العلمين أرض الهلاك.. منذ 72 عاما ويبقى الحال على ما هو عليه
![العلمين أرض الهلاك.. منذ 72 عاما ويبقى الحال على ما هو عليه](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/272798_Large_20141002101358_19.jpg)
ألغام زرعت لتحقق انتصار دول الحلفاء، راح ضحيتها أعداد لا حصر لهم، مأساة بدأت عام 1942 رصدت في سجلاتها ولازالت هناك قوائم مليئة بالوفيات والإصابات من مختلف البلاد، وتنتهي الحرب ولكن تظل النكبة التي تصيب سكان أراضي الصحراء الغربية والعلمين في مصر.
ساهمت المنطقة المنكوبة بسبب حقول الألغام في إنهاء الحرب العالمية، بنجاح البريطانيين في منع المد الإيطالي من الوصول إلى الأراضي المصرية، أكثر من ربع مليون فدان استغله الإنجليز، في زرع أكثر من 22 مليون لغم مبعثر على الأراضي المصرية، لتتصدى لقوات إيطاليا وألمانيا المعادية، وردتهم إلى ليبيا، ويسقط على إثرها عدد لا يستهان به من الشهداء ينتمون لجنسيات مختلفة.
"من ألغام لمقابر" آلاف الشهداء من جنسيات مختلفة سقطوا، منذ أن ابتلت العلمين بألغام أرضية مضادة للأفراد والدبابات، لتتحول بعدها وتصبح مقابر جنود الحلفاء والمحور منذ الحرب العالمية الثانية في العلمين التي لا يزال يزورها أسر الضحايا، وتقسمت لأجزاء تضم مقبرة "الكومنولث" وبها يرقد جنود القوات البريطانية، أما المقابر العسكرية الألمانية والإيطالية الواقعة بـ"تل عيسى" خارج العلمين، دفن بها أكثر من 4 آلالاف جندي، بنيت على طراز قلاع العصور الوسطى، ولكل قبر يحمل اسم جندي، ولكن الكثير يكتب عليه مجهول.
عادة لم يقطعها مرور الوقت، فبعد 72 عامًا على مأساة حرب العلمين الشهيرة، والتي كانت نقطة سوداء في تاريخ إيطاليا وألمانيا، يأتي يوم 25 أكتوبر، ليحي ذكرى وفاة جنود المحور والحلفاء من جديد، ويتردد على مقابر العلمين عدد من سفراء الاتحاد الأوروبي، وأسر الجنود لإحياء ذكرى حرب العلمين، ومن بينهم السفير الألماني، والبريطاني، والهولندي، واليوناني، والقبرصي، وعلى رأسهم جيمس موران، سفير الاتحاد الأوروبي.
وبعد رصد معاناة سكان المنطقة والمشاكل التي تسببها الألغام في إعاقة عملية التنمية والاستفادة من الثروات الراقدة تحت تراب ولا فائدة لها، على أساسه، قرر الاتحاد الأوروبي منح 4.7 مليون في إطار مشروع مشترك بين الاتحاد الأوروبي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائية لدعم خطة تنمية الساحل الشمالي الغربي، واستكمال المرحلة الثانية من العمل المضاد للألغام.
"الطريق لا يزال طويلًا" مقولة أعرب بها "جيمس موران" رئيس الاتحاد الأوروبي عن أسفه، بعد أن فوجئ بحجم الألغام الهائل الفائض داخل حقول شاسعة المساحة، والتي تسبب في كثير من الحوادث يوميًا بعد الحرب، وتصاعدت المساعدات لتطهير الألغام للحد من الخسائر، وخلق حالة من الوعي في المجتمع على أن ينتهي المشروع عام 2017.
جهود مكثفة دولية ومحلية، وأموال طائلة أنفقت على أمل استرجاع أرض العلمين خالية من الخطر، ولم تبخل القوات المسلحة في المساهمة بتطهير الأراضي وظهرت جهودها في انتزاع أكثر 3 مليون لغم من مساحة 38730 هكتار في الصحراء الغربية، جهود بدأت منذ عام 1981 حتى الآن بتكلفة تقدر بـ"27" مليون دولار، إلى جانب مساعدة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لإزالة الألغام منذ عام 2006.