طبيب فيروسات في جنوب أفريقيا: أوميكرون أسرع انتشارا من دلتا

طبيب فيروسات في جنوب أفريقيا: أوميكرون أسرع انتشارا من دلتا
بات انتشار المتحور الجديد لفيروس كورونا «أوميكرون» الحدث الأبرز في العالم، خاصة بالدول التي تسجل حالات متزايدة به يوما بعد يوم، أبرزها دولة جنوب إفريقيا التي اكتشف المتحور بها، وسط إجراءات احترازية مشددة في محاولة لمنع تفشيه، بينما يسارع العلماء لدراسته وكيفية الوقاية منه.
من دولة جنوب إفريقيا، معقل ظهور المتحور الجديد «أوميكرون» الذي زاد الحديث عنه في الآونة الأخيرة، يتحدث الدكتور أكرم إبراهيم، الطبيب في قسم الفيروسات بمستشفى «خروت سكير Groote Schuur Hospital»، بمدينة كيب تاون الإفريقية للوطن عن الوضع هناك ومدى انتشار حالات الإصابة بعدوى أوميكرون الذي ظهر مؤخرا.
نسبة الإصابات
«الإصابات تعتبر ليست كثيرة مقارنة بما سبق، والآن لا يمكن التأكيد بأن الإصابات بالمتحور كثيرة، نحن في البدايات ونحتاج من أسبوع إلى ثلاثة أسابيع لنعرف ما إذا كانت الإصابات في تزايد»، بتلك الكلمات بدأ الطبيب الليبي المقيم في مدينة كيب تاون بدولة جنوب إفريقيا، أكرم إبراهيم، حديثه لـ«الوطن»، عن الوضع الحالي في البلاد بعد اكتشاف متحور كورونا الجديد.
قبل يومين فقط، بلغت أعداد الإصابات بفيروس كورونا في دولة جنوب إفريقيا نحو ألفين ومائتين حالة، وبالأمس سجلت الدولة الأفريقية أربع آلاف ومائتين تقريبا، أي الضعف تقريبا، ما يعد مؤشرا على ارتفاع منحنى الإصابات، بحسب قول طبيب الفيروسات في مدينة كيب تاون.
الفئات الأكثر عرضة
وأشار طبيب الفيروسات إلى أن معظم الإصابات بالمتحور الجديد ترصد بين مرضى النقص المناعي مثل الإيدز وبعض الأمراض المناعية الأخرى و90% ممن لم يتلقوا اللقاح: «الإصابات معظمها تعتبر مستقرة بالرغم أن هناك وفيات لكنها تعتبر قليلة حاليا»، لافتا إلى أن الأعراض هي نفسها ولم تتغير ولكن معظم الأعراض بسيطة إلا أنها سريعة الانتشار بشكل أكبر من متحور دلتا، بحسب وصفه.
أما عن الإصابات بين الشباب والأطفال، بحسب وصف الطبيب، تكون الأعراض في معظمها خفيفة في الوقت الحالي، وبحسب قوله، فإن المتحور أوميكرون يحتوي على 32 تحورا أو نقاط تحور في الجين المشفر للمستقبل الخارجي، وهذا ينذر بهروب الفيروس من التطعيم ولكن من المبكر الحديث عن ذلك الأمر، حيث نحتاج أسابيع لمعرفة ذلك الأمر من عدمه.
التدابير الصحية
وعن اتخاذ الصحة في دولة جنوب إفريقيا أي تدابير جديدة بشأن مواجهة متحور أوميكرون، أشار الطبيب المتخصص في الفيروسات إلى أنه حتى الآن لا يوجد أي تدابير طارئة غير التشديد على ارتداء الكمامات والابتعاد عن مناطق الزحام الشديد ولا زالت البلاد تتبع احترازات المستوى الأول من الوباء.
وتابع الطبيب في دولة جنوب إفريقيا، بقوله «لا أعتقد أن المتحور أوميكرون أكثر شدة من المتحورات السابقة إلا أنه ينتشر بسرعة أكبر»، وهو ما يعني أن الإجراءات الاحترازية ستكون إجبارية مثل أن هناك عددا معينا يدخل الأماكن المغلقة والتطعيم لابد منه، علما بأن التطعيم متوفر، بحسب قوله.
فاعلية المسحة
وعن قدرة المسحة على الكشف عن المتحور الجديد، أوضح الطبيب الليبي أن الـ pcr قادر على اكتشاف الفيروس بالرغم من التحور في المستقبل وهو ما يعرف بـ«spike protein» وذلك لأن التحليل معد للكشف عن ثلاثة أماكن من الجين، حتى إن كان المستقبل تحورا فإنه يستطيع التحليل اكتشاف الجينومات الأخرى التي يكون التحور فيها ضعيفا، وبالتالي حساسية التحليل لم تتأثر كثيرا، ويمكن الكشف عن المتحور أوميكرون عن طريق تصنيع فتيلة (primer) أخرى مطابقة للمتحور.
واختتم الطبيب العربي في دولة جنوب إفريقيا حديثه عن متحور أوميكرون بالإشارة إلى أنه من المبكر معرفة تأثير التطعيمات على المتحور الجديد من ناحية أن الجهاز المناعي لا يستطيع اكتشافه والهجوم عليه، ولكن التطعيم مهم وضروري لأنه كلما زاد عدد المصابين زادت نسبة التحور والطفرات، بحسب قوله.