قضية تهريب النٌطف من السجون الإسرائيلية تؤدي لوقف عرض فيلم «أميرة»

09:52 م | الخميس 09 ديسمبر 2021

أثار عرض فيلم للمخرج المصري محمد دياب عن قضية تهريب النطف من السجون الإسرائيلية، جدلا وغضبا واسعا، انتهى بقرار بوقف عرض الفيلم.

مناقشة تهريب النطف من السجون الإسرائيلية يقود لإيقاف فيلم أميرة

وأعلن المخرج محمد دياب، اليوم الخميس في بيان، وقف عرض فيلمه الدرامي (أميرة) الذي يناقش قضية تهريب النطف (الحيوانات المنوية) من السجون الإسرائيلية من جانب زوجات الأسرى الفلسطينيين للحمل بها، وذلك بعد اتهامات وُجهت للعمل بالإساءة إلى نضالات الفلسطينيين.

وأوضح محمد دياب عبر حسابه على التواصل الاجتماعي «فيس بوك» أن أسرة الفيلم تعتبر أن الأسرى الفلسطينيين لدى إسرائيل ومشاعرهم هم الأولوية لنا وقضيتنا الرئيسية، لذلك سيتم وقف أي عروض للفيلم، مطالبا بتأسيس لجنة مختصة من قبل الأسرى وعائلاتهم لمشاهدته ومناقشته.

وأضاف «دياب» الذي كتب وأخرج الفيلم: «نحن مؤمنون بنقاء ما قدمناه، دون أي إساءة للأسرى والقضية الفلسطينية".، وذلك في إشارة إلى قضية تهريب النطف من السجون الإسرائيلية»

جدير بالذكر أن فيلم «أميرة» إنتاج مشترك بين مصر والأردن والإمارات والسعودية، وهو من بطولة الأردنيتين صبا مبارك، وتارا عبود إضافة إلى ممثلين آخرين بينهم الفلسطينيان وليد زعيتر وعلي سليمان الذي يحمل الجنسية الإسرائيلية، وتدور قصة الفيلم عن «أميرة» التي وُلدت من نطفة مهربة من سجن إسرائيلي، وقد اكتشفت بعد سنوات أن النطفة كانت لضابط إسرائيلي.

وتحدث البيان الصادر عن المخرج المصري عن حصول ما وصفه بـ«إجماع» على أن العمل السينمائي يصوّر قضية المعتقلين الفلسطينيين بشكل إيجابي وإنساني منذ بداية عرضه في سبتمبر 2021 في مهرجان البندقية في إيطاليا ثم في مهرجاني الجونة المصري وقرطاج التونسي، مشيرا إلى أن الفيلم يتضمن عبارة صريحة بأن قصته «خيالية ولا يمكن أن تحدث».

وأشار المخرج المصري إلى أن الفيلم يشجب ويدين ممارسات الاحتلال، معربا عن تفهم أسرة الفيلم للغضب الذي اعترى الكثيرين، ومؤكدا أن الهدف السامي لهذا العمل لا يمكن أن يتأتى على حساب مشاعر الأسرى وذويهم.

96 طفلا ولدوا نتيجة تهريب النطف من السجون الإسرائيلية

ويشير تقرير لفرنسا 24 إلى إنه منذ سنوات، دأبت نساء فلسطينيات على تهريب نطف أزواجهن المنوية من السجون الإسرائيلية واستخدامها في عمليات إخصاب بغية الحمل.

وأشار نادي الأسير الفلسطيني، وهو هيئة أهلية مستقلة تعنى بشؤون الأسرى الفلسطينيين والعرب في المعتقلات الإسرائيلية، في تقديرات سابقة نُشرت هذا العام إلى أن عدد الأطفال المولودين نتيجة تهريب النطف من آباء معتقلين في السجون الإسرائيلية يبلغ 96 طفلا.

لكن فيلم أميرة الذي ناقش قضية تهريب النطف من السجون الإسرائيلية، أثار جدلا كبيرا بين الفلسطينيين والأردنيين على مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الماضية.

وأدانت وزارة الثقافة الفلسطينية، أمس، الفيلم، معتبرة أنه: يضرب روايتنا الوطنية والنضالية، ويسيء بطريقة لا لبس فيها إلى تاريخ ونضالات الحركة الأسيرة الفلسطينية.

واعتبرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، ونادي الأسير الفلسطيني، والهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى في بيان مشترك أن الاستمرار في التعاطي مع الفيلم والترويج له، هو خيانة لنضال شعبنا، بحسب البيان.

ورشح الأردن الشهر الماضي فيلم أميرة، المصور في المملكة الأردنية والذي فاز بثلاث جوائز في مهرجان البندقية السينمائي، ليمثله في ترشيحات جوائز الأوسكار لعام 2022.