بروفايل| محمود دياب.. "موال من مصر"

كتب: دينا عبدالخالق

بروفايل| محمود دياب.. "موال من مصر"

بروفايل| محمود دياب.. "موال من مصر"

الموال.. المليء بالمشاعر، الهادئة موسيقاه، التي تجذب سامعيها إلى عالم آخر بتفاصيله الخاصة من وحي خيالهم، هو الحال في كتابته لمؤلفاته المسرحية التي رسم فيها شخصياته بمهارة شديدة فجعل منهم أشخاصًا حقيقيين يعيش معهم القارئ في قصتهم المماثلة لواقع الكثيرين، فيناقش فيها قضية هامة تواجه الإنسان المصري البسيط، داخل البيئة التي رسمها خصيصًا لهم ونقلها كأنها صورة حية أمامه، فتميَّز وتفرَّد بهذه الكتابة المميزة الأديب محمود دياب في المسرح العربي. واهتم محمود دياب بالأدب والفكر وقضايا وطنه منذ الصغر، حاملًا على عاتقه هموم المواطن العربي البسيط في كتاباته، كما تضمَّنت موضوعاته تصورات شاملة عن حال العالم العربي وتوقعات من الواقع في ذلك الوقت، متأثرًا بالأدب الروسي، ومهتمًا بالقصص التاريخية وكيفية إسقاطها على الواقع العربي، مقدمًا بذلك مجموعة من الكتابات التي تحمل أفكارًا قومية خالصة لا يمكن تجاهلها على مر العصور. "ليالي الحصاد، الغرباء لا يشربون القهوة، شارع الصمت، الصيد الأخير، الحب لا يحترق".. هي روايات من بين مؤلفات دياب المسرحية الهامة، وغيرها من القصص التي تُرجمت لعدة لغات أجنبية وقُدمت على مسارح غربية، فضلًا عن أن عددًا منها أُعيد تمثيله وكتابة سيناريوهاته مثل: "رحلة عم مسعود، ورأس محموم في طائرة سوبر سونك، والرجال لهم رؤوس"، وأوبريت "موال من مصر"، حيث يعدُّ أحد أهم رواد المسرح والأدب العربي في الستينيات والذي ترك بصمة لا يمكن تجاهلها عند تاريخ المسرح في الفن المصري بالقرن العشرين. وفي 25 أغسطس 1932، وُلد الكاتب المسرحي محمود دياب، في الإسماعيلية، وانتقل للقاهرة والتحق بكلية الحقوق جامعة القاهرة عام 1951، وحصل على الليسانس في 1955، ثم عُيِّن نائبًا بهيئة قضايا الدولة، وتنقَّل بين الوظائف القضائية بالهيئة حتى وصل إلى درجة مستشار بالهيئة، إلى أن توفي في 25 أكتوبر 1983، الذي يصادف اليوم. "المعجزة" هي أولى قصص دياب والتي صدرت في 1960، وتبعتها مجموعة من القصص القصيرة، وقدَّم مجموعة مسرحية تعرَّضت للمأزق العربي واستلهمت التاريخ، ثم قدَّم مسرحية "الزوبعة" عام 1966 التي حاز عنها على جائزة منظمة اليونسكو لأحسن كاتب مسرحي عربي، وترجمت إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية، كما تم تكريمه عن أعماله ليحصل على جائزة اليوبيل الفضي للتليفزيون عام 1985، كما حصل على جائزة أحسن كاتب عربي من بغداد.