بريد الوطن.. أزمة نادى القصة وأزمة الأدباء

بريد الوطن.. أزمة نادى القصة وأزمة الأدباء
اشتهر المصريون بالنبوغ فى فن القصة وانتشرت إشعاعاتهم الدافئة فى العالم، وإذا كان الشعر هو ديوان العرب، فالقصة هى ذاكرة الأمة، عندما تسلط الأضواء فى ثناياها عن مرحلة جرت فيها الأحداث أو شخصية تأثر بها الأبطال، وأشهرها «الثلاثية» الرائعة، التى أرّخت لحقبة ثرية وصاخبة من تاريخ مصر الاجتماعى والسياسى خلال ثورة ١٩١٩، من خلال شخصيات أسرة «سى السيد» الشيقة الممتعة.
لذلك كانت المبادرة الممتازة من الأديب يوسف السباعى بإنشاء «نادى القصة» عام ١٩٥٤، ووقع الاختيار على «شقتين»، فى العمارة التى يسكنها، لتكونا مقراً للنادى الوليد، وقام بتوقيع عقد الإيجار مع السياسى الراحل فؤاد سراج الدين، مالك العقار، وبدأ النادى نشاطه عملاقاً عندما ترأسه عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين، ودارت حوله كواكب الأدب الدرية توفيق الحكيم والعقاد وإحسان عبدالقدوس وغيرهم، وشهدت ردهاته إبداعات أديب نوبل ١٩٨٨، العالمى نجيب محفوظ.
وفى دعوى أقامها الورثة، حكمت محكمة أول درجة لصالحهم بإخلاء مقر النادى، وهو ما أيدته محكمة الدرجة الثانية فى الاستئناف، وربما لا يعلم الكثيرون أن رقّة مشاعر الأدباء تتساوى مع رقة أحوال معظمهم المادية، مقارنة بأهل الفن ولاعبى الكرة، ولأن كل عقدة ولها حلال، فالنادى الذى أخلى مقره التاريخى يناشد وزارة التضامن، لا تتركونا مثل «المعذبون فى الأرض»، ويرجو وزارة الإسكان تخصيص مقر يليق برسالته التنويرية.. من الممكن أن يكون فى شارع «عباس العقاد»، أو بجوار «خان الخليلى».
وجدان أحمد عزمى - المحامى
يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com