب حتى يكون لديّ شيئًا ومختلفا وجديدا يلح عليّ حتى أكتبه».

ولفت إلى أن أعمال الكتاب والأدباء لا تُقيم بالعدد: «يوسف إدريس كتب 5 مسرحيات، وهناك كتابا أخرون أكثر من 20 مسرحية، لكن لا يقارنوا به، كما أن رواياته كانت قليلة جدا، أما قصصه القصيرة فهي كثيرة وكلها عظيمة».

وأشار إلى أن التأني في الكتابة لا يعني بالضرورة أن يخرج العمل الأدبي بأفضل شكل، فقد يكون متوسطًا، وهو ما يتوقف على الموهبة والقدرة الأدبية والإمكانيات، موضحًا أن هناك كتابا عباقرة على غرار شكسبير ونجيب محفوظ كتبوا بالعشرات، حيث كتب «محفوظ» 40 رواية، بينما كتب شكسبير 42 مسرحية وكلها أعمال فنية عبقرية.

لو كانت هناك جائزة نوبل للإنسانية.. كانت لنجيب محفوظ 

وواصل: «أذكر نجيب محفوظ على أكثر من مستوى وفي أكثر من مجال، لأنه إلى جانب قيمته الأدبية فإنني اقتربت منه كإنسان، ومن لم يقترب من هذه المنطقة أرى أنه خسر خسارة كبيرة، فقد كان شخصا فريدا من نوعه، ولو كانت هناك جائزة نوبل للإنسانية لكان أول من يستحقها».

وتابع، أن نجيب محفوظ كان دمث الخلق وطيب الخلق ومعتزا بنفسه ورأيه ولديه روح الدعابة والفكاهة ولماح وذكي: «هذه الشخصيات أهم ما يميز الشخصية القومية، أي أنها تجسدت في هذا الرجل، فكان رمزا وتجسيدا للمصري بأفضل ما فيها».

وأشار، إلى أنه اقترب منه على مدار 30 سنة أثناء عملهما سويا في مؤسسة الأهرام، ثم اختاره ليكتب حواراته ويجري معه حواراته الأسبوعية في الأهرام: «هذه المعرفة الشخصية أكثر ما أفتقده، أما كتبه فهي متاحة وموجودة ويمكن العودة إليها والتمتع بها، لكن تظل أعمال فريدة ولا تقارن بأي كاتب أخر، لأنه لا يوجد كاتب مصري في التاريخ الحديث حصل على فرصة لمعاصرة هذا الكم من الأحداث الهامة والمحورية في تاريخ الوطن على مدى القرن العشرين، فكتب عنها وظهرت في أعماله بداية من ثورة 19 وحتى الحرب العالمية وفترة بين الحربين وثورة يوليو وما تبعها من متغيرات تفاعل معها ثم مرحلة الرئيس السادات».


مواضيع متعلقة