بروفايل| «رمسيس» الملك هو الملك

بروفايل| «رمسيس» الملك هو الملك
كأنه أراد أن يُذّكر العالم بيوم مولده ويوم تتويجه على العرش فتفنن مهندسوه وكهنته فى إيجاد طريقة للاحتفال بهذين اليومين، لتولد فكرة تعامد الشمس على وجه تمثاله الموجود حالياً بمعبد أبى سمبل جنوب أسوان مرتين سنوياً، واحدة للاحتفاء بميلاده وأخرى فى ذكرى تتويجه، رمسيس الثانى، أحد أعظم ملوك الفراعنة الذين تولوا حكم مصر، والذى امتدت فترة حكمه لما يقرب من 67 عاماً أنجز خلالها العديد من الانتصارات العسكرية والمعمارية، حيث وصل تعداد الجيش المصرى فى عهده إلى ما يقرب من 100 ألف مقاتل، وكانت أبرز معاركه معركة قادش الثانية، حين نجح فى تحويل هزيمة جيشه فى أول المعركة ضد جيوش الحيثيين إلى انتصار ساحق.
أكثر من 7 آلاف سنة لم يخلد فيها اسم الملك العظيم فقط فى كتب التاريخ، بل ترك بصمة يشهدها العالم كل عام وكأنه لم يترك ملكه بعد، تتعامد الشمس على وجه تمثال الملك، يستند لحقيقة علمية اكتشفها قدماء المصريين اعتمدوا فى اكتشافهم على أن الشمس تتعامد على كل نقطة فى أثناء شروقها وغروبها مرتين فى كل عام، وأن المسافة الزمنية بينهما تختلف تبعاً لبعد كل نقطة عن نقطة الشرق تماماً، نقطة فى مسار شروق الشمس تبعد عن نقطتى مسارها زمن قدره أربعة أشهر لتتوافق مع يوم 22 أكتوبر و22 فبراير من كل عام، ثم قاموا ببناء المعبد بحيث يكون اتجاه المسار الذى تدخل منه الشمس على وجه رمسيس الثانى من ناحية الشرق من فتحة ضيقة، وجعلوا هذه الفتحة ضيقة بحيث إذا دخلت أشعة الشمس فى يوم وسقطت على وجه التمثال، فإنها فى اليوم التالى، تنحرف انحرافاً بمقدار ربع درجة وبهذا تسقط الأشعة فى اليوم التالى على جدار الفتحة ولا تسقط على وجه التمثال.
تغير بسيط واجه موعد تعامد الشمس على وجه الملك بعد بناء السد العالى، فقد كان تعامد الشمس على وجه «رمسيس» يحدث يومى 21 أكتوبر، و21 فبراير قبل عام 1964، إلا إنه بعد نقل معبدأبوسمبل بعد تقطيعه لإنقاذه من الغرق تحت مياه بحيرة السد العالى فى بداية الستينات من موقعه القديم، الذى تم نحته داخل الجبل، إلى موقعه الحالى، أصبحت هذه الظاهرة تتكرر يومى 22 أكتوبر و22 فبراير من كل عام.
وتعتبر ظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك التى اكتشفت عام 1874 ميلادياً فرصة كبيرة لآلاف السياح من مختلف أنحاء العالم لمتابعة هذه المعجزة التى لا تحدث فى أى مكان آخر فى العالم، مصريين وأجانب من كل حدب وصوب يترقبون الحدث كل عام، يأتون لمشاهدة ظاهرة مات صاحبها ولم تنته ذكراه بعد.